يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    حزب الأمة القومي: يجب الإسراع في تنفيذ ما اتفق عليه بين كباشي والحلو    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    الفنانة نانسي عجاج صاحبة المبادئ سقطت في تناقض أخلاقي فظيع    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    جبريل ومناوي واردول في القاهرة    وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    الأمم المتحدة: آلاف اللاجئين السودانيين مازالو يعبرون الحدود يومياً    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    تمندل المليشيا بطلبة العلم    ((كل تأخيرة فيها خير))    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة فى الذكرى الثلاثين لاغتيال الأستاذ / محمود محمد طه
نشر في الراكوبة يوم 25 - 01 - 2015

الأستاذ محمود يتساءل : متى عرف هؤلاء رجولة الرجال وعزة الأحرار وصمود أصحاب الأفكار
*فى حديث الفداء ... غايتان أوقفنا نحن الجمهوريين حياتنا عليهما االأسلام والسودان ...
أستطراد المشاهد كلها :
المشهد القديم يتجدد وتتمدد مساحات الهوس الديني ... يعد المسرح فى 18/1/1968م ويقف أستاذي على الخشبة مؤمناً وعارفاً وواثقاً وفداء
محكمة الردة الأولى
يوم الاثنين 27/شعبان 1388ه الموافق 18/11/1968م قد دخل التاريخ إذا أنه أرخ لبداية تحول حاسم ، وجذري فى مجرى الفكر والسياسة والاجتماع وفى مجرى الدين فى بلادنا .
ففى هذا اليوم انعقدت ما سميت بالمحكمة الشرعية العليا لتنظر فى دعوى الردة المرفوعة ضد الأستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري من الشيخين : الأمين داؤود محمد وحسين محمد زكى وقد طلب المدعيان من المحكمة الاتى :
( أ ) إعلان ردة محمود محمد طه عن الإسلام بما يثبت عليه الأدلة .
( ب ) حل حزبه لخطورته على المجتمع الإسلامي .
(ج) مصادرة كتبه وإغلاق دار حزبه .
(د) إصدار بيان للجمهور يوضح رأى العلماء فى ادعاءات المدعى عليه .
( ه ) تطليق زوجته المسلمة منه .
(و) لايسمح له أو لآي من أتباعه بالتحدث باسم الدين أو تفسير آيات القرآن .
(ز) مؤاخذة من يعتنق مذهبه بعد هذا الإعلان وفصله أن كان موظفاً ومحاربته أن كان غير موظف وتطليق زوجته المسلمة منه .
( ح ) الصفح لمن تاب وأناب وعاد إلى حظيرة الإسلام من متبعيه أو من يعتنقون مبدأه ولقد استمعت المحكمة لخطابي المدعين والأقوال شهودهما لمدة ثلاث ساعات ، ثم رفعت الجلسة لمدة ثلث ساعة ، وعند انعقادها للمرة الثانية قرأ القاضي حيثيات الحكم التي جاء فيها أن المحكمة ، وبعد سماع الإدعاء المدعيين ، وسماع الشهود تأكد لديها أن المدعى عليه قد أرتد عن الإسلام وعليه فإن المحكمة تحكم بردة محمود محمد طه عن الإسلام غيابياً .
كانت هذه المؤامرة الأولى من قوى الظلام فى تاريخ هذا البلد المنكوب وفى اليوم التالى للمحكمة المهزلة أصدر الأستاذ محمود محمد طه بيانه الصادر بيوم 19/11/1968 والذي نشرته صحيفة السودان الجديد وكان بعنوان .
مهزلة القضاة الشرعيين
أوردت صحيفة السودان الجديد الصادرة اليوم بالعنوان الكبير عبارة ( المحكمة الشرعية تصدر أول حكم من نوعه فى السودان فى ردة محمود محمد طه وأمره بالتوبة عن جميع أقواله ) أقرأوا مره ثانية) وأمره بالتوبة( عن جميع أقواله .. هل سمع الناس هوانا كهذا الهوان ؟ هل أهينت رجولة اللرجال وامتهنت رجولة الرجال و أمتهنت حرية الآحرار وأنطمرت عقول ذوى الأفكار فى القرن العشرين وفى سوداننا الحبيب بمثل هذا العبث الذى يتورط فيه القضاة الشرعيون .
ولكن لا بأس فإن من جهل العزيز يعزه !! ومتى عرف القضاة الشرعيون رجولة الرجال وعزة الآحرار وصمود اصحاب الأفكار ؟؟ أن القضاة الشرعيين لا يعرفون حقيقة أنفسهم وقد يكون من مصلحتهم ومصلحة هذا البلد الذى نعزه ومن مصلحة الدعوة التى نفديها أن نتطوع نحن فنوظف أقلامنا ومنابرنا لكشف هذه الحقيقة لشعبنا العزيز على ماهى عليه .
والأن فأنى بكل كرامة أرفض هذه المهانة التى لا تليق بى ولا يمكن أن توجه إلى ولا يمكن أن تعنينى بحال فقد كنت أول وأصلب من قاوم الأرهاب الأستعمارى فى هذه البلاد ... وقد فعلت ذلك حين كان القضاة الشرعيون يلعقون جزم الأنجليز وحين كانوا فى المناسبات التى يزهوا فيها الأستعماريون يشاركونهم زهوهم ويتزينون بالجيب المزركشة التى سماها لهم الأستعمار كسوة الشرف وتوهموها هم كذلك فرفلوا فيها وأختالوا بها وما عملوا أنها كسوة عدم الشرف ولكن هل ينتظر منهم أن يعملوا ؟؟؟ سنحاول تعليمهم والأيام بيننا أما أمركم لى بالتوبة عن جميع أقوالى فأنكم أذل وأخس من أن تطمعوا فى و أما أعلانكم ... ردتى عن الأسلام فما أعلنتم به غير جهلكم الشنيع بالأسلام وسيرى الشعب ذلك مفصلاً فى حينه ؟؟؟
أذن فاسمعوا أنكم أخر من يتحدث عن الأسلام فقد أفنيتم شبابكم فى التمسح بأعتاب السلطة من الحكام الأنجليز والحكام العسكريين فاريحوا الأسلام وأريحوا الناس من هذه الغثاثة .
أمدرمان / محمود محمد طه
فى 19/11/1068م
عندما رفعت الستار :
المكان : الثورة الحارة الأولى المنزل (242) المالك المعلم الشهيد محمود محمد طه .. منزل بسيط و متواضع من الجالوص ... الصالون الطويل والأكثر بساطة ؟ مفروش بالبروش على الأرض وستة أسرة من الحديد وعدد من الكراسي الحديدية منجدة بالبلاستيك ؟؟
الزمان : ديسمبر 1984م الرئيس المخلوع جعفر نميرى يقذف قبل عام بأخر أوراقه التى تمثلت فى قوانين سبتمبر 83 فى بداية أول تشويه للأسلام . وأعلاناً حقيقياً لدولة الهوس الدينى التى مسخت الأسلام وأمتهنت الأنسان وأهدرت قدسية الفكر والمفكرين .. والآزمات تتفاقم يوماً أثر يوم وتأخذ برقاب بعضها لتجمع وتأخذ برقبة شعبنا وترجه رجاً .. الفتى الأمرد يجلد الشيخ العجوز والجلاد ينظر .. لا الرجل أمن ولا المرأة أمنة لا العاجز ولا العجوز وسدنة السلطة يتوجونه أماماً ويبايعونه ويجبرون الشعب على هذه المبايعة وأكتظت السجون بالمعارضين السياسيين .. وبعد أن تمت طبخة جماعة الأسلام السياسي داخل المطبخ المايوى لتصفية الأستاذ محمود محمد طه ؟ أخرج وتلاميذه الجمهوريون من معتقلهم قال الأستاذ مخاطباً تلاميذه صبيحة 19/12/1984م بعد اعتقال دام عاماً ونصف العام .
(( إننا لم نخرج من المعتقل لنرتاح وأنما لنواجه الظلم الذى يمارس بإسم الأسلام )) انتهى. لم يكن هذا حديثاً عابراً ؟ ولا هو حماس متحمس لكنه موقف الأستاذ محمود محمد طه الذى ظل منذ الأربعينات مكافحاً ومناضلاً ضد الظلم والطغيان وأمتهان كرامة الأنسان .. ولم يكن لديه وقتاً للراحة وكون لجنة مهمتها كتابة بيان يواجه نظام الأمام نميرى ويفضحه ، وأجتمع التلاميذ والحيرة تضرب أطنابها فيهم ، ولم يكتبوا شيئاً تتصرم الأيام ، ولم يكتبوا المنشور .. وكان يرى الظلم فيؤرقه ويتحرق للفداء شوقاً وفرحاً بالله .. تلك كانت قامته برغم علمه التام بما كان يحيكه نميرى وسدنته ضده ، وبرغم علمه بإطلاق سراحه المريب الذى كان سعياً حثيثالتحويل الأستاذ وتلاميذه من معتقلين سياسيين إلى مجرمين جنائياً لهذا لم يرهب الأستاذ ولم يثنيه عن أن يكون الفداء الكبير والأخير لآهل السودان .. فكتبوا المنشور قرأه مع اللجنة وتناول قلماً وغير عنوان المنشور ولم يلزم به أحد ، خيرهم أن كانوا لا يتحملون .. فقد اتت ساعة العراك الحقيقى والتى بدأت بمنشور؟ .
هذا أو الطوفان !
( غايتان شريفتان وقفنا نحن الجمهوريين حياتنا حرصاً عليها وصوناً لها وهما الأسلام والسودان .. فقدمنا الأسلام فى المستوى العلمى الذى يظفر بحل مشكلات الحياة المعاصرة .. وسعينا لنرى ما حفظ الله تعالى على هذ لهاالشعب من كريم الأخلاق وأصايل الطباع ما يجعله وعاء صالحاً يحمل الأسلام لكافة البشرية المعاصرة التى لا مفازة لها ولا عزة لها الا فى هذا الدين العظيم .
وجاءت قوانين سبتمبر 1983م فشوهت الأسلام فى نظر الأذكياء من شعبنا وفى نظر العالم واسآءت إلى سمعةالبلاد .. فهذه القوانين مخالفة للشريعة ومخالفة للدين ومن ذلك اباحت قطع يد السارق من المال العام مع انه فى الشريعة يعزر ولا يحد لقيام شبهه مشاركته فى هذا المال بل أن هذه القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن .. هذه القوانين قد اذلت الشعب وأهانته فلم يجد على يديها سوى السيف والسوط هو شعب. حقيق بكل صور الأكرام والأعزاز ثم أن تشاريع الحدود والقصاص لا تقوم إلا على ارضية من التربية الفردية ومن العدالة الأجتماعية وهى ارضية غير محققة اليوم .
أن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد وقسمت هذا الشعب فى الشمال والجنوب وذلك بما اثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التى ادت إلى تفاقم مشكلة الجنوب ان من خطل الرأى ان يزعم احد ان المسيحى لا يضار بتطبيق الشريعة ذلك بأن المسلم فى هذه الشريعة وصى على غير المسلم بموجب اية الجزية ، واية السيف .. فحقوقهما غير متساوية اما المواطن اليوم فلا يكفى ان تكون له حرية العبادة وحدها وانما من حقه ان يتمتع بسائر حقوق المواطنة وعلى قدم المساواة مع كافة المواطنين الأخرين .. إن. للمواطنين غير المسلمين حقاً فى بلادهم لا تكفله لهم الشريعة انما يكفله لهم الأسلام فى مستوى اصول القرآن ( السنة ) ولذلك فنحن نطالب بما يلى :
1/ نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983م لتشويهها الأسلام ولأذلالها الشعب ولتهديدها الوحدة الوطنية .
2/ نطالب بحقن الدماء فى الجنوب واللجوء إلى الحل السياسي والسلمى بدل الحل العسكرى وذلك واجب وطنى يتوجب على السلطة كما يتوجب على الجنوبيين من حاملى السلاح فلابد من الأعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة ثم لابد من السعى الجاد لحلها .
3/ نطالب بإتاحة كل فرص للتوعية والتربية لهذا الشعب حتى ينبعث فيه الإسلام فى مستوى السنة (اصول القرآن) فإن الوقت هو وقت السنة. .الشريعة ( فروع القرآن ) قال النبى صلى الله عليه وسلم ( بدأ الأسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء قالوا من الغرباء يا رسول الله قال الذين يحيون سنتى بعد اندثارها ) بهذا المستوى من البعث الأسلامى يتحقق لهذا الشعب عزته وكرامته ثم ان فى هذا البعث يكمن الحل الحضارى لمشكلة الجنوب ولمشكلة الشمال معاً اما الهوس الدينى والتفكير الدينى المتخلف فهما لا يورثان هذا الشعب الا الفتنة الدينية والحرب الأهلية هذه نصيحتنا خالصة مبرأة نسديها فى عيد الميلاد وعيد الأستقلال ونرجو ان يوطىء لها الله تعالى اكناف القبول وان يجنب البلاد الفتنة ويحفظ استقلالها ، ووحدتها وامنها .
وعلى الله قصد السبيل
الأخوان الجمهوريين 25/12/1984م
المشهد الثانى حديث الفداء
تزامن صدور منشور هذا .. أو الطوفان وراس السنة ؟ وبعده بايام قلائل الحديث الذى كان يعد فيه تلاميذه للحدث الجلل فى حياتهم الخاصة والفداء الكبير لآهل السودان مطابقاً بين قوله وفعله عبر مسيرته الذاخرة بالحب والسلام .. مبرزاً قيمة الدعوة للاسلام فكان .
حديث الفداء
حديث الأستاذ فى ختام المؤتمر الذى اقيم بمناسبة عيد الأستقلال فى يوم الجمعة الموافق 4/1/1984م قال الأستاذ الزمن اخرنا نقفل الحديث لكن كثير من الأخوان والأخوات عندهم انطباعات ليقولوها – الحديث القيل طيب جداً افتكر مؤتمرنا لابد يؤرخ تحول عملى فى موقف الجمهوريين زى ما قلنا قبل كدة الناس سمعوا مننا كثير الكلمة المقروءة والمكتوبة لكن عشنا زمن كثير فى مجالات عاطفية الآنشاد والقرآن والألحان الطيبة جاء الوقت لتجسيد معارفنا وان نضع انفسنا فى المحك ونسمو فى مدارج العبودية سمواً جديداً الصوفية سلفنا ونحن خلفهم وورثتهم كانوا بيفدوا الناس الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير الصوفى الكبير وينتهى الوباء – دى صورة غيركم ما يعقلها كثير الجدرى فى قرية التبيب تذكروه كان فى كرنتينه فى القرية لاخروج ولادخول كان فى كرنتينه فى القرية الرفيع ود الشيخ البشير اخو الشيخ السمانى مات بالجدرى فى القرية شيخ مصطفى خال خديجة بت الشريف هو صديقنا وبزورنا كثير قال حصلت وفيه ومشيت اعزى مر على الشيخ الرفيع قال ليه بمشى معاك قال مشينا سوا ايدو فى يدى كان فيها سخانة شديدة وصلنا محل الفاتحة واحد قال ليهو ( الشيخ ) المرض دا ما كمل الناس الشيخ الرفيع قال المرض ينتهى لكنو يشيل ليهو زولاً طيب .. قمنا من المجلس وصلنا البيت والسخانة كانت الجدرى – مات الشيخ الرفيع .. ووقف الجدرى .. السيد الحسن مات بوباء وانتهى الوباء .
وفى سنة 15 الشيخ طه مات فى رفاعة بالسحائي ، وكان. منتشر بصورة كبيرة ما عنده علاج وما كان ينجى منو زول .. الما يموت يتركو بعاهة مات الشيخ طه والمرض انتهى . الحكاية دى عند الصوفية مضطردة ومتواترة ، العلمانيين تصعب عليهم .. انتو هسع لابد تفدوا الشعب السودانى من الذل والمهانة الواقعة عليهم والجلد .. واحد من الأخوان لاحظ قال .. القيمة من المسيرة ان تشاهدوا الجلد الواقع واحدة من الأخوات قالت ( العسكرى شاب والمجلود شيخ كبير والقاضي واقف يستمتع ) هي مسألة احقاد وضغائن ونفوس ملتوية تتولى أمور الناس .
قد تجلدوا ما تنتظروا تسيروا فى المسيرة وتحصل معجزة تنجيكم وهى بتحصل لكن ما تنتظروها . خلو الله يجربكم ماتجربوا الله .. تعملوا الواجب العليكم .. تنجلدوا ترضوا بالمهانة من هنا المحك البيهو بتكونوا قادة الشعب العملاق ، يكون فى ذهنكم قول الله ( ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) واية ثانية ( أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا إن نصر القريب ) ما أحب ان تصابوا بخيبة أمل من العقبات البتلاقيكم فى الطريق ، يكون مؤكد الأمر النحنا بنواجهوا بنحتاج ليه فى الداخل كل أمر يساق ليكم يقويكم هو عناية من الله وملطف ، لكن الناس يسوقوا أمرهم بالجد وكل واحد يدخل فى مصالحة ورضاء الله تواجهوا أمركم ده لتفدوا شعبكم وبعضكم بعض لترتقوا درجات فى واجبكم وعبادتكم . .. أمركم قريب ومعنى بيه انتم محظوظين ولكن ما تفتكروا الطريق أمامكم مفروش ورود .
استعدوا لقيامكم بالواجب المباشر تكونوا دايمين النعمة وموضع نظر الله وعنايتوا .. ثقوا بيه انشاءالله أمركم قريب والله أدخركم للامر دا .. وانتم اليوم الغرباء بصورة كبيرة كل المجتمع السوداني فى كفة والجمهوريين فى كفة .. الجمهوريين مطلوبين الناس الطالبنكم فداية ليكم ... ظلماتكم نور .. انتم موضع عناية تقبلوا العناية سيروا راضين بالله .. بالصورة دى يكون ختام مؤتمرنا .
الجمعة 4/يناير 1985م
مشهد مابعد المنشور
إن سبق إصرار اغتيال الأستاذ الشهيد قد أثبتته الوقائق التى تكشف التأمر الجنائي والتنفيذ المستعجل له ، وذلك من منطق الخصومة السياسية الجانحة ، والكيد الحزبي المبتذل ، فقد استهدف الأستاذ محمود أدعياء التصوف ، والأخوان المسلمين وأرباب الهوس الديني ونظام مايو وهم يمارسون الاستغلال السىء للدين لأغراض السياسة فاستهدف النظام وسدنته التصفية الجسدية حلاً ، ثم هذه القضية قد حولها إلى مجرد تصفية حسابات حزبية قاموا بها بأسلوبهم الدموي مستغلين تعطش نميرى للتشفي ومستغلين قضائه الذي كان يحركه لإرهاب الشعب وإسكات صوت الاعتراض السياسي ولإكمال السيناريو القذر صيغ لنميرى قانون الهيئة القضائية ليعطيه الحق فى تنصيب القضاة من الذين ينفذون له كافة مخططاته الإجرامية .
فعلى القصر تدبير التأمر ، وديوان النائب العام يوجه الاتهام والقضاء يصدر الحكم المبيت والقصر يؤيده وأصابع الأخوان تتشابك مع أركان التآمر ، الأخرى من مواقعهم القيادية فى القصر والديوان والقضاء ... وبأسمائهم وانتماءاتهم المعروفة هم أصحاب مصلحة حزبية ضيقة فى الاستغلال السياسي لتلك القوانين التي ما فتىء الأستاذ محمود يكشف زيفها ويثبت مفارقتها للإسلام والشريعة ... وشعبنا قد إدراك بحسه الذكي وفطرته السليمة إن هناك تآمر جنائياً وراء اغتيال الأستاذ محمود حتى أصبح هذا الرأي الآن رأياً عاماً وقوياً .. وقد عبر هذا الشعب وقتها بصمته الحزين حيال هذه الجريمة السياسية النكراء التي هزت ضمير الأمة وضمير العالم ومرغت سمعة القضاء السوداني فى الوحل .
المشهد الأخير :
لم يكن نظام نميرى ليحتمل مواجهة الأستاذ الجسورة فى مستوى هذا ... أو الطوفان فأخذ النظام ذلك المنشور كأداة للمحاكمة الجائرة ... ومضى الأستاذ فى مواجهة قضاة التجريم ، ومواجهة نميرى فى أخر معاقله التي احتمى بها – معاقل الهوس الديني – فوضع محاكم التفتيش ، والسلطة التنفيذية المستبدة فى موضعها وذلك بإعلانه إمام المحكمة مقاطعتها بكلمات قوية وموقف تام وهو يقول ( أنا أعلنت رأيي مراراً فى قوانين سبتمبر 1983م من انها مخالفة للشريعة وللإسلام .. أكثر من ذلك فإنها شوهت الشريعة وشوهت الإسلام ، ونفرت عنه .. يضاف إلى ذلك أنها وضعت واستغلت لإرهاب الشعب وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله ، ثم إنها هددت وحدة البلاد ... هذا من حيث التنظير ، وإما من ناحية التطبيق فأن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنياً ، وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب وتشويه الإسلام واهانة الفكر والمفكرين وإذلال المعارضين السياسيين ومن اجل ذلك فإني غير مستعد للتعاون مع اى محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب واهانة الفكر الحر والتنكيل بالمعارضين السياسيين ) انتهى .
وسقطت مايو .. وكان الفداء الكبير .. وفى فدائه قال لأصحابه القلة انتم فى حل من العهد . فاستمروا معه ولا مجال غير ان يستمروا فمآل الإنسانية هو ... ولآن أصحابه عبر الأزمنة قلة كانت الكثرة سيوفاً للشر ... وشهوداً صامتين رعاديد وسلطات بائسة . وفداؤه فى ضمائر لا تبذل الدم هدراً ... أستاذي المعلم الشهيد .. صاحب الصحب القلة .. والكثرة النادمة ومغير وجه التاريخ ..... سلام عليك فى عليائك وسلام يا... وطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.