عصر النهضة حركة ثقافية إنتقالية شهدتها أوروبا بين العصور الوسطى المظلمة و العصر الحديث. شهد عصر النهضة تغيرات سياسية ، فكرية و إجتماعية. إزدهرت المعرفة وتطورت الآداب والفنون ونهض العلم مستمداً أنواره من العلوم اليونانية و الرومانية كذلك العربية. أهم ما يشار إليه أن عصر النهضة قد قام على إسهامات المثقفين، العلماء، المفكرين و الفنانين الذين أحيوا الموروثات العلمية و الفلسفية و طوروها وإنتقلوا بأوروبا من عهد الظلام إلى عهد الفنون والعلوم الإنسانية التي تستهدف المجتمعات وتحملها مسئولية تحقيق الحضارة و النهضة بعيداً عن الأفكار المتحجرة التي إنغمست في اللاهوتية السالبة. الوضع الذي يعيشه السودان الآن، و ما ينبض في دواخلنا من آمال و أحلام في إسترداد العافية، هو لوحة تشابه التاريخ الأوربي في عصوره الوسطى بظلماته و ظلامه، و حلمنا هو عصر النهضة الشاملة التي لن تتحقق الا بإسهام المثقفين، العلماء و المفكرين. لا شك أننا نعلق جلّ آمالنا على الحراك السياسي و إنقشاع الغمة لحدوث النهضة، ولكن مالا يمكن تجاهله أن لا نهضة دون علماء و مفكرين، ولا حضارة دون فن و ثقافة و أدب. لن تحدث نهضة دون أن تصحو الأمة السودانية من غفلتها و دون أن تنهض همتها و تسطع رغبتها في التغيير. الصحوة حالة تدريجية و مشوار يجب أن نخطوه معاً بحيث يكون الإنسان هو الهدف و المستهدف بالتغيير و البناء وهنا يبرز دور رجال النهضة السودانية من العلماء و المثقفين و الأدباء و المفكرين. الإنسان هو من يجعل التغيير ممكناً و هو من يصنع الدولة و يخط السياسات و القوانين فإن أستُنْهِضت طاقاته الكامنة بالحرف و الفن و الثقافة و أُستُهدِف ضميره بالصحوة و بعث الروح النهضوية سيحدث التغيير المنشود و ستتفجر طاقات يحمل مشعلها شعب تشتت في مشارق الأرض و مغاربها؛ علماء شهد لهم العالم و مهنيون و مفكرون و مثقفون قادرون على صناعة النهضة التي نبتغيها. قد نختلف في نقطة البداية؛ الوضع السياسي أم الإنسان؟ اياً كانت الإجابة، لن يكون هنالك نهضة حقيقية دون صحوة يصنعها الإنسان و تغيير ذاتي ونهضة ثقافية و فكرية توجه دفة البلاد و تدعم الحراك السياسي من أجل التغيير. فمن أراد نهضة هذا الوطن، فليستهدف الإنسان السوداني و ليوقظ ذاكرته و حلمه، وليشعل همته و يصحي رغبته في الحياة و الإنطلاق نحو عوالم الحضارة و الجمال، حينها فقط ستتفجر طاقاته و سيسعى بنفسه للتغيير. و ربما يأتي زمان نهضة يتفوق أولادنا على أسطورة مايكل أنجلو و رفائيل و دافنشي ونجد بينهم بترارك و أليجري و بوكاشو و جميعهم أبناء السودان و من رحم أرضه الطاهرة. إيماننا بقدرات الإنسان السوداني و موروثاته يفسح الطريق واسعاً أمام الحلم الأخضر العريض! نقطة ضوء: أيها الناس نحن من نفرٍ عمروا الأرض حيث ما قطنوا يُذكر المجد كلما ذُكروا وهو يعتز حين يقترنُ حكموا العدل في الورى زمناً أترى هل يعود ذا الزمن ؟! نافذة للضوء - أخبار اليوم [email protected]