القرار الذي اصدره الرئيس اوباما و القاضي بتخفيف العقوبات إن وجد القبول و المصادقة من إدارة ترامب يعني لنا إفراغ جميع التقارير الدولية و الإقليمية الصادرة بحق النظام الحالي من أي قيمة قانونية أو أخلاقية أو معنوية وهي تقارير كانت عبارة عن مكائد تحاك بالسودان كما يردد النظام. فتقرير منظمة العفو الدولية و التي اتت لنا بالإدلة المادية و الشهود بإستخدام اسلحة محرمة دوليا و غيره من تقارير الظل فهي تقارير لا ينظر إليها في اتخاذ قرارات تعد هامة بحق نظام يلفظ أنفاسه الأخيرة ، و أن رفع العقوبات و تطبيع العلاقات يعني التعاون و الخضوع و الإذعان لمطالب المجتمع الدولي و لا شأن له بجرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية . رفع العقوبات عن نظام مطلوب للعدالة الدولية بحق مواطنيه هو تشجيع و حافز للنظام الحالي و لأي نظام قادم آخر من المجرمين و لا مكان لدولة القانون و دولة المؤسسات في وطن إسمه السودان و بمباركة باراك اوباما . معارضتنا للنظام كانت على مبدأ و اسقاط النظام الحالي مبدأ متمسكون به مهما جمّل النظام نفسه و جمّله لنا أطباء المجتمع الدولي و عاد إلينا من القيادات المتعارضة و التي نعرفها أكثر من النظام بجميل القول و دواوين الشعر و لا يعنينا كثيراً أن هناك إنفراج أقتصادي بقدر ما تعنينا حقوقنا السياسية و الإقتصادية و الثقافية التي سلبت منا و جهّرت الحروب الملايين من شعب السودان . نظام المغضوب عليه حسني مبارك كان يتلقي المعونات و الرعاية المكثفة من المجتمع الدولي سقط يوم قرر المواطن المصري له أن يسقط و لم يختلف الحال كثيراً داخل الصف الوطني المعارض عن المصري يوم سقط مبارك ، و لو أن اوباما يستذكر جيداً ما كتبه بيديه لتذكر أن المواطن أعلي سلطة في الدولة و لتذكر أن النظام السوداني ساقط لا محالة لأن مواطنيه حالياً ينظمون العصيان المدني لإسقاطه . سوف تكبر بيوت الأشباح و يضيق الوطن بالناشطين و تزداد المضايقات و يعلو صوت المليشيات التي تولت مكافحة الإرهاب و الهجرة غير الشرعية و تختلط كثير من الأوراق و يتشابه إلينا اصوات قيادات كثيرة تعد نفسها من القيادات المعارضة و تزداد احزاب الفكة . تجربتنا في إسقاط الأنظمة و مواقف المجتمع الدولى علينا أن ندونها كما ندون يومياتنا مع النظام الحالي في الأسافير و في الكتب و الصحف و المجلات ليعود اكاديميي هذا البلد المهجّرين يوم كتابتهم لمناهجنا الدراسية و يوم يكتبوا عن الإبادة الجماعية و حرق القري و بيوت الأشباح و الفسفور الأبيض أن يكتبوا عن دعم المجتمع الدولي لهذه الأنظمة و كيف يكرس المجتمع الدولي لدعم الشموليات في السودان . [email protected]