صحيح ! وحدة حزب الأمة ضرورة وطنية و أشواق جماهيرية كما يردد كثير من قيادة الحزب و كل جهود تبذل في وحدة لم شمل الحزب مقدرة و محمودة رغم أن الخلافات داخل الحزب قد قطعت شوطاً و تعمقت مع غياب قليل من الحكمة و قليل من السياسة . يطول الحديث عن تاريخ الخلافات داخل حزب الأمة و لكن ما قبل المؤتمر العام السابع و حتي اليوم قد قطعت شوطاً كما أسلفت فمن كانت خلافات في وجهات النظر فيما يخص الخط السياسي و قضايا الحزب الداخلية إلي خلاف دستوري بعد المؤتمر العام السابع إلي خلاف على الحزب اليوم و آية ذلك أن من بادروا بتكوين الهيئة الشعبية هناك من القيادات من ينكر إنتمائهم أصلاً للحزب . ينبري قيادات حزب الأمة بنشاط في تشخيص و تقديم الحلول الناجعة في قضايا الوطن و لكن يتراجع نشاطهم في إيجاد مخرجات لأزمات حزبهم مما يشكك في جدية هذه القيادات في قضايا الوطن ! خلافاتهم الشخصية و الأسرية تسربت إلي مواعين الحزب و أزكموها أخيراً بنشاطهم الإلكتروني المحموم مع حضور عدد لا يستهان به من المتحمسين و لا اعفي نفسي من أنني كنت من المتحمسين في وقت قريب إلا ان الحماس الزائد قد يضيع على الإنسان فرصة القراءة الرشيدة و الأمينة لكثير ما هو بنّاء أعتقد أن محاسبة النفس و مراجعتها فيما يخص قضايا الحزب و الموقف منها و تقديم التنازلات ليس خيانة كما ينظر إليها التعصب بل وساماً على صدر من يراجع نفسه مكسواً بمعاني الأمانة و الشجاعة و تقديم العام على الخاص ، إن قيادات الحزب أصبحت جزء من الإشكال و ليس جزء من الحل و بالتالي أنني أعول كثيراً على الكوادر الناضجة في هذا الحزب و المعتدلة و المؤثرة في مواقفها من هذه الخلافات القائمة الآن . حزب الأمة القومي حزب زاخر بكوادر و قيادات يعول عليها في الخروج بأزمات الوطن ناهيك عن خلافات في تقديري لا تسوي إذا ما عدنا بها لبيت الحكمة ، و هم يدركون جيداً عن غيرهم إن الصمت ليس هو الخيار العاقل و أن الخوف من سهام التخوين ليس هو المخرج و أن فاعلية الكادر لا تكمن فقط في الحراك السياسي و إنما في إيحاد المخارج من الأزمات التي تطرأ بين يوم و آخر و فترة و أخري . كوادر الحزب العاقلة و الناضجة تدرك أن المشوار طويل و أن التحديات الجسام ماثلة أمامنا ليس في إسقاط النظام فحسب و إنما المعركة فيما بعد إسقاط النظام و لا نود الخوض فيها و في تفاصيلها و حتي لا يكون هذا من العموميات و من تقديم ما هو عملي . إنني أقترح ان تكون مبادرة الهيئة الشعبية هي المدخل و أعضاء لجنة لم الشمل السابقة التي تكونت في السابق و بعد إجتماع الهيئة المركزية التي أتت بالدكتور إبراهيم الأمين أن يتم الإجتماع بهم مع توفير المناخ الملائم لذلك ، ثم النظر فيما خلصوا إليه و محاولة إيجاد حلول يتراضي عليها جميع الأطراف و لتكون وحدة لم على أسس . تبادل التعازي في رحيل العم وطني من كل تيارات الحزب يؤكد أننا على خير ! رحم الله العم وطني و أسكنه الجنان العلا فقد كان أنصارياً فذاً و مخلصاً إلتقيت به في آخر زيارة لي للوطن و لدار الحزب و كأنها كانت لحظات وداع بيننا فقد جلسنا جلسه خاصة حرصت فيها أن تكون مصورة بالكميرا و لسماع صوته الذي كان يداعبني كل ما يشدني الحنين لأيام الجمعة في مسجد السيد عبدالرحمن المهدي بودنوباوي ، رحمه الله رحمةً و اسعة و رحم الله موتانا و موت المسلمين و إنا لله و إنا إليه راجعون . [email protected]