بسم الله الرحمن الرحيم للحزب الاتحادي الديموقراطي (قيادات شريفة وقواعد حرة قوية) تستطيع أن تحميه. منها من بقي بالحزب الكبير الذي سمي (بالأصل)، آملا في يتم اصلاح الاعوجاج الواضح به منذ ربع قرن من الزمان، والآن هم يعضون بنان الندم نتيجة هذا الانتظار والفشل والاحباط والاهانة والمذلة والخداع والمؤامرات التي لا تليق بإرث حزب عريق قام بتأسيسه أعظم رجالات السودان عبر التاريخ . غيرهم (مجموعة ثانية) اتجهوا الى عدة (فصائل أو مجاميع) رافضة لسياسات الأصل وزعيمه، أطلقت على نفسها صفة أحزاب وغالبيتها تم تسجيله بكل (الترحاب والشماتة والتلذذ) من الحزب الحاكم ومن يخططون ويتآمرون وينفذون له مخططاته، والمخترقون والغواصات، ومن باعوا ذممهم للحزب الحاكم وجهاته المسؤولة عن تدمير الأحزاب السياسية القوية، على وجه الخصوص (الاتحادي الديموقراطي) الذي لا زالت حواؤه تلد كل يوم اتحاديون جدد، مشبعون من اثداء أمهاتهم بعشق الوطن والديموقراطية ، لا يخافون ولا يهمهم الا رضاء الله سبحانه وتعالى. يضعون (الوطن) في حدقات العيون، و(المواطن) هو محور برامجهم وهمهم، يلي ذلك في الترتيب (الحزب) الذي سينفذ كل ما هو مطلوب للارتقاء بالوطن والمواطن. المجموعة الثالثة ،هي الأقوى، وهي من يطلق عليهم الجالسون على (الرصيف)، ولا يعجبهم ما يجري في الساحة من كل هذه الجماعات، بل تتعجب وتتساءل : الا يوجد بينكم (رجل حكيم!!). كل الجالسون على الرصيف في رأيي المتواضع هم من الحكماء. لم يلوثوا أيديهم بالمشاركة في تدمير الحزب أو بالوقوف مع مجموعة من المجاميع مع تمسكهم بمبادئ ومرتكزات الحزب الأصلية، واشفاقهم على ما صار عليه حال الاتحاديين الديموقراطيين من ضعف وتشتت وتشرذم وتناحر وجري وراء المكاسب الشخصية. الآن بعد عودة بعض القيادات من لندن محملة بالأسى والحزن والألم والانكسار، وبالنظرة التحليلية المتعمقة للخلافات ()غير الجوهرية بين مجموعتي الأصل (أم دوم وأمبده) بعد استيلاء مجموعة الحسن وحسونة وأحمد سعد المشاركة في الحكم (غصبا) عن رغبة جماهير وقواعد وأكثر من 90% من القيادات، وبالنظرة التحليلية الأكثر تعمقا وشمولية للخلافات المخجلة والتي تنم عن (غياب الحكمة) بين الجماعات الاتحادية الديموقراطية التي انفصلت عن الحزب الكبير الذي أسسه الزعيم الخالد اسماعيل الأزهري وتحت رعاية مولانا السيد/ علي الميرغني في العام 1967م، وبعد (فشل) (جيلنا) هذا والأجيال التي سبقتنا طوال 27 عاما من حكم الانقاذ في قيادة الحزب أو حتى الحفاظ عليه أو على ما تبقى منه ومن الوطن، وبعد أن شعر (كل سوداني)، سواء أن كان منتميا أو غير منتمي للحزب، أن حزب الحركة الوطنية، صمام أمان السودان، قد (خذله) في كل توقعاته بالنسبة للوطن والمواطن، بل أن بعضهم اشار صراحة الى أن ما يجري للوطن والمواطن الآن ما هو الا نتيجة تشظي حزب الحركة الوطنية الذي فارق مرتكزات وأهداف ومبادئ الحزب الاتحادي الديموقراطي 1967!! نسينا حزبنا ووطننا، فأنسانا الله انفسنا، وفقدنا الوطن والحزب. ويلوم الشعب السوداني كله الحزب الاتحادي الديموقراطي بأنه خذل الوطن والمواطن، ووصل بنا الى ما نحن عليه الآن من ضعف وهوان على الناس. الآن بدأ المارد بالخروج من قمقمه. علمنا بكل سرور بأن شباب كل هذه المجاميع بدأ في لم شمل وتوحيد الحزب، تاركين الرايات المتعددة، ومتمسكين براية الحزب الأم (1967)، ولا نقول الأصل أو المسجل أو الوطني الاتحادي ..الخ. كما علمنا بأن هنالك مبادرة توحيد جميع مجموعات الحزب منطلقة من عاصمة الجزيرة، يقودها مجموعة قررت أن تتسم بالحياد تجاه كل الجماعات وأو الفصائل أو الأحزاب الاتحادية، ومكونة من افراد كانت تنتمي الى هذه الفصائل وراجعت أنفسها، وافراد من القواعد أو من الرصيف. قاموا بإعداد (بيان مشترك، سننشره فيما بعد) ركز علي ما آل اليه حال الحزب وحال الوطن والمواطن. وأن السودان يمر بكوارث وأزمات اقتصادية وسياسية وحروب لابد من التصدي لها انقاذا للبلاد والعباد. وأن هذا لن يتم الا من خلال الحزب الاتحادي الديموقراطي، الذي يجب أن يجمع كل من ينتمي الى الوسط، وسيكون هو أكبر أحزاب البلاد قاطبة، وينتظره كل سوداني حر وأبي. البيان يطالب بأن (يضع كل فصيل/ جماعة) رايته ويبدأ حوارا غير مشروط ستقوده هذه المجموعة داخل وخارج الولاية وخارج السودان مع مجموعات تحمل ذات الأفكار والطموحات والأهداف (الوحدة والمؤتمر العام)، ويعدون الآن ميثاقا يتواثقون عليه ويكون (مرجعية) للمجموعة الأم ولمن سينضم اليهم مع تكوين (مجموعة موسعة) للعمل على حل الخلافات وتوحيد الحزب وقيام المؤتمر العام لكل الاتحاديين الديموقراطيين (لاتخاذ الاسم المناسب) واقرار الدستور والمؤسسية وانتخاب المكاتب والأمانات دون أية شروط مسبقة تمنع أي مجموعة/ فصيل/ حزب اتحادي من المشاركة بالمؤتمر العام. أجمل ما علمته عن هذه المجموعة التي تحتفظ بسرية عملها وعضويتها، أنها ترى أنه قد أن الأوان بأن يتم (تسليم الحزب للشباب) عبر المؤتمر العام مع تكوين مجلس شورى لهم من قدامى القيادات. هل أنا متفائل أكثر من اللازم بخصوص خروج المارد، وتوحيد الحزب، وقيام المؤتمر العام، وتكوين حزب حقيقي مبني على أسس علمية وعملية وبمبادئ سودانية تهتم بالوطن والمواطن وتنظر الى الاجيال القادمة صاحبة الحق الأول والأخير في هذا الوطن؟ نتيجة معرفتي بالأشخاص الذين يقومون بهذا العمل وتنوعهم من اتحاديين من أغلبية أو كل الفصائل ومن ختمية واتحاديين وتجانسهم وديموقراطيتهم اثناء النقاش، وسهولة التفاهم بينهم، ومعرفتهم بكل القيادات داخل وخارج الولاية وخارج السودان، ومقدرتهم على الحوار واستخدام المنطق والعقل، وخبراتهم المتراكمة ومعرفتهم التامة بمرتكزات الحزب الأم ومبادئه وأهدافه، ونظرتهم المستقبلية للحزب، وجلدهم ومكانتهم المجتمعية وداخل الحزب الأم والمجموعات الأخرى ، (مع تصميمهم على النجاح) مهما كانت التضحيات والمجهود والصدمات، لن يمنعهم هذا من الوصول الي ما بداؤه حبا في الوطن والمواطن والحزب. في قادم الأيام سنقوم بنشر بيانهم الأول، ورؤيتهم ورسالتهم. أما آلية العمل فهي متروكة لهم، لكني أستطيع أن أؤكد انها ألية قوية ولا يمكن رفضها، أو أن تؤدي الى الفشل. الفشل بالنسبة لهم (غير مقبول ولا يوجد في القاموس) الذي يتعاملون معه. ابشر أيها الشقيق الاتحادي الديموقراطي، فقد بدأ خروج المارد ولنستعد لاستقباله بما يليق بحبيب طال انتظاره. اللهم نسألك اللطف (آمين).