ذهب السفير حاج ماجد سوار غير مأسوف عليه وجاء الدبلوماسي كرارالتهامي ولا ندري لماذا كان خروجه أصلاً..ثم قفل عائدا لقلعة الجبايات في منعطف التردي الإقتصادي الخطير للمغتربين مثل حكومة الإنقاذ المحاصرة من البنك الدولي ومؤسسات النقد و التسليف العالمية والمطالبة بتعويم الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية .. مع انها تعلم أن جنيهنا لم يعد فيه نفس ليتم تعويمه الى شاطيء الإسعاف ..لآنه غرق وشبع من مياه بحر الفساد المالحة والآسنة .. ! ويصبح التفكير في العودة الى استحلاب ضرع قطاع المغتربين الناضب كالعشم في أخذ الريح شيئاً من البلاط إن كان هنالك تعويل على من لدغوا عشرات المرات من جحور الحوافز الخادعة ..! فلسنا معنيين بتبديل الوجوه طالما أن السياسات تتردى الى الأسوأ و الجهاز نفسه أصبح عالة على كاهل المغتربين المجهد خارجيا بارتفاع تكاليف المعيشة والتعليم وغلاء السكن و ضعف الرواتب وخلافها من مستجدات جعلت الكثير من دول المهجر تعيد ترتيب بيتها الداخلي بما ينعكس سلبا على المغتربين فيها ويتضاءل الأمل يوما بعد يوم في تحسن وضع السودان داخليا وهو ما يضاعف من إستحالة العودة رغم كل الظروف الدافعة لها في بلاد الغربة ! ولعل الأمين الجديد للجهاز و العائد له بعد غيبة منّعم.. يدرك قبل غيره اننا قد شفينا تماما من اعراض غربتنا التي كانت ترطيبة واصبحنا الان في مؤخرة صف خُطّاب الحسناوات اللائي كن ينظرن الينا من باب الوله كفئة كان لها علو الكعب في القلوب الناعمة! مثلما تعافينا أيضا من هبل تصديق الوعود بان ما كنا نقدمه بيميننا عن طيب خاطر أو مجبرين لخزائن بلادنا وتنميتها وفك ضيقتها ..سيعود لنا بالنفع ولو بذرة تراب تكون موئلا للعيال نبنيه على حافة ضفاف الوطن العزيز كأكبر حلم يشغل البال و يقلق مضاجع الحال .. إذ تيقنا متأخرين ان عرقنا الذي نسكبه في مسامات وطننا الجافة كان يُشفط بشفاه الذين كانوا معدمين فصاروا أعياناً من أهل الأطيان باعتبارهم خيار الأمة الذين أخرجهم الله أوصايا على حياة الناس، وتراجع المغتربون الى موقع أفقر الطبقات ولم يعودوا من رواد اسواق ريال .. دولار .. دينار .. درهم ..شيك سياحي : مثلما لم يعد لديهم المروة أوحتى سيقان الوقوف في صفوف البنوك ، الا اللهم بنوك الدم لمداوة فقر لأجساد لا الجيوب، وهذا ايضا لم يعد بالمجان في مرافيء الشتات! شفاهم الله من كل علل البعاد القسري وردهم بسنين أعمارهم التي تساقط جلها في الدروب والمسافات وتقطّع أنفاس الحياة إن كان فيها بقية .. وأن يحظوا إن هم اتلحسوا غرباء بذراع من الدبلان وشبرِ في ارض السودان المتبقية قبل أن يفرض الكيزان على أهله ضريبة تكفين و دفن ميت مغترب إن هم اختاروا مواراته ثرى الوطن بعد أن ينال لقب الراحل المقيم ! [email protected]