حوارات و افكار حسن الطاهر زروق إذا كنا نفكر في السياسة بإعتبارها جهداً و عملاً لإثراء و تجديد حياة الشعب فلابد أن يكون الأدب والفن جزء من برامج الأحزاب السياسية التي تعاقبت علي كراسي الحكم-و لكن ليس في برامج أحزابنا أي شي عن الفن والأدب لكن, برامج الأحزاب التي تحكم تتلخص في شئ واحد هو الجلوس علي مقاعد الحكم لما تحققه من مصالح و نفوذ و سلطة ولا شئ غير ذلك. بهذا الفهم الذي أكدته التجارب العديدة قرأت بسرور في برنامج الحزب الإشتراكي فقرات عن الأدب و الفن في برنامج ذلك الحزب- أحب أن أشير إلي تلك الفقرات هنا فأقول إنها تذهب إلي الآتي:"1-إيماناً منا بأن الفنون والآداب إنما تنمو و تزدهر في ظل الإشتراكية لأنها تناج إنساني رفيع و رسالة فكرية ذات مضامين إجتماعية و فلسفية خيرة و إيماناً منا بأن الفكر و الأدب مسؤولية و إلتزام و إنها بهذه الصورة إنما تخدم قضية الإشتراكية فإننا نولي أمرها كل إهتمامنا و عنايتنا.2- تشجيع الحركة الفنية والأدبية بألوانها المختلفة والعناية بالفنانين والكتاب بتكوين و تدعيم المجالس والهيئات الخاصة برعاية و تطوير الآداب والفنون.3"-إنشاء معاهد الموسيقي والغناء و التمثيل و تشجيع قيام الفرق المتخصصة في كل نوع و توفير مزيد من الفرص للتعليم والعمل لذوي الموهبة."4-تطوير الفنون الجميلة(التشكيلية) بتدعيم معاهدها و إنشاء أكاديمية ذات مستوي عال للفنون الجميلة و إتاحة فرص أحسن للفنانين في العمل والدراسة."5-توفير المناخ والوسائل التي تعين الفنانين والكتاب للإنتاج والتأليف و تأسيس دور النشر الخاصة بهم مع حفظ حقوقهم الأدبية و المادية."6-تسجيل و تطوير الآداب و الفنون الشعبية"الفولكلور" بإنشاء الهيئات المتخصصة في هذا الميدان خاصة المعاهد والمراكز التي تقوم بالعلم و من أجله والتي تحفظ هذا التراث الشعبي من الضياع و الإهمال تجلو صوره المشرقة من جديد."7-رصد الجوائز التقديرية و التشجيعية و منح التفرغ و الأوسمة للمنتجين النابغين في هذه االميادين."إنتهي" و لكن ما هو رأينا في هذا الجزء من البرنامج كأدباء؟ أحب أن أشيد بهذا الإتجاه نحو الأدب والفن لأول مرة بدلاً من الحديث العام عن الثقافة و التعليم كما جاء في برامج الأحزاب الأخري و لكنني ألاحظ مع هذا ان البرنامج كان طموحاً و نتسائل هل يملك الحزب الإشتراكي الوسائل ولا أقول الرغبة في النهوض بكل هذا؟ (مجلة الحياة العدد 16 ديسمبر 1967)