لست على قناعة بأن شباب مبادرة شارع الحوادث قصدوا التنكيل بالحكومة ، او تقليل احترامها بتقديم الحاجة قسمة (ست الشاى) لكى تقوم بقص شريط الأفتتاح لغرفة العناية المكثفة بمستشفى الأطفال بأمدرمان ، وأزعم أنهم لم يخططوا للنيل من الحكومة باعتبارهم من معارضيها ، وربماهى عمل عفوى وتلقائى من هذه المجموعة الشابة، من المؤسف أن الأعلام ترك جوهر الموضوع وأحتفى بالصورة ، بين مؤيد ومعارض ، المسؤلين الحكوميين دخلو على الخط ، التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعى اظهرت افتقار الناس و حاجتهم الى رموز ملهمة ، جوهر الموضوع هو أن مجموعة من الشباب المتطوعين استطاعوا بصدقهم وصبرهم وأحترام الناس لهم أن يوفروا غرفة أنعاش للاطفال قيمتها حوالى (2) مليار جنيه بالقديم ، وهى احدى النواقص الضرورية فى الحفاظ على حياة الأطفال و بالذات حيثى الولادة و الخدج ، الغرفة توفرت فهل المستشفى قادر على توفير الكادر الطبى اللازم لتشغيلها والحفاظ عليها ؟ الرسالة هى للحكومة والمجتمع فى أن وأحد ، فليكن ، أن حكومتنا لاتفعل ماينقذ حياة الأطفال ، لماذا لايتحرك المجتمع ، بطريقة أكثر تنظيما كما فعل شباب شارع الحوادث ، وفيه من يستطيعون مما زاد من ثرواتهم أن يقيموا المستشفيات والمدارس ، متى يظهر القادرين من السودانيين قدرا أكبر من المسئولية الأجتماعية و التضامن تجاه غير القادرين ؟، فى الدول ( الكافرة ) هذا يقوم به الأفراد والمؤسسات ورجال المال والأعمال ، المواطنون متساوون فى الحقوق والواجبات ، نساءا ورجالا ، ولافرق أن قص الشريط السيد الوزير أو السيد الغفير ، الرسالة هى محاولة للحفاظ على كرامة (ستات الشاى) باعتبارهم شريحة منتجة ومحترمة ولايقلل من دورها إلا ليئم ، وهى أشارة ذكية للسلطات للالتفات للطبقات الفقيرة ذات الأقتصادات الصغيرة مثل ستات الشاى أو بائعات الكسرة أو قدرة الفول أو الباعة الجائلين فى المواقف والطرقات ، بدلا من أن يقولوا لهم أحسنتم نفى بعض المسؤولين أن يكون لديهم أتجاه للتحقيق مع شباب شارع الحوادث وهذا أمر غريب ، ماهى المخالفة التى تستوجب التحقيق ؟ ولماذا يجيب الناطق باسم وزارة صحة الخرطوم عن سؤال لم يسأله عنه أحد ؟هل كان ينتظر السيد وزير صحة الخرطوم أو الناطق باسمه أن يقص شريط الأفتتاح ؟ماذا يضير السيد الوزير أو ناطقه أن تبرع أى منهم من دخله الوافر بهذه الغرفة و(كفى الله المؤمنين شر القتال ) حينها، العشرات من السادة المسؤلين ،و المئات منهم ان لم يكن الالاف يستطيعون من (طرف الحساب) شراء مثل هذه الغرفة فلماذا لايفعلون ؟ أنهم لايفعلون وفوق هذا لا يدفعون ضرائب الدخل الشخصى ولا أرباح أعمالهم ولايزكون أموالهم ، أنهم فقراء بخلاء باموالهم ، أشقياء بأعمالهم ، سيذكر التاريخ أم قسمة ولن يحفل بامثالهم ، أننا ندعو لتكريم أم قسمة باعتبارها رمز لكرامة هذا الشعب وعنوان لعزته و مصدرآ لفخره ، شباب شارع الحوداث عملوا فى صمت و تحدوا المستحيل ، غيرهم يكتفى بعض اصابع الندم او كيل الشماتة ، اكثر الناس سعادة هم الذين تبرعوا ، فاموالهم تنقذ بعض الارواح البريئة ومجانآ ، يا هؤلاء احسن ما نقدمه تقديرآ لهؤلاء الشباب و دعمآ لمبادرتهم هو قيام صندوق شارع الحوادث [email protected]