حوارات وافكار د.عبدالقادر الرفاعي حسن الطاهر زروق (1916-1980) (1-3) بقلم:محجوب عمر باشري الموت كشف للحياة و لولا الموت ما كانت الحياة.. حسن الطاهر زروق الآن أمام الحقيقة و التاريخ حر طليق يقرأ كتابه أمام الأجيال: فهاوموا إقرأوا كتابيا!! الطاهر زروق أبوه, كان رجلاً من الأثرياء فهو سر تجار الخرطوم بحري في عام 1912. و بقية أسرته كانت ببربر. عمه مختار زروق تاجر يتنقل بين الدامر و عطبرة و بربر و العاصمة. و الأسرة ميسورة و البيوت مفتوحة و واسعة الغصون ممتدة إلي اسوان بصعيد مصر. و حسن كان الذكر الوحيد بين شقيقاته. والتجارة هي القدر الملموس فيها الصعود و الهبوط, و الثراء و العدم تحركها الصدفة، و يفتح في أعماقها صندوق الدنيا. تدهورت حالة الطاهر زروق و كان أمله في حسن. حسن التلميذ يرتدي الملابس الجميلة الغالية و أبوه يطل عليه في المدرسة, ينفحه بنقود كسبها في سحابة يومه و يعود فيصحبه إلي البيت. حسن يقرأ الصحف و المجلات و الكتب, و المال القليل الذي يكسبه الطاهر يدفع جله لحسن.. حسن يقبل في كلية غردون طالباً مميزاً, مثقفاً, أنيقاً, لطيف الحديث. و أبوه يقطع المسافة من أمدرمان بالمركب, و يعبر كبري الخرطوم بحري بقدميه يحمل له أطايب الفاكهة.. وفي الكلية تعرف بالأدباء و الشعراء من جيله و إنكب علي قراءة الأدب الحديث و الآداب الغربية و تخرج مدرساً و كان الوقت وقت الأزمة ولا مكان للمدرسين في مدارس الحكومة. جمال محمد احمد, الدرديري محمد عثمان, و حسن الطاهر زروق يطرقون أبواب المدارس الأهلية و يعملون عامين ثم تجود عليهم الحكومة فتعينهم في مدارسها الوسطي في الخرطوم الوسطي, و ناظره الشيخ أحمد البشير الطيب و ضابط المدرسة محمد أحمد عبدالقادر, و ينقل إلي أمدرمان و هناك و يتعرف المثقفون علي قدرات حسن, و هو يلازم حلقات الأدب و النقاش في شيخ الأندية. أصدقاؤه مبارك زروق و محمد أحمد عمر و عبدالرحيم الأمين. و يبدأ حسن الكتابة فتتنشر له مجلة الثقافة المصرية التي يرأس تحريرها أحمد أمين. مقالاته كإفتتاحية يكتشف الإشتراكية الفابية. و يجلس مع حسن أحمد عثمان, الكل يستعير منه كتب سيدني وب و باتريس وب و لاسكي و كول. و يقرأ كتاب برتراند رسل عن الإتحاد السوفياتي و يؤمن بالإشتراكية الفابية دون غيرها و يقدم له محمد إبراهيم خليل كتاب العالم الجديد الشجاع لألدرس هاوسكي..