** من كان يصدق أن في مجتمعنا السوداني نماذج اجتماعية ( شاذة ) ** إمرأة متمردة على الأنوثة أو بالأصح مُصابة بداء ( الإسترجال ) ** في عُرف المجتمع السوداني أن يتزوج الرجل مرة واثنين وثلاث ورباع مع العُرف الشرع يقر بذلك لكن لمعاشر النساء رأي آخر.. من الطبيعي أن يعدد الرجل في الزواج لكن ليس من الطبيعي أن تتزوج المرأة أكثر من مرة بمعنى أن تعدُد في الزواج بعد الطلاق لتصل حالات الزواج إلى أكثر من أربعة مرات ** بطلة قصتنا شابة في مقتبل العمر 17 عاماً على درجة من الجمال جذابة تزوجت للمرة الأولى من رجل يكبرها بحوالي 30 عاماً متزوج من أخرى وله أبناء لأنها إمرأة مختلفة لم يدم زواجها طويلاً والسبب على حد تعبيرها أنها اكتشفت أن اختيارها لم يكن موفقاً خاصة ان زوجها فرض عليها حصاراً شديداً فيما يتعلق بالخروج من المنزل ** تقول بطلة قصتنا أنها كانت ( ضحية ) المعاملة الخاصة في الأسرة بإعتبار أنها البنت الكبرى ' هذه المعاملة الخاصة ولّدت عندها ( إحساس غريب ) بأنها ( رجل البيت ) فكبُر معها هذا الإحساس الإسترجالي ** الزوج أو الكهل أو العُود كما يقول إخوتنا في الخليج أُصيب بالصدمة من هذا التعامل ومن من ؟ من شابة رقيقة كلها حيوية وأنوثة ... في ظل هذه الفوارق من الطبيعي أن يحدث الإنفصال ** لأنها محظوظة أو لنقل لأنها جميلة تزوجت بالرجل الثاني وأيضاً يكبرها بحوالي 22 عاماً .. رغم وسامته كما تقول هي لكنها لم تشعر بالميول نحوه ( أي الحُب ) على حد تعبير بنات حواء في هذا الزمن المفترى عليه ** لأنها مسترجلة فصارحته بإحساسها الحقيقي نحوه .. رغم تمسكه بها إلا إصرارها على الفراق جعله يمنحها حريتها ** التجربة ( الزيجة ) الثالثة لبطلة قصتنا المتمردة المسترجلة المحظوظة وجدت فيها ضالتها حيث تعتبر الزوج الثالث لُقطة متكامل من حيث العُمر والشكل أي وسيماً ** حاولت محدثتي ( بطلة القصة ) أن تفرض اسلوبها الإسترجالي لكن الزوج الثالث كان له اسلوب آخر فواجه تمردها بالشدة والقوة ** رغم حبها له لكنها لا تستبعد أن ( تخلعه ) إنتصاراً لنفسها .. قلت لمحدثتي ( الحالة الإجتماعية الشادة ) يبدو أنك ستفكرين في الزوج الرابع .. ردت قائلة إذا استمر في قسوته عليّ فيصبح من الطبيعي أن أُفكِر في الزوج الرابع ! ** أصدقكم القول أنني أُصبت بحالة من الإندهاش وأنا أستمع لمحدثتي وهي تحكي بكل ( بساطة ) عن تجاربها الثلاث .. يبدو أن زواج البنات الصغيرات من الرجال كبار السن أصبح ( موضة ) والدليل على ذلك أن معظم البنات يقُلنّ ( الشجر الكبار فيه الصمغ ) في إشارة واضحة لخبرتهم أي الرجال الكبار في مسائل الزواج ومن جانب آخر عزوف الشباب عن الزواج بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد ** لذا اصبح من الطبيعي أن توافق البنات الصغيرات على الزواج من الرجال الكبار في السن خوفاُ من ( العنوسة ) ** أصحاب الإختصاص لهم رأي آخر فهم يرون أن ازدياد نسبة العنوسة جعل البنات الصغيرات يتزوجن ( مضطرات ) بالرجال الكبار ** الغريب في الأمر أن بعض الفتيات أبدين إعجاباً شديداً بمغامرات بطلة قصتنا ووصل الأمر عند بعضهن كما تقول محدثتي أن يقدم هؤلاء على تكرار تجربة محدثتي ** في مجتمعنا السوداني الرجال المزاوجين ( أو حاج متولي ) كما جاء في المسلسل المصري الشهير تعتبر ظاهرة عادية لكن الغير عادي ان تنتشر ظاهرة جديدة في مجتمعنا ألا وهي ( حاجة متولي ) أي تعدُد الزواج عند بنات حواء ... يبدو أننا في ظل الأزمات التي تحاصر البلاد سنرى العجب العُجاب خاصة فيما يتعلق بالخروج عن المألوف والعٌرف ولا نملك إلا أن نقول : يا لطيف [email protected]