قبل أيام اتصل علىَّ هاتفيا صديق عزيز يقيم بالولايات المتحدة.. تبادلنا الأخبار العامة والخاصة.. في نهاية المكالمة سألني عن حظوظ صاحبنا عمر في المنافسة الانتخابية على رئاسة الجمهورية.. في البداية ظننت أن الصديق يعني المشير عمر حسن أحمد البشير، خاصة أن هذا الصديق في الانتخابات الماضية تكبد مشاق السفر من مدينة فلادلفيا إلى نيويورك ليصوت للمرشح عمر البشير.. إلا صديقنا فاجأني حتى كادت سماعة الهاتف تسقط من يدي حينما أخبرني أن صديقنا المشترك عمر عوض الكريم ضمن مرشحي رئاسة الجمهورية. عدت لقائمة المرشحين ووجدت صديقي رجل الأعمال الهادي ضمن المرشحين.. لا اعرف عمر إلا منذ سنوات قصيرة.. التقيت به في السودان حيث زارني في البيت بصحبة صديق مشترك.. ثم التقيت به في فرصة أوسع في مدينة فلادلفيا الأمريكية.. عمر نجل سفير سابق عمل بمراسم رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس جعفر نميري.. يمتلك هذا الشاب مصنعا صغيرا لتعبئة المياه المعدنية.. قليلا ما يتحدث هذا الرجل في السياسة. قبيل الانتخابات كنت أمازح صديق صحفي أن الانتخابات هذه ربما تحقق لي بعض المنافع الشخصية.. قلت له إذا ما خلط الناس بين العمرين وفاز صديقي عمر عوض الكريم بالرئاسة، فاغلب الظن سيكلفني بمنصب وزاري أقله وزارة الإعلام.. قلت له ساقبل بهذا التكليف رغم أن هذه الوزارة لا قيمة لها.. رئيس الجمهورية يعين شاغلي المناصب التلفزيونية.. والبرلمان ينتخب بعض أعضاء مجلس الصحافة.. أما الجرائد فيمتلكها أصحابها وتتفرج عليها وزارة الإعلام.. أول قرار كنت ستأخذه حال تكليفي من صاحبنا إلغاء هذه الوزارة. الكسب الثاني سيتحقق إذا ما فاز الدكتور محمد عوض البارودي.. هذه القراءة لم تغادر ذهني منذ أن قرر البارودي على نحو مفاجيء دخول حلبة المنافسة.. البارودي كان عضوا نشطا في الحركة الإسلامية منذ أن كان إعلاميا مميزا في صحف الجبهة الإسلامية إلى أن انتهى وزيرا وناطقا باسم حكومة عبدالرحمن الخضر في الخرطوم.. حتى حينما مضى في إجازة محارب اختاره أسامة عبدالله مديرا لمنظمة (سودان فاونديشن).. لهذا كنت أظن أن البارودي ربما يلعب في ذات الخانة التي لعب فيها الدكتور محمد مرسي.. بمعنى أنه البديل الجاهز للجماعة إذا ما تعذر للمشير البشير خوض المنافسة. إذا ما قدر للبارودي الفوز حتما سيختارني في منصب كبير المستشارين بالقصر الجمهوري.. الصديق البارودي تربطني به صلة نسب بعيدة.. كما أن كلينا قد عاش في الغرب ونال من فوائد الديمقراطية قسطا كبيرا.. وأود أن اذكر الصديق البارودي أنني قدمت له السبت يوم استضفته في برنامج تلفزيوني قدم فيه رؤيته للسودان الجديد. صديقي عمر عوض الكريم خذلني حينما اعتذر بالأمس عن إكمال السباق الانتخابي وأعلن انسحابه قبل أن يكمل الطريق للقصر الجمهوري.. الآن قلبي أملي في المنصب معلق بالصديق البارودي.. أدعو لي يا سادتي. التيار