بسم الله الرحمن الرحيم إن كانت الفرحة بإنتاج القمح الموسم الماضي كبيرة جداً، فرح لذلك الإنتاج الدولة والمزارع وبشرنا واحتفلنا بمحصول وفير وكانت الكميات بملايين الجوالات. أبشركم بعكس ذلك تماماً للموسم القادم، لا حتى المساحة التي كنا ننتظرها تتضاعف ستقل كثيراً ولن يزرع القمح في مشروع الجزيرة إلا مزارع لا يعرف ما يجري حوله (مش عايز أقول مزارع غبي أو مغفل). هذه العروة الصيفية نجت بفضل من الله لوفرة الأمطار والذين اضطروا لسقيا أو موية إضافية استأجروا الكراكات من جيوبهم، وكل ذلك بعد أن فشل الري فشلاً تاماً في الإيفاء بواجباته نحو المحاصيل المزروعة. الآن الكراكات التي عليها صيانة وتطهير الترع انسحبت تماماً من المشروع متعللة بأن الري لم يسدد لهم ما يريدونه منه من أموال. والترع أو القنوات في أسوأ حال مغطاة بالحشائش وضيقة جداً والماء محقون محقون لا يستطيع الحركة (حبس ماء على وزن حبس بول ضيق في الحالب والمثانة وحصوة كمان متحجرة). كتبت قبل اليوم مقارناً بين أيلولة الري لإدارة المشروع أم وزارة الري وعددت محاسن وعيوب كل جهة أعيده باختصار . قلت الري عندما يتبع للإدارة هدفه إيصال الماء لكل محصول بأي طريقة كانت، وقد يلجأ لما هو غير هندسي والتجربة كانت، لم تشكُ الجزيرة من العطش لعدة مواسم. وقلت في الري إنه يهتم بهندسة المياه ولا يهمه متى يصل الماء. يبدو أنني أحسنت الظن في وزرة الري كثيراً. الواقع أنه الآن ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن القائمين على وزارة الري لا أولويات لهم ومستعجلون (للفنكهة) والرفاهية، أموال وزارة الري الآن تصرف للسيارات الجديدة. اسألوهم كم سيارة اشتروا وهل الأولى السيارات أم المعدات استئجاراً أو امتلاكاً. وصرف جلها على المباني استراحات ومكاتب وأثاثات فاخرة. بالله هؤلاء يؤتمنون على اقتصاد بلاد مبني على الزراعة؟! ولو انتظروا نجاح موسم أو موسمين لاشتروا كل هذه الأشياء ولم يشعر بهم أحد. ولكنهم في ظل عجزهم عن القيام بواجبهم والجري وراء متعهم صاروا على كل لسان. السؤال أليس في هذه الدولة محاسبة وتوجيه؟ أليس في هذه الدولة أولويات؟ أليس في هذه الدولة خطط؟ أليس في هذه الدولة من يبكي على المال العام؟ مجلس الوزراء عندما يجتمع كل أسبوع ماذا يناقش؟ ألا يسأل كم سيارة اشترى الري كم من الأثاثات اشترى الري؟ كم صرف على تجديد الاستراحات والمباني التي في الخرطوم ومدني؟ وهل يسأل مجلس الوزراء وزير الزراعة ورئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة عن حال الزراعة؟ الموسم القادم للقمح في خطر والمسألة ليست فقد المحصول بعدم وفرة الماء ولكن الإحباط الذي سيكون مساوياً لفرحة الموسم الماضي وكل واحد له الحق أن يقول بلد ماشة بالبركة ما حد بسأل حد نجح صفقوا ما نجح القمح نستورد مالو؟ هل أطلق صرخة وأقول أدركوا الري في مشروع الجزيرة قبل فوات الأوان. هل ستطالب وزارة الري برسومها الباهظة بعد هذا الفشل؟ الصيحة [email protected]