بسم الله الرحمن الرحيم لاحظت في فترة العيد أن هناك حمى تجتاح بعض الرجال ، وتسيطر عليهم وتظهر في تصرفاتهم وأحاديثهم وإيماءاتهم، وهي حمى البحث عن (الزوجة الثانية)، وإطلاق مجموعة من المشاعر الجياشة، واستدرار العطف بنسج قصص عن معاناتهم وحاجتهم لامرأة تفهمهم وتبادلهم الحب. وقد تكون حالة البحث عن امرأة أخرى قريبة من تفكيرهم طيلة العام، ولكنها تطفو على السطح بصورة ملحوظة في موسم الأعياد، وهو أمر محير؟؟ فالعيد مناسبة يتم فيها تجديد المشاعر ، وإيقاظ الذكريات ،وتعميق المودة والحب ، وتبادل المشاعر الإيجابية ، وزرع مساحات التواصل بالإلفة والمزاح.. ، لذلك من المفترض أن يكون التفكير في امرأة أخرى أبعد ما يكون. كما أن النساء يعمدن في العيد إلى الاهتمام أكثر بمظهرهن، ذلك الاهتمام الموسمي والذي يظهر في عيدي الفطر والأضحية ويتجاوز فكرة الحناء وصبغ الشعر ب(البيجن) إلى البدكير والمانكير وحمام البرتقال والساونا، وهو ما ينفض الغبار عن تلك الأنثى المدفونة تحت أنقاض المسؤوليات العائلية. كل ذلك يجعل الزوجة في ثوب مختلف وإطلالة جميلة.. ولكنه لا يشفع لرغبة مكتومة داخل الزوج تظهر في شكل إعجاب بأخريات ونظرة فابتسامة فرسالة واتس فمكالمة (طوييييلة) فأغنية رومانسية ، يعقبها طلب للزواج وتبرير الطلب بتعليق كل سوءات الدنيا على عاتق الزوجة الأولى. ولكن ما الذي يدفع بعض الرجال إلى التفكير في الزوجة الثانية وسط أجواء الأعياد.. إن الأسباب التي تقف خلف رغبة الرجل في الارتباط بامرأة ثانية غير الأسباب المعروفة من (طيران العين)، والقدرة المالية التي تشعر أحدهم أنه (خلاااااص الوليد بن طلال)؛ غير ذلك هناك عدة أسباب من ضمنها الملل وهو فايروس قاتل يتسلل للحياة الزوجية ويصيبها في مقتل، وهناك بالتأكيد التوتر والمشاحنات والنقة وأحياناً يكون للأمر علاقة بصحة الزوجة كأن تكون كثيرة الشكوى والمرض. ولكني أعتقد أن السبب الأساسي الذي يجعل الرجل السوداني يقدم على الزواج هو شعوره بالإهمال وبحثه عن الجمال ومحاولة كسر الرتابة والملل. ذلك على الرغم من أنه شريك بصورة أو أخرى في صنع ذلك الواقع وفي جعل الحياة رتيبة، فالرجل الماهر والذكي هو من يكسر الروتين ويجعل حياته سلسلة من الإثارة والتجديد وهو الذي يجعل زوجته تغدق عليه المودة والاهتمام والعناية. وبتعامله الراقي معها وتوجيهاته الناعمة يجعلها أكثر حرصا على الاهتمام بجمالها وأناقتها حتى (لا تزوغ عينو برة).. (طبعاً وبصراحة في كل الأحوال العين زائغة برة زائغة... بس نحاول تخفيف الضرر). *نقلا عن السوداني