بسم الله الرحمن الرحيم الحوار... الترابي يعشق النصف الحلو كثير من المراقبين يحصون على د.الترابي أنفاسه ويؤولون سكتاته ويفسرون اشاراته وأنا واحد منهم . فالرجل ركيزة العمل العام السوداني يحرك راكضه ويغير اتجاهه ويصنع تاريخه كونه يقود ثالث أكبر تيار سياسي وفكري في البلاد . ومثل موافقته على مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها البشير وحضوره خطاب الوثبة ودفاعه المستميت عنها وإصراره على حوار سوداني سوداني داخلي .نقطة فارقة للأزمة السودانية. لذلك تجد تصريحاته الشحيحة منذ سنتين الاهتمام والتحليل لكل قارئ عن الحوار ومسيرته ومصيره عند انعقاد كل جمعية عمومية للحوار الوطني الثلاث وفي الأخيرة قال كلمة مغتضبة قطعها عليه ضابط الزمن وهذه علة من علل المؤتمر يجب الانتباه إليها فليس من الواجب ان يتحدث كل المشاركين من رؤساء الأحزاب واللجان في كل جمعية بل يكفي أن يتحدث ممثلون عنها بصورة ضافية بعد خطاب متفق عليه مضمونا ومجاز نصا وان يترك لركائزه عنان الوقت ليقولوا كلمتهم فقد ضيع علينا توزيع الفرص معرفة الكثير عن كواليس الحوار من بين كلماتهم . أغلب المشاركين في الحوار والمتحديث في المؤتمر عبروا عن أفكارهم وامانييهم فقط دكتور الترابي تحدث عن مسير المبادرة فقال الحريات متاحة منذ الاجتماع الأول وطالب المجالس التشريعية بإنجاز الحوار في الولايات لتكون مخرجات نقاشهم مبادئ دستورية وقواعد قانونية وهوادي سياسية . فنظرة الشيخ للنصف المملوء من الكأس تعد تفاؤل منه ولكن ما كان مرجوا منه وجهة النظر الأخرى التي يغيب أصحابها عن الحوار فما يراه دكتور الترابي حريات منفتحة منذ الاجتماع الأول قد يكون صحيحا بالمقارنة مع ما قبله ولكن القوى المعارضة لاتزال تشير إلى اعتقال منسوبيها ومصادرة الصحف والمراقبة القبلية لها وهذه منقصة سياسية ويعرقل تهيئة الأجواء لنجاح الحوار . ومايراه دكتور الترابي خطوة تجاه الاصلاح ووقف الحرب من خلال الوعود الحكومية والمراسيم الرئاسية يراه المعارضون تباطؤ وتسويف يماطل به النظام لكسب الوقت . وكل هذا كوم والقسم الثاني من تصريحه يعد مفاجأة الجلسة الافتتاحية فمعلوم ان المؤتمر الشعبي قاطع الانتخابات الأخيرة التزاما مبدئيا بعدم خوض انتخابات في ظل هذا النظام وذلك لتشكيكه في نزاهتها وحيادية مفوضيتها لاستغلال المؤتمر الوطني اجهزة الدولة في لعبة الانتخابات وعليه يشكك في كل مايترتب عليها ويتعامل معها بفقه الواقع وسلطة الغلبة . لكن ان يعتبر د.الترابي المجالس التشريعية المنبثقة عن ذات الانتخابات ممثل شرعي للولايات بكل أطيافها السياسية ومكوناتها المجتمعية لهو شي غريب بل يطالب نواب المؤتمر الوطني بالتحاور مع أنفسهم ومن ثم الالتزام بمخرجاتهم والعمل بمقتضاها لهي نقلة جديدة في علاقة الشعبي مع النظام . وعلى قواعد الشعبي وقياداته بالولايات انتظار مداولات المؤتمر الوطني لرسم مستقبل ولاياتهم وهم ينظرون او الاتجاه مع الأحزاب السياسية للحوار المجتمعي عله يكون متنفسا يناقشون فيه وجهة نظرهم مع زعماء القبائل ورجال الطرق الصوفية وأساتذة الجامعات وغيرهم من المنظومات المدنية فالواضح ان الحوار السياسي يدار مركزيا ومن له رؤية سياسية لواقع ولايته فاليرفد بها المركز الطريق الوحيد الحوار السياسي . إسماعيل فرج الله 11اكتوبر2015م [email protected]