هبَّ الشعب إلا من قلة لا زالت غير مبالية تتمطى فاتحة عينا و مغمضة الأخرى لا تبالي و ليتها ماتت تلك الفئة في حضيض لا مبالاتها لكنك تجدها تقتل الهمم و تخمد الثورة في النفوس بعبارات على شاكلة .. يعني حنعمل شنو؟ و حنغير شنو و منو؟ ليت هؤلاء علموا أن العصيان و الغليان من أجلهم .. من أجل انتشالهم من هوة اليأس و الضياع التي أُسْقِطوا فيها فصاروا أمواتا يسيرون لا يحلمون بغد و لا يستمتعون باليوم. ليت هؤلاء علموا أن تلك السلبية التي ملأت تفكيرهم هي التي أجلست أمثال الحقير الصعلوك البشير على كرسي الحكم فأيبس الأخضر و اقتلع المرتكز و أسال الدماء و أطعم حقده بدمار البلد و شعبه و لا يزال .. ليت هؤلاء الرمم علموا أن ثمة أم ثكلى و أن أيتاما يتلفتون و لا مغيث و أن مرضى يقاسون ويلات المرض و لا قدرة لهم على الدواء. أقول لهؤلاء الرمم .. أفيقوا من سباتكم فإن دونكم وطن يستحق الحماية بات نهبا يتناهشه حتى الضعفاء من دول الجوار .. أفيقوا من تبلدكم فإن حريتكم معتقلة و عزتكم مكبلة و دماءكم مستباحة و الفاعل عسكري أحمق طائش. و بعض هؤلاء الرمم صاروا خداما للظلم حماة للفساد نُصَراء للبطش و عونا للباطل .. لا هم لهم إلا الزود عن أسيادتهم مقابل ما يُلقى عليهم من فتات و بعض مال رخيص .. نقول لهم إن الحياة ليست فُرُشا وثيرة و لا سيارات فارهة و لا ثياب فاخرة .. الحياة أيها الخواء أن تسعد لنا و نسعد لك .. أن تنتشلنا كما تريد لنا أن ننتشلك من حضيضك .. أن معا نجعل هذا الوطن يستحقنا و نستحقه. و بعض هؤلاء الرمم .. دخلوا البرلمان باسمكم فأمسكوا ألسنتهم إلا من مدح أصفر رخيص لرجل يستحق صفعا بنعل و تفلا ببصاق .. تراهم نائمين ببلاهة في وقت نسمع برصفاء لهم في أرجاء المعمورة يصنعون القرار و ينهضون بأممهم. و بعض هؤلاء الرمم أطلقوا اللحى و حفظوا القران و الحديث و الشعر و اعتلوا المنابر لكنهم لا ينطقون إلا بما يرضي السلطان و لا يجهرون إلا بما يرفع مكانتهم عند رجل يعجز إبليس عن مجاراته. نقول لهؤلاء .. إن شعبا تنطلق زغاريد نساءه في وجه البندقية و إن شعبا تخرج طالباته في وسط الدخان و العسكر .. هذا الشعب منكم براء .. و هو قادر بدونكم على صنع الإرادة و بتر ذلك العضو السرطاني الخبيث الذي استشرى في جسد بلادي. و أيم الله نخاطبكم و لسنا بحاجة إليكم فنحن بغيركم ماضون .. قادرون و منتصرون و لكن حقكم علينا يملي أن نزيل وقر آذانكم حتى لا تفوتوا على نفسكم حلاوة النصر و شرف المشاركة. و أنتم يا أحرار بلادي .. لا تنخدعوا حتى بنجاح العصيان .. هدفنا هو إزاحة هذه الفئة الباغية .. لا تنخدعوا أبدا فإن لهم أساليب تخديرية ..تسويفية .. زيدوا ضغط عصيانكم فإنه يربكهم و يشل تفكيرهم و يفتنهم فيما بينهم .. لا تستصغروا أحرفا تكتبونها أو كلمات تقرأونها فإنها تزيد الهمم و تلهب النفوس و تجعلكم صوتا متحدا لا يُشق و لا يُعْلى عليه. أنت تصنع تاريخا بمشاركتك فلا ترضى بالمشاهدة و الفرجة. [email protected]