من أسوأ القرارات وهي كثيرة التي إتخذتها سلطة الإنقاذ ممثلة في سدة الرئاسة هوذلك الخاص بتعين الولاة والغاء عملية إنتخابهم على علاتها التي كانت بمثابة الطشاش في بلد العمايا .. وتعطي الجماهير الإحساس ولو ببصيص فائدة من نظام الحكم اللامركزي رغم عوار الترهل الذي جعل ظله يتجاوز حاجة الولايات و محلياتها من الكوادر التشريعية والتنفيذية والإدارية وغيرها من جيوش العطالة المقنعة التي تستحلب عروق الميزانية العامة على قلة ما فيها من معين ! ولعل الأزمة الأبرز الآن التي تلفت الإنتباه تلك الناشئة بين التشريعين وبعض التفيذيين من جانب والوالي المعين منذ شهور السيد محمد طاهر ايلا ليقوم حاكما على الولاية والتي جاءها منقولا من البحر الأحمر وقد ترك أثرا إنجازيا اثنى عليه البعض بينما تحفظ عليه أخرون باعتباره ترفاً صورياً ورقصاً وغناءً وبهجة وبهرجة أضواء تم على حساب الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والتنمية المستدامة وخصماً على الريف الذي يفتك به المرض والفقر لصالح المدينة التي اصبحت قبلة للسواح من كل حدب وصوب . لكن مجرد هذا الجدل الذي استمر متفاوتاً ما بين القدح والإطراء الى ما بعد ذهاب الرجل من بورتسودان والذي تبعه من هناك حتى موقعه الجديد دون أن يهدأ له صوت أو يخفت صيته .. إنما يحسب له ..فهو على خلاف الولاة الذين نقلوا أو أقيلوا كان المتفرد في إثارة هذه الضجة الكبيرة التي تعني الكثير وتجعل من هذا المسئؤل صاحب قيمة مختلفة عن بقية رجال الإنقاذ لابد من الإعتراف بها كحقيقة . الان مدني تعيش مولداً كما يقال وصاحبه غائب ولعله ذهب مستشفيا والولاية غارقة في خريفها وجدلها حوله معاً . والناس منقسمون هناك حول الرجل الغائب الحاضر..والمفارقة أن أهل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني هم أكثر الناس حماسا لتكسير مجاديف الوالي قبل أن يدلف بها عائدا الى خضم المعركة و حتى الرئيس الذي عين ايلا ثم سمع الهتافات التي أعلت صوته في الولاية على نبرة خطابه الرئاسي من استاذ ودمدني لم ينبس ببنت شفة وكأنه يتمنى له الفشل في كسب ود الجزيرة موحياً من طرف خفي لكوادره بالوقوف ضده .. فيما يتهمون الذين ينادون باستمرار الرجل في مركزه من زاوية رؤيتهم له بأنهم أهل اليسار وهي تهمة يريد بها أهل التنطع المصلحي في ردهات الحركة والحزب الحاكم أن يصموا الرجل بالردة عن نهجهم المتوخي في إدارة الشأن العام والذي يعتبرون من يحيد عنه وكأنه إنضم للحزب الشيوعي مباشرة ..وهو أمر إن كان له علاقة بالنقاء و نظافة الكف وقوامة إدارة شأن الولاية بعيدا ً عن دولاب الفساد يعتبر شرفا لمن يسير في موكبه الداعم للرجل إذا ما كان حقاً مستحوذا على حسن الظن من أهل تلك الولاية التي تمثل رقما صعباً قد يهزم توجهات كل الجماعات التي تريد نصرة الفساد الناخر في عظم الجزيرة على توجهات الرجل ولو كانت من قبيل حسن النوايا .. لآن الأعمال بالنيات ولكل أمريِ مانوى ..وأيام الجزيرة حبلى بما يستوجب الترقب على قارعة الإنتظار ! [email protected]