لمجرد أنك مرضِيٌّ عنه لموالاتك للحزب الحاكم فأنت في رغد من عيش لا تشتكي هما و لا تعاني غلاء أو تعجز عن توفر الدواء. إما إنك تسكن في بيت حكومي كامل الامتيازات و إما أن تعطى قيمة الإيجار أضعافا هذا و بيتك مشيد مؤثث. أنت قطعا لن تتشعبط في المواصلات العامة و لن تحتاج إلى قضاء معاملاتك بقطع المشاوير يكفيك تلفون أو (مرسال) و أمورك مقضية و زيادة. قطعا لن تعرف سعر كيلو الضأن أو تجادل الجزار في أن يختار لك أطيب اللحم و لن تسأل عن كوم الطماطم و لا كيلو الفواكه فأمورك بالجملة و لذلك أنت ترفع حواجب الدهشة لماذا يحتج الشعب و يدعو للعصيان .. ببساطة أنت في كوكب و هو في آخر. و لهذا أنت مؤيد لحكومتك و هو معارض. أيما مخصص نلته بغير وجه حق أيها الكوز (المبخبخ) حتى ولو جنيه واحد إنما هو حق اغتصبته من مواطن يستحقه و بسببك هو محروم و طفله محروم من أساسيات الحياة التي تعد عندك ترفا و كماليات. لو أننا نراكم تزاحموننا الأمكنة العامة .. المستشفيات .. الأسواق .. المواصلات .. لو أننا نرى عرقكم يسيل و الهم مرسوم على وجوهكم و القلق ظاهر عليكم لعذرناكم و صبرنا معكم لأن الحالة عامة و لكن الواضح أنكم خصصتم لأنفسكم أضعاف ما حرمتمونا منه و لذلك أنتم مستشبثون بسلطتكم و نحن ناقمون عليها نسعى لرحيلها و رحيلكم. بعد مجيئ الإنقاذ المشؤوم ظهرت طفيليلة من اللا أين بالغنى الفاحش .. ظهرت شركات وهمية تتمتع بتراخيص و إعفاءات جمركية في سلع أساسية و كان طبيعيا أن تضحمل مكانة العائلات الغنية التي عرفناها قبل الإنقاذ أمثال الشيخ مصطفى الأمين و أبو العلا فقد تمت محاربتهم بوضع العراقيل أمامهم فأغلقوا مصانعهم التي كانت تسهم بشكل فعال في الاقتصاد السوداني و طفح إلى السطح بعض نكرات لو تتبعت تاريخهم قبل 1989 لوجدتهم من عامة الشعب يشاركونه الفتة و يجاورونه بجدار من جالوص. اعرفوا أيها الخونة السارقون أن مدنا و قرى داخل السودان تفتقر للأمن .. للتعليم .. للصحة .. للخدمات .. اعلموا أيها الفاسدون أن السودان ليس كافوري و المنشية و لا ما تتبجحون به صباح مساء من طرق و كباري من قروض جلها ذهبت إلى خزائنكم .. السودان لكل السودانيين حيثما و أينما كان .. نسألك سؤالين أخيرين أين كنت و ماذا كنت قبل إنقلابكم المشؤوم في العام 1989؟ و أين مشروعكم الإسلامي و تأصيلكم الذي صممتم به الآذان؟ [email protected]