@ جاء في اخبار الامس ان مجلس ادارة مشروع الجزيرة قد رفض الاستقالة التي تقدم بها محافظ مشروع الجزيره المهندس عثمان سمساعة* من منصبه لدواع صحية* و من جانبها اعلنت الكتبة البرلمانية لنواب ولاية الجزيرة بالمجلس الوطني* عن تمسكها بسمساعة بحجة* أنه عمل علي تاسيس العمليات الزراعية* خلال المواسم السابقة* بصورة وصفت بالممتازة* و ساهم في حل الكثير من القضايا داخل الحقل . هذه الاستقالة سبقتها توقعات بالاقالة نتيجة للفشل الذي ظل متلازما له،* وعلي عكس ما* ادعته الكتلة البرلمانية . كلنا يعلم ان الانظمة الدكتاتورية* لا تعرف ادب الاستقالات لأنه يفضح سياسة النظام وتبرير سمساعة للظروف الصحية* من المفترض ان يعجل بقبولها . ان العلة ليست في الظروف الصحية بقدر ما هي في الحكومة التي القته مكتوفا في يم بلا امكانيات او معينات . @ كل الدوائر ذات الصلة و العليمة بقضايا المشروع اجتمعت وجهات نظرها في أن سمساعة تأخر كثيرا* في الدفع بهذه الاستقالة و التي ارتبطت بعدة اسباب ابرزها* ، فشله في* في وقف التدهور و الانهيار الفظيع الذي شهده المشروع في عهده ، لم تبرز له اي صفات كاريزمية طوال فترة ادارته للمشروع* ، كان متساهل جدا* تجاه تدخل النافذين و بعض قيادات اتحاد المزارعين المحلول .* كل التوقعات كانت تشير الي الفشل المبكر لسمساعة الذي جاء تعيينه خلقا للمهندس صديق عيسي قبل خمسة اعوام وهو الشخص الوحيد الذي لم يعمل بمشروع الجزيرة طوال حياته العملية و سيرته الذاتية لن تجعله مؤهلا لقيادة مشروع عملاق يتطلب من يديره* ان يكن مرتبطا به ارتباطا عمليا و حياتيا* ، علي الرغم من ان سمساعة و منذ تخرجه عمل مديرا بالتمكين وبالكوسة في* مشروع الجزيرة في الوقت الذي توجد فيه عشرات الكوادر الذين عملوا بالمشروع و هم الاكثر تأهلا منه . @ارتبطت فترة سمساعة في مشروع الجزيرة بالكثير من الإخفاقات التي خصمت منه الكثير سيما وقد ارتضي لنفسه ان يصبح في موقع المقارنة** مع السابقين* .** كيف يوافق سمساعة علي ادارة مشروع عملاق بحوالي* 73عامل فقط (التجربة التركية) .في ظل وجود عدة مدارس حديثة في ادارة المشاريع الزراعية العملاقة (تجربة الهند والبرازيل* وجنوب افريقيا ) والتي يفوقها مشروع الجزيرة بثماني أضعاف، لا يوجد بأي دولة هذا العدد المتواضع من الاداريين كما في مشروع الجزيرة الذي غدت اقسامه و مناطقه عبارة عن جزر بعيدة عن الادارة والاشراف لتتحول الي نقاطة للجبايات* . @فشل سمساعة في ادارة* مشروع الجزيرة لم يعد ذلك خافيا حتي علي صغار ابناء المزارعين* الذين استشعروا خطورة البقاء في قراهم في ظل ادارة سمساعة لتغادر اعداد منهم لممارسة الاعمال الهامشية في* المدن* وغادر العمال الزراعيين* الطاقة البشرية المحركة الي مناطق التعدين عن الذهب ، تعقد قضية المشروع بهروب قواه العاملة . الفشل اصبح كل عام مرتين* ،صار مرتبط بعروتي الشتاء و الصيف و صارت المساحات المزروعة* نصف ما يصرح به سمساعة الذي فقد القدرة حتي في ادارة مساحات الارض المعدة للزراعة ولعل ذلك هو الفشل الاكبر . لمجلس الادارة الحق في رفض قبول استقالة سمساعة لجهة ان عضوية المجلس خالية الذهن تماما من قضايا المشروع* و بالنسبة لهم* سمساعة ك(الطشاش في بلاد العمي)* وعلي الرغم من فشله الذي اجبره علي تقديم هذه الاستقالة فهو يمثل خبرة و تجربة لمجموعة التكنوغراط الغالبة في تشكيلة المجلس الذي يفتقد تمثل المزارعين . رفض قبول الاستقالة يعني السير في طريق الفشل* المرتبط بمرحلة سمساعة والذي عليه ان يغادر الآن حتي* يتحسس المشروع طريقه للنجاح بعد ادمان الفشل . @ المرحلة القادمة في مشروع الجزيرة تتطلب محافظ بمواصفات* كاريزمية* تختلف عن سابق المحافظين* والمدراء العامين* واولها رفض هيمنة* النافذين السياسيين* و رفض سياسة التمكين* وطرح قضية مشروع الجزيرة لمؤتمر تداولي عام لذوي الاختصاص والعاملين السابقين بالمشروع ، بعد ان تأكد ان لا بديل لمشروع الجزيرة غير مشروع الجزيرة خاصة* بعد نجاح زراعة القمح بفضل جهود المزارعين و الظروف المناخية* وان سياسة سنعيده سيرته الاولي يجب ان تصبح نتاج لتداول اصحاب الشأن من الخبراء وليس شعار يطرح بالمناسبات . المرحلة القادمة تتطلب* محافظ قوي يضع اول اشتراطاته بعدم تدخل النافذين* وله مطلق التصرف في إتخاذ القرارات التي من شأنها اعادة المشروع سيرته الاولي فعلا وليس قولا وخطورة المرحلة القادمة في تعيين محمد طاهر ايلا ، والي الجزيرة رئيسا مناوبا وليس نائب رئيس وذلك* يتطلب وجود محافظ قوي و ( قاهر ) حتي لا يقع فريسة لاستبداد و تدخل ايلا الذي جاء لمشروع الجزيرة ليمتص منه بطريقة ( كان دار ابوك خربت) . الكتلة البرلمانية لنواب الجزيرة بالمجلس الوطني* بأي وجه تتحدث وقد آثرت الصمت طوال فترة سمساعة وهو يمارس فشله في كافة المواسم ، هؤلاء النواب صمتوا عندما كان مطلوب منهم اثارة الكثير من المشاكل في المشروع كقضايا برلمانية مستعجلة ولم يفعلوا و الآن* فتحوا افواههم بعدما طلب منهم* التحرك من دور الكمبارس الي دور الممثل المتبرع بالظهور في مسرحية رفض قبول استقالة سمساعة التي تأخرت كثيرا ولكن ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ، اقبلوا هذه الاستقالة حتي نعيد مشروع الجزيرة سيرته الاولي فعلا و قولا* وأملا صادقا. @ يا أيلا ،،إستقالة سمساعة + رئيس مناوب = محافظ مشروع الجزيرة !