الضغط الجماهيري الذي بداء يتكشف كل يوم ،نتجة لسياسات النظام الفاشلة والمستبدة التي استمرت ل 27 سنة ،و ان كانت استعدادات الشعب السوداني للانتفاضة مستمرة منذ مجئ هذا النظام الدموي ،تصاعدت الاحتجاجات المطلبية بالمئات في كل ارض السودان شرقة وغربة شمالة وجنوبة ،هذه الاحتجاجات المتفرقة عبرت عن وعي و استعداد عالي للتضحية والمواجهة من قبل الشعب السوداني ،انتفاضة بورتسودان وشهدائها احتجاجات الجريف وام دوم وشهدائهم ،شهداء كجبار وشهداء نيالا والابيض لتمتد ،لفعل جماهيري ضخم كان الاكبر من نوعه ممثلة في انتفاضة 1997،انتفاضة 2003،انتفاضة سبتمبر المجيدة التي مهرها الشباب بالدم الغالي بكل بسالة ،وبالنظر الي ما ذكر من الامثلة السابقة لهذا العمل الجماهيري يصل لحقيقة مهمه ان للانتفاضة قوي دفع سياسيه مهمة جدا و مختلفة, منها القضايا المطلبية التي تتطور الى فعل كبير ومنها القضايا السياسية العامة وفي كلتا الحالتين هنالك قاسم مشترك يساهم في دفع العمل الجماهيري الي الامام وتطويره هو الموقف الواضح من النظام وسياساته ،الجانب المعنوي للقوى السياسية وموقفها من النظام بشكل جزئي يشكل طاقة جبارة تساعد الجماهير في المضي قدما في الخروج الي الشارع ، اذا لا يعقل ان ياتي وزير في الحكومة ليطالب الشعب بالخروج الي الشارع وهو جزء اصيل من السلطة حتي وان كان يدعم الانتفاضة !!في الاتجاه الاخر جانب التسوية الحوار الذي اصاب بعض شرائح الشعب بالاحباط باعتبار انه كان يراهن عليهم في تغير النظام وفق الشعارات التي كانت يطرحونها سابقا ،وسرعان ما تركوها وولو وجوههم شطر النظام الدموي ،وسط حسرات من كان يراهن عليهم من الشعب المغلوب على امره ،لتشوه صوره المعارضة بالباحثين عن السلطة ،ليستمر النظام لسنين لحين تكون مركز معارض يدفع معنويات وقيم الشعب من جديد في اتجاه الانتفاضة الشعبية .. لماذ يحاول المهرولون الي النظام الحديث عن خطين متوازيين لا يلتقيا ابدا (الانتفاضة وحوار النظام الفاسد)،وهي بمثابة الجمع بين الاختين صراحة اذ لا يجوز الا ما قد سلف ، تكمن الاجابة والتي يمكن ان يصل اليها اي شخص وهي خلط الاوراق ،وتغيش الرؤي ،كاسؤا سلوك انتهازي يمارس علي الفقراء والكادحين ،ليصل الانتهازيين الي مبتغاهم في السلطة والجاه على حساب دماء وعيش الغلابة ،لكن بشكل هزيل لن ينطلي علي شخص بسيط ،بل يسخر الشعب عليهم وعلى اسلوبهم الرخيص في المتاجرة بقضايا الشارع ، وزر الرماد في العيون ،الشعب الا ن ليس الشعب السابق الذي يمكن توجيهه بالصحف والقنوات فقط ،اصبحت المعلومة متاحة للجميع وبالتالي يصل الشعب بسهولة الي حقيقة المهرولين للسلطة وكشفهم وفضحهم . ولن تكون الانتفاضة الا المعبر الحقيقي عن طموح وتطلعات الكادحين. [email protected]