طبخة الحوار الوطني المزعوم .. يريدها أهل أحزاب الفكة ليأكلوها نيئة وسخنة من فرط عجلتهم على التمتع بمكاسبها التي تلوح لهم خلف سراب الخدعة ! أما أهل المؤتمر الوطني فإنهم يتمنون أن تحترق تلك الطبخة على أثافي التلاعب بعامل كسب الزمن .. و تطويل أمد إنعقاد الجمعية العمومية للحوار والتحوير في بنود التوصيات ..وهم الخائفون من أن يباعوا في ساحة التوافق الوطني ولو كان بعيد المدى و صعب المنال وثقيل الخطوات متى ما لاحت ملامحه من وراء غبار الربكة العامة للمشهد السياسي المضطرب بين عجز الحكومة عن تخطي أزماتها المتلاحقة ومحاولة حرق صورة الذين يتقاربون معها من جماعة الحركات المسلحة وبالتالي إضعاف من تمنع ساسيا أو عسكريا .. وبين ضعف المعارضة المدنية حيال تحريك ركود جمودها الذي أصاب الشارع بخيبة الأمل غير مرة! فالتناقض الجلي بين عجلة القائمين على حوار الوثبة في بدايات فكرته وعقده على طريقة دفن الليل .. وبين نظرية الفورة الف الواضحة في التسويف البائن من طرف جماعة السلطة وحزبهم والتأجيل المتكرر لعقد جمعيتة العمومية مع أن الثانية أسهل إجرائيا والأبسط ترتيبا ..ولكن حينما تكون النية هي تلبك تلك الطبخة في طنجرة الزمن ومن ثم برود نار الحماس في بطون جائعيها .. فذلك يعني أن المسالة كلها تمثيلية أنجزها نفر من الذين يتعشمون عشم أبليس في الجنة ..كما شاع في القول .. وليتهم لو يعلمون أن المشاركة في هذا النظام وهو ينازع سكرات إحتضاره اخلاقيا وسياسيا إنما هي الجحيم بعينه ... ومع ذلك نقول لهم إن السادس من أغسطس لناظره قريب.. ومن طرق الباب سيأتيه الجواب إن كان خلفه ساكن مستيقظ .. أو حتى بواب نائم ! [email protected]