بسم الله الرحمن الرحيم توجهت يوم الجمعة الماضي وعقب صلاة الجمعة مباشرة إلى (دلالة الصحافة ) للسيارات ، الغرض من المشوار كان شراء ركشة للإخوة المعاقين الذين سبق وأن كتبت مقالاً بخصوصهم نشر في رمضان المنصرم تحت عنوان (30سنة مأساة ) . فكرة الركشة جاءت من خلال تجربتي في الكتابة عن الحالات الإنسانية حيث يتصاعد التعاطف حتى يصل قمته ثم لا يلبث أن ينطفئ . نقلت فكرتي تلك لشقيقة المعاقين وأخبرتها أنها يجب أن تستفيد من التبرعات التي انهالت عليهم من أهل الخير في شراء شيء مفيد ويشكل مصدر دخل ثابت ويحافظ على قيمته، واقترحت فكرة شراء (ركشة) تعينهم في إيجاد دخل ثابت ومن ثم يستطيعون استغلالها في الوصول إلى المركز الصحي أو إسعاف أحد الإخوة المعاقين. كما أنها تغنيهم عن سؤال الناس، وتكون بمثابة (نقاطة) ، وعوضًا عن أن نمنحهم (سمكاً)نشتري لهم (سنارة). وافقتني شقيقة المعاقين على فكرتي وبدأنا بجمع المال وكان قصب السبق في جمع المال والحماس للفكرة والعمل ليل نهار لإنجاحها يعود إلى سيدة تعمل في شركة زين ، تلك المرأة أذهلتني كليًا بجدها وسعيها لإكمال المبلغ حتى نستطيع شراء الركشة . وفعلاً بلغت التبرعات ما يقارب (الستون مليون جنيه ) ،هذا طبعًا غير الذين تبرعوا بمواد تموينية تكفي حاجة الأسرة لثلاثة أشهر وفاعل خير تبرع بمراتب وآخر بغسالة ملابس وثالث بحقيبة فرحة العيد و....أكثر من ثماني جهات تبرعت بكراسي متحركة رغم أن حاجة الأسرة كانت لكرسي واحد فقط . المهم أنه و في نهار يوم الجمعة توجهنا لشراء الركشة ودخلنا إلى (دلالة الركشات) بمنطقة الصحافة بصحبة خمسة من الإخوة الأفاضل ومعنا الأستاذة الفاضلة (......) من شركة زين، و شقيقة المعاقين ومعها جارتها وصديقتها (سعاد الفاتح العبيد) ، وسعاد هذه ليست سعاد الفاتح البدوي السياسية والبرلمانية المعروفة بل هي فتاة تسكن منطقة الحلة الجديدة وتعمل في محلية الخرطوم وكانت قد اتصلت علي في البدء وأخبرتني عن الأسرة وحكت لي عن إعاقة الشبان الثلاثة وطلبت مني زيارتهم والوقوف على حالتهم. عقب ذلك وجدنا أنفسنا في منتصف الدلالة وسط أبواق الركشات ، ومصطلحات السماسرة ، و التعريفات بمن هي ملكة جانسي وخلافها... نواصل *نقلا عن السوداني [email protected]