قالت وزير الرعاية والضمان الاجتماعى امس ان تجربة ديوان الزكاة تجربة سودانية خالصة اسسها السودان ورعاها حتى اصبحت كل الدول تتمنى ان تطبقها، وكشفت عن تلقيهم خلال الشهر الماضي دعوات من ست دول بينها الولاياتالمتحدةالامريكية للوقوف على التجربة ونقلها للتطبيق بين مسلمى الولاياتالمتحدة. بداية الزكاة عبادة لله تعالى مكملة للعبادات الاسلامية التى يتقرب بها الفرد المسلم لله عز وجلّ بان يخرج جزءا من ماله حدده الفقهاء، لانفاقه فى ثمانية مصارف حددها الله عز وجل فى آية كريمة، وظل المسلمون فى السودان يقومون باخراج زكاتهم منذ دخول الاسلام والى يومنا هذا، وفى يناير من العام 1988م تم فصل الزكاة عن الضرائب وتم تأسيس ديوان قائم بذاته للزكاة، له شخصيته الاعتبارية. وتم تعيين أول أمين عام للزكاة بواسطة مجلس الوزراء وتبِّع الديوان لوزارة الرعاية الاجتماعية وانتشر في جميع ولايات السودان. تجربة الزكاة عبر الديوان ظلت مسار خلاف ومخالفات طوال فترة الانقاذ واخذ الناس عليها الكثير من السلبيات. تقرير للمراجع العام لسنة 2011 كشف عن شبهة فساد في ديوان الزكاة وقال ان الديوان قدم دعما لمؤسسات الدولة بدلا عن مكافحة الفقر والبطالة، وكشف عن حجم العهد الممنوحة لبعض العاملين والتي تبلغ قيمتها "50" الف جنيه لكل عامل. وأعلن عن حجم الشيكات المرتدة لجباية الزكاة والتي بلغت 1244998 جنيه بمعدل نمو 78% من اجمالي الرصيد البالغ 698385 جنيه، وبين تجاوز في الصرف، والصرف دون مستندات رسمية بجانب عدم وجود دفاتر لمراقبة حركة المخزون والغياب التام للوائح التي تنظم المكافآت والحوافز والتدريب اضافة لاستخراج تصاديق بصفة متكررة والصرف على مصرف الغارمين دون اكمال المستندات المؤيدة وعلى بند "في سبيل الله" دون تقديم مستندات وبين التقرير ان الصرف العاملين عليها بلغ 11.4 مليون جنيه كأعلى مصرف شرعي تقرير المراجع العام الذى قدمه فى العام 2012 حمل ايضا مخالفات تزكم الانوف عن ديوان الزكاة وكذلك تقرير العام 2011 وكل التقارير التى ظللت اتابعها منذ العام 2006، والذى ازكر فيه ان الديوان استحدث بندا جديدا اسماه الاصول وصرف عليها ما صرف وحينها جمعت ما صرفه الديوان على العاملون عليها والاصول فكان 48% من نسبة ايرادات الديوان. ولا ننسي بالطبع مساهمة الديوان الفاعلة فى انشاء قناة تلفزيونية فضائية خاصة وغيرها مثل طلاء عربة احد الموظفين باكثر من ثمنها، وايجار احد قيادات الصندوق لمنزله لنفسه على حساب الديوان. هذا هو حال ديوان الزكاة وتجربته التى استحدثها السودان ونقلتها عنه العديد من الدول كما زعمت وزيرة الرعاية الاجتماعية بالامس والتى تريد ان تستهدى بها امريكا فى تصريف شئون مسلميها فيما يتعلق باخراج زكاتهم. على الوزيرة ان تعمل على معالجة الخلل فى ديوان الزكاة فان كانت لا ترى فيه خللا وتراه تجربة مكتملة غير منقوصة لدرجة تصديرها للعالم ولامريكا فعلى الوزيرة ان تراجع نفسها. ليت الوزيرة تعى ان التجربة التى تتحدث عن كمالها منقوصة فقد ورثت الانقاذ ديوان الزكاة وهو لا يزال وليداً فعدل فى قانونه عدة مرات وحور فيه لتكون التجربة مسخا تاخذ من المسلمين زكاتهم وتصرفها على الدولة وعلى نفسها. [email protected]