عندما يقف الطاغية قاتل شعبه طريد العدالة الدولية مخاطباً شباب في سن احفاده قائلا ( نحنا الدايرنا يجينا عديل كده ) و ( لو رجال امرقوا لينا الشارع ) و ( ارض رويناها بالدم و تيربناها بالشهداء ما بنسلمها لناس الواطصاب و الكيبورت ) اعرف بان الجنرال الهارب خائفا و مرعوب و هذا هذيان ما قبل سقوطه مثله مثل جميع الطغاة الذين اقتلعتهم الثورات الشعبية موءخراً ، خاب ظن البشير و حزبه في ان هذا الشعب سيظل في غفوته و لن تقوم له قائمة الي يوم الدين بسبب سياسة التجويع و التدجين الذي مورس عليه قرابة الثلاثون عاما ، و سقط البشير سقطة كبيرة تليق بتاريخه الحافل بالجرائم و الدماء ليعرف حجمه جيدا من شعبه و بقيادة الجيل الذي ولد في عهده ، و كان عليه ان يعي بانه خاسر في هذه المعركه لانه لا يخبر معتركها ، لم يكن يتوقع ان يتحداه هذا الجيل ويعلن عليه الحرب بادوات حديثة لم يخبرها هو و أمنه و جنجويده و جميع أفراد عصابته ، فهو من جيش الأطفال من أبناء الهامش في سوبا ارض المعسكرات و تم تعليمهم كيفية استخدام السلاح الأبيض كالسواطير و السكاكين و المطاوي لأجل حمايته و استخدامهم لتخويف الشعب و اطلق عليهم لفظ ( نيقر ) في إشارة الي ترويج برنامجهم العنصري الرامي الي تقسيم الوطن و المواطن الي ف فئات و طبقات . و هو الذي اتي بالجنجويد لحمايته ، فقام بتجييش مجموعة من الجهلة و اعطائهم أعلي الرتب العسكرية مقابل ان يفسدوا في الارض و ان يقتلوا كل من قال له لا حتي و لو لم يقولها يكفي ان يتواجد في مكان بجانب الرافضين ، سجل إجرامي حافل بالقتل و الاغتصاب و حرق القري و نهب أموال الناس بالسلاح و بالحصانة الممنوحة لهم مقابل حماية البشير و عصابته . فكان ما يسمي بالدعم السريع اهم من القوات المسلحة و اصبح حميدتي الجاهل اهم من وزير الدفاع لدي عمر البشير ، كيف لا و هو من يطلق عليه لقب ( حمايتي ) و لم يسال الجنرال قاتل شعبه نفسه يوما حمايته ممن و لماذا ؟ فبعد سلطة جهاز الأمن و جميع ازرع حمايته تفاجأ البشير بعزله من قبل شعبه ، و ذلك بعد ان مارس عليه جميع انواع القمع و الاذلال و السجن و التشريد و نزع أراضيه و حرق نخيله و حرمانه من حقوقه الاساسية كمواطن الي جانب إهانته لكرامة و عزة هذا الشعب ، فلم يحدث في تاريخ السودان مطلقا و من كافة الروؤساء الذين تعاقبوا بالحكم ان حكمنا رئيس متسول ، تسوّل باسمنا في دول الخليج الي ان اصبح يذهب ذليلا كسير يجالسه الأطفال ولا يحظي باي استقبال رسمي ، لانه و حسب صديقتي التي تعمل بالخارجية بان البشير يأتي الي بلادهم بلا دعوة رسمية اَي بناءا علي رغبته الشخصية لذلك لا يوضع في برنامج حكامهم حيث انهم و منذ اكثر من ستة أشهر يكون برنامج الشيوخ محمد بن راشد و بن زايد ال نهيان موضوعة بعناية و بجدولة زمنية تسمح لهم بمباشرة أعمالهم و حياتهم بشكل طبيعي ، فلا يمكن ان يصبر البشير لستة أشهر و هو الذي يرغب بزيارة بلادهم لعرض خدماته من بيع أراضي بلاده الي بيع جيشه كمرتزقة ، ولا يمكن لهم تغيير بروتكول خارجيتهم أو جدول اعمال رؤساءهم ، فأي ذُل و هوان اكثر من ان يحكمنا مثل هذا الذليل الدموي الحاقد المتسول ؟ و لان شعبنا جميل و حواء السودان لم يصيبها العقم بعد شهدنا جميعا ميلاد هذا الجيل الذي أسميته ( جيل الشمس ) هذا الجيل الذي ولد و ترعرع في وطن مليء بسموم الكيزان و محاولتهم لتشويه هذا الوطن من كل النواحي و علي كافة الاصعدة استطاع ان يفرض أزيائه و ثقافته و موجهاته ، هذا الجيل هو الاقدر علي اقتلاع النظام من جذوره ، و هذا ما لا يقدر عليه البشير و جنوده و أمنه و جنجويده ، فهذا الجيل يحارب بأدواته و ثقافة عصره المتعلقة بالتكنولوجيا و استخدامها كمنصة للمقاومة و تحقيق التغيير الاجتماعي دون خسائر في الأرواح و هذا مالا يفهمه البشير و بطانته ، مل الشعب من جشعهم و رأي بعينيه مآل الحال و انتشار الفساد و المحسوبية و النهب المقنن و ضياع حقوقه و اهدار كرامته فما كان منه الا ان يستجيب لدعوة العصيان التي أطلقها الشباب في الاسافير ، هذه الدعوة التي جعلت البشير يرغي و يهرطق و يتحدي ثم انتزعت منه اعتراف أمام سمع و نظر العالم بأنهم من قاموا بقتل شهداء سبتمبر 2013 ، و هنا لابد لاسر الشهداء ان يتقدموا ببلاغات ضد البشير و حكومته و ادانتهم بقتل ابناءهم استنادا علي اعتراف البشير صورة و صوت ، العصيان هو أنجع اداة حسب النتائج منذ 27 نوفمبر و الي الان ، شعبنا الان يسجل تاريخ ناصع البياض في سجل المقاومة السلمية و النضال اللا عنفي و يستجيب لدعوة العصيان بشكل يدعو للفخر و الاعتزاز ، بيانات المساندة تتوالي من جميع شرائح الشعب ممهورة بتوقيعات مضيئة بأسماء الموقعين دون خوف من شيء ، الأطباء ، الصيادلة ، المهندسين ، الممثلين ، الصحفيين ، الشعراء ، الكتاب ، المتطوعين ، النازحين بدارفور ، المنفيين قسرا ، المغتربين ، لقد تلاحم شعبنا و توحد فانتصر علي اجندة الإنقاذ الحافلة بالعنصرية و سياسة فرق تسُد . لم يتسني للطاغية الراقص ان يقرا في صفحات هذا الوطن و نضال شعبه بأننا شعب قادر علي الانتفاض و مداواة جرح الوطن ، فالبشير و بطانته الفاسدة مشغولون بسرقة اموال الشعب و إدارة استثماراتهم و شؤونهم الاسرية فهم يتزوجون ثلاث و رباع ، لذلك لم يتوقعوا ما حدث الامس في إستاد ود مدني و ما حدث بالساحة الشعبية عقب عودته من الإمارات طريداً ،درس كافي و وافي ليعلم كم هو مكروه من شعبه و انه استفتاء هذا الشعب و انها غضبة الحليم ، لم يعد للبشير مفر ، الان علم بان جميع هذا الشعب يتحد في رفضه و حكومته ، إنني اراهن علي زوال هذا النظام قريبا و قريبا جدا و بالكيبورد أو كما قال احد الشباب من دعاة العصيان . بالكيبورد حتسقط و ما محتاج مسيرة و طلعت شعب كامل ذاتا عليك كتيرة . سيسقط البشير كما سقط مبارك و بن علي و القذافي و علي عبد الله صالح ، و وقتها لن نغفر و لن نسامح علي ما ارتكب في حق الشعب و الوطن من جرائم و في حق المجتمع من تعدي و تشويه ، ستقام محاكم ثورية ناجزة لغسل عار الوطن من دنس تجار الدين ، و لا يحلم الذين يحملون جوازات اجنبية بالهروب ستطاردكم العدالة و الإنتربول في أوطانكم البديلة ، لم يتبقي الكثير فقد توحد الشعب و قال كلمته. عصيان في كل السودان حتي إسقاط الكيزان . #العصيان_المدني_السوداني_19_ديسمبر سمية هندوسة [email protected]