في هذا اليوم الاغر الثامن من مارس من كل عام تحتفي معظم شعوب العالم ودوله بالمرأة, ككائن حي وعنصر فعال في صنع الحياة وبناء المجتمع ونشر وازدهار الحضارة ولولاها لما وجد اصلا المجتمع الانساني وبدونها تصبح الحياة غير الحياة التي نحياها بقيمها, ونعيمها وشقائها وحلوها, ومرها. انها باختصار المحور الذي يدورحوله المجتمع, كافحت وناضلت لتفرض يوما من شهور السنه يحتفي فيه بمكانتها وانجازاتها , وفضلها على المجتمع. نحييها ونجلها في كل بقاع العالم في القرى والمدن والبوادي والنجوع ومراكز الحضارة في المدن الكبيرة والصغيرة, في اماكن العمل والانتاج باشكاله المختلفه. التحيه والاجلال للرعيل الاول من طلائع الحركة النسائيه السودانيه اللائي قدن الوعي المبكر الفطري المكتسب بفهم الاهمية والضرورة الحتميه لتنظيم المرأة السودانيه ودمجها في الحركة الوطنيه الداعيه للاستقلال والتحرر من عبودية المستعمر والانعتاق من التخلف والجهل, التي يفرضها الفكر الرجعي المتخلف والانجاز الكبير الذي حققته هذه الرهوط من النساء. كما هو معلوم فان تنظيم اول تنظيم عام للنساء كوعاء جامع لكل نساء السودان , وبنى له مراكز في العاصمة الخرطوم وفروع في قرى ومدن السودان,ليس فحسب بل توسع بنشاطه ليصبح عضوا فاعلا في اتحاد النساء الديمقراطي العالمي. مجمل القول ان الاتحاد النسائي بنى صرحا شامخا نعتز به وتفخر به كل نساء السودان وكل الناشطين والمؤسسين في الحركات الجماهيريه خاصة اتحاد الشباب السوداني الذي تشرفت في فترة سابقة بالعضويه في قيادته, كان بودي أن أذكر اسماء السيدات العظيمات المحترمات اللائي ساهمن في مسيرة النضال في هذه الظروف العصيبه , لكن المجال لايسمح والنيه تظل كامنه في القلب والعقل عندما تتاح الفرصة. الحديث عن المرأة وكانتها ونضالها يظل ناقصا اذا لم يذكر اسم السيدة القائدة الفذة فاطمه احمد ابراهيم التي غيبها المرض وانهك جسدها النضال الشاق خلال سنوات عجاف , وهي تحمل هم الشعب السوداني , هي تعيش اليوم في المغرب في حضن ابنتها السيدة المحترمة ماجدة محمود محمد علي وزوجها, الذين كفلوا رعايتها والاشراف على صحتها. نتمنى ان نلتقيهم مع فاطمة في ارض الوطن العزيز. مايثلج الصدر ويقوي العزيمه والارادة في هذه المناسبه السعيدة ان المرأة حاضرة في ميدان المعركة ومشاركة وبقوة في كل الفعاليات التي تقودها قوى المعارضة اليوم ,ضد نظام الاستبداد والفساد والقتل والدمار. لايفوتنا في الختام الا وان نحيي أمهات الشهداء ونشد من أزر اسر المعتقلين وسجناء الرأي متمنين ان يستقبل الشعب الثامن من مارس العام القادم وبلادنا خاليه من دنس وفساد واستبداد القوى الظلاميه المتأسلمة. المجد والخلود لكل نساء السودان الصابرات الصامدات المناضلات