ااااااه لو بتعرف كيف تهش أشواقنا تهتف لى عيونك ااااه لو بتعرف وكيف يلح الشوق ويسأل اااااه يسأل لو بتعرف ونحن من خلف المدى الفرقنا طول .. لو بتعرف! هنالك أشياء في هذا الكون تخترق مدائنك الخاصة، لا تدري من أي الأبواب تتسلل إليك ولكن تجدها مقيمةً في زوايا القلب و ثنايا الروح. عندما سألني صديق عن سري و أغنية "لو تصدق" كلمات الأستاذ الشاعر عبد العزيز جمال الدين وغناء الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي لم أجد إجابة محددة سوى أن لهذه الأغنية سحر يتخللني، يعبث بمشاعري ،شئ لا ادريه ينادي أدمعي أن تعالي فتتساقط ملبية نداء الشوق دون إذن مسبقٍ أو مبرر لهذا الإنهمار. ما أن تبدأ دندنةُ العودِ حتى يتداخلني خدرٌ لذيذ، و ما أن ينطِقُ كابلي تلك الآهة الساحرة، حتى تختل موازيني و تنهار أسباب الثبات. تعجزني وقتها مبررات الجمال و الإبداع، أدوات النقد و ما شابهها من نظريات، فأعلن استسلامي و إيماني أن بعض الجمال لا يحتاج إلى تفصيلٍ أو شروحات. حقيقةً لا أدري! هل هو سحر الكلمات ،دفء اللحن أم صوت كابلي وتلك الآهة الآسرة؟! شئ ما في هذه الأغنية يرسم لوحة سيريالية لشوقٍ هلامي يمتد على أفق اللحظات. أذكر أَنني كتبت نصوصاً عزيزة على قلبي على خلفية هذه الآهات. تلذذت ببكاء مفرط و شوق مفترض و لهفة ملحة في ليالٍ استباحني سكونها وكانت هذه الأغنية سيدة الزمان و الإحساس. ومما علق بذاكرتي عن هذه الأغنية، أن لي صديقة انجليزية، لا تفهم العربية و لا تعي ما يردده أي فنان. في يوم ما كنت أستمع إلي الإغنية و هي بجانبي، فاتاها صدى هذه الآهة خافتاً من سماعة الموبايل، فتهللت و قالت لي بلغتها الإنجليزية هل هذه أغنية "اااااه" فتبسمت و سألتها عما تقصد، فكررت سؤالها فأسمعتها جزءًا من الأغنية. قالت بفرح أنها التي تقصد، و زادت بما اثار تعجبي؛ أنها تحب هذه الأغنية! سألتها بدهشة من أين لها بتلك المعرفة وهذه المحبة؟! فقالت لي " من مسجل سيارتك، رأيتك تستمعين لها بحب. لم أفهم ما يقول لكن تلك "الآه" مست قلبي فلم أنساها!" عندها ادركت أن لهذه الآهة، سحر على الروح و الفؤاد، سحر يتجاوز إختلاف اللغات وتباين الثقافات، فالجمال و الشجن الصادق ليس بينه و بين القلوب حجاب! و الحق يقال لم أحتاج الى مقدمات عن شعبية الرجل أو ثقافته الممتدة العظيمة أو إسهاماته في مجال الفن و أبحاث التراث. لم أحتاج إلى أي معلومات فتلك الآهة الآسرة كانت سفيرته اليها دون تدخلات. تحيات جميلة للأستاذ الشاعر عبد العزيز جمال الدين وتحيات أجمل للفنان العظيم عبد الكريم الكابلي شفاه الله و عافاه و رد غربته و أعاده إلى وطنٍ يعشقه و يسطر إسمه مضيئاً على جبين الفن و الإبداع. و يا ايها العظيم: حتى الكلام لو جيتنا ما بنحكيهو بنفس الحروف كلماتنا تتفجر غزل بين كل فاصلة تعيش ظروف و ااااااه لو بتعرف!! نافذة للضوء - أخبار اليوم [email protected]