يبدو ان الخطة السياسي الذي تنزل لكوادر وقيادات الحزب الحاكم هذه الايام دفع وحفز القوى السياسية في اتجاه المشاركة في الانتخابات واسنادها ولكن أليس في هذا حرق للمراحل؟؟ اما كان الافضل انجاز مقتضيات الحوار وهي المصالحة الوطنية والسﻻم والوفاق ولو بصورة جزئية مقنعة لقوى المعارضة الداخلية واجتذاب بعض القوى المسلحة المؤثرة في الميدان وخلق عملية توافق واجماع وطني داخلي بدل حالة الانقسام والاستقطاب الماثلة! ثم تنظيم الانتخابات بتوافق مع القوى الحية المشاركة في الحوار! وبعدها يمكن ان تستمر عملية الحوار في مرحلة ما بعد الانتخابات ولكن المعطيات الان تقول ان عملية الحوار في حالة جمود وقوى الحوار الوطني كلها ستقاطع الانتخابات وربما الحوار تقاطع ذاته! حزب الامة دفن الحوار والتحق متحالفا مع الثورية! المعارضة الداخلية ايضا بفعل التضييق الداخلي والتعسف ربما تنقل نشاطها نهائيا للخارج والمناخ العام يوحي باستدعاء حالة الاستقطاب الحاد خﻻل فترة التسعينات! والتي واجهتها الانقاذ بصف موحد واقتصاد البترول وتحالفات مع محاور اقليمية ودولية مهمة ومؤثرة في القرار الدولي! والان هناك شبه حالة اجماع اقليمي ودولي لمحاربة ظاهرة الاسﻻم السياسي في المنطقة اذن السؤال كيف ينبغي تحصين حركة الاسﻻم في السودان من هذه السيناريوهات بل وتحصين السودان ككيان ودولة من اي سيناريو للتغيير قد يطفو للسطح يصعب التحكم والسيطرة عليه ويسوق البلد الى اتون الحرب الاهلية والتفكك إذن سيناريو اجراء الانتخابات في ظل في هذه الاجواء الداخلية والاقليمية والدولية سيعقد ويأزم الاوضاع المتأزمة ويصل بها الى مرحلة اللاعودة لذلك فان المطلوب من تيار التغيير والاصﻻح داخل المؤتمر الوطني اقناع القيادة العليا وانا اعني الرئيس وهو اصل الازمة الماثلة وبيده مفتاح الحل والمخرج بضرورة ارجاء الانتخابات ووضع الحصان امام العربة والمضي في مبادرة الحوار الوطني بافق استراتيجي وارادة وهمة وطنية بدل محاولة التسويق للمشاركة في انتخابات ستعيد الازمة بكل تجلياتها بل بصورة انكى واشد وقد تقود الى ثورة جياع وعندها ستنزوي وتدفن مطالب وقضايا القوى المستنيرة للتغيير وهي الحريات والكرامة وعفة الحكم وستصعد مطالب ثورة الجياع التي تتحرك بدوافع الغبن والحقد والاحتقان وعندها لن تنفع وﻻت حين ندم من حسن حظ القيادة وانا اعني ايضا الرئيس انه يملك الان القدرة على انجاز المصالة الوطنية ونشل السودان من هذا السيناريو الذي يتدحرج اليه ببطء حتى ﻻ يأتي يوما يفقد فيه زمام المبادرة وعندها ستقع الطامة على رؤؤس الجميع ويتهدم المعبد وبيت الزجاج ونصحت لهم بمنعرج اللوى ولم يستبين النصح الى ضحى الغد. [email protected]