لاشك ان اطلاق صفة " واطي" ليست بالامر الهين وخصوصا عندما يكون المنعوت الوطن " سوف اعود لاحقا لتعريف الوطن" .. ولايصح اطلاق هذا النعت دون مستوجبات حية شاهدتها بام عينيك " لا حكي لا قوالات"، تطرقت بالامس لنهج التدافع بين ضدان واوضحت انه " نهج التدافع" هو اس الحياة والتطور، وعند غيابه " كما هو الحال في وطننا السودان" تكون الحياة بهيمية ، وعندما يقول القران ويوضح ان في القصاص حياة مخاطبا اولي الالباب اي اصحاب العقل فانه يقصد بان ندفع شر القاتل بان نتمسك بقتله وهو نهج التدافع الغير موجود عندنا. تترسخ صفة واطي في ذهنية العديد في كل صبح واذكر مما شاهدت تظاهرات لمرضى الكلى قبل فترة، هم نعم تظاهرو لانعدام محاليل الغسيل ولكن اذا نظرنا للامر بصورة ادق هم تظاهرو لاجل الحفاظ على حياتهم، اي ان بينهم والموت صمودهم وقطع شك كانو يعتقدون في دواخلهم ان خطبعم جلل وامرهم عظيم وسوف تقف البلد وقفة رجل واحد لاجل حياتهم وهم تناسو او نسوا ان ذات المطلوب منهم الوقوف معهم قتل منهم مايفوق ال200 وسارت الامور كانما تلك الارواح ال 200 اروح دواجن نافقة. وشرب اصحاب التظاهرة " مرضى الكلى" مشرب قاسي عندما تافف منهم الاصحاء بدعوى انهم قفلو الطريق واعاقو اعمالهم وانفضت التظاهرة ولاحقا انتحر احدهم " احد المرضى" ولاشك ان الله غفور رحيم نساله ان يتولاه برحمته. مايهمني انه عندما تصل مشاعر التضامن لهذه الدرجة من الانحطاط لا يضير ان نقول " وطن واطي" وكانّي بالشعب يستبسل للانفراد بروحه عن كل شي، يريد ان يكون وحده الناجي في استنساخ لقضية " الفئة الناجية" فان كانت تلك ببعد ديني فهنا البشير يمثل العقاب والثواب، التزلف اليه او تجنبه ربما يعفي عن العقاب، ولكن غاب عنه ان الشر يعم " مقولة الجيش ". لا احتاج ان اذكر طرفة جحا الذي تتلخص في ان كل منا يقول نفسي نفسي فجحا هذا اتاه القوم محذرين له بان"؟؟؟" لك ان تملاء مكان الاستفهام بما تريد وهو شي **** اتو وقالو له بان ال؟؟؟ في المدينة وقال لهم جحا مالي به وهو بعيد عن فريقي.. وبعد عدة بوم قالو له ال؟؟؟؟؟ في فريقك قال لهم مالي به وهو بعيد عن بيتي ... وتكرر الامر الا ان قالو له انه في بيته وفي غرفته وحينها لم يرد جحا بل نظر اليهم بانكسار وكانه " فضت بكارته ان وجدت".. وهنا جحا واطي لانه لم يقاوم.. حتى فضت بكارته ان وجدت ... كما ذكرت فأن منظر تظاهرات مرضى الكلى تخبر بوضوح اننا وصلنا الى درك سحيق للغاية في شأن العزيمة واننا استسلمنا بشكل مقيت للجلاد، الذي امتطى ظهورنا اكثر من ربع قرن، واتمنى ان يتفحص الجميع ذواتهم في هذا الصبح وليكن هنالك سؤال واحد يقرع في اذهان الجميع، هل فكرنا في هذا الصبح في واحد من الاتي: 1- امهات شهداء هبة سبتمبر؟ 2- أهل دارفور في الملاجي؟ 3- المرضى في المستشفيات المقيتة؟ 4- العطشى وهم قرب النيل؟ 5- المهاجرين والمغتربين الشباب وما يعانوه كل صبح " ولعمري هذا شأن بليغ لو استطعت لاستفضت فيه وكتبت حوله وهو تالله رمز اننا " وطن واطي" ففي الخليج اضحى السوداني يتحسب ويترقب خوفا ان يقال أو ان يصبح بلا عمل لانه بلا بديل عكس الهمدي او المصري او الباكستاني الذي يستطيع في اي لحظة العودة لوطنه ويحيا حياة انسانية، ولكن مغتربينا بلا بديل لذا وجب الانبطاح..!! أجزم بان القليل تدور في ذهنم هذا الاشياء والتساؤلات، ولو اخذنا او ماسرد اعلاه " شهداء سبتمبر" لو كانو في وطن أخر لكان يوم موتهم يوم عيد، توقد فيه الشموع وترفع فيه رايات الوطن، ويكرّرم أهاليهم، ولكن لسوء حظهم انهم ولدوا في " وطن واطي" .!! مع تحياتي ناصر محمد 15/نوفمبر /2014 [email protected]