الخرطوم: تغريد إدريس: «بالله زح مننا شوية بي مسواكك دا، دا دليل صايم وما كلنا صايمين»، هذا مدخل لاحتدام من الجدل والنقاش مع ذلك الرجل الذي كان يضع مسواكا في فمه ويجول به المكاتب داخل احدى المصالح الخدمية. والمسواك من البضائع التي يزداد الاقبال عليها بصورة كبيرة في شهر رمضان، واستخدام الكثيرين لعود الاراك في الاماكن العامة يثير حفيظة البعض، لما يسببه لهم من ازعاج «الصحافة» توقفت مع استخدام مسواك الأراك في الاماكن العامة، فقال آدم اسماعيل: ان السواك في المركبات العامة لا يمت الى الذوق العام بصلة، ولا بد من مراعاة الشخص لوجود الآخرين وعدم مضايقتهم، وللمسواك اماكن محدودة يجب الالتزام بها، ولا مانع من ان يحمله الشخص معه في أي مكان ولكن لا يتحمل أي مكان ان يستاك فيه الشخص. وفي رأي مخالف يقول عبد الرحمن محمد سائق حافلة: ان استخدام المسواك امر عادي جداً بالمقارنة مع فوائده، فهو يجعل رائحة الفم طيبة، وانا استخدمه طوال النهار لأنه يرطب الفم ويجعله طاهراً ونظيفاً، ومن ينتقدون ذلك فهم احرار في رأيهم ولا أرى انه «مقرف» كما يقول الكثيرون. ويضيف بائع المساويك علي بابكر: ان المسواك هو عود يؤخد من شجرة الاراك البالغ عمرها سنتين أو ثلاث سنوات، ويؤخذ من الاغصان ويكون طعمه حارقاً في الايام الاولى ويزداد حرارة بعد ان يجف، ويفضل استخدامه رطباً، وهذه الايام تشهد اقبالاً كثيفاً على المساويك، ويعتبر رمضان موسم سوقه، ويسعى الكثيرون الى استخدامه بدلاً من المعجون الذي يتحرج البعض في السواك به أثناء الصيام، وعن اسعاره يقول علي بابكر إن اسعار المساويك مناسبة وتكون حسب الحجم والطول، ويمكن المحافظة عليه بوضعه في الماء بعد الانتهاء من الاستياك، حتى يحتفظ برطوبته ويسهل تحريكه داخل الفم. ويقول محمد حسين «موظف»: يجب على من يحمل المسواك ان يراعي لمن حوله فهو امر غير لائق وسلوك غير طيب خاصة خارج المنزل، ويمكنه ان يستاك في المنزل او قبيل الوضوء، ولكن لا يمكن حمله طوال اليوم، لأن ذلك يحدث في نفوسنا الكثير من الضيق، ولدينا عامل يضع المسواك في فمه طوال النهار، ويحمله ويجوب به المكاتب ويحركه ويلقي ببقاياه أمام الناس. وتقول آمنة حامد إن السواك في المواصلات أمر غير طيب وغير مستساغ، والا لماذا لا يستخدم الناس الفرشاة في المواصلات والشارع مع انها تحمل نفس المضمون، وتحريك المسواك امام الناس ليس محموداً، والاراك في حد ذاته مفيد لكن الاختلاف في طريقة استخدامه، وما ان يأتي رمضان حتى تتفشى هذه الظاهرة بصورة كبيرة، وترى كل واحد يحمل مسواكه ويتشاغل به، ولعل ما يزيد زرع الضيق في داخل النفس أن تجد احدهم يتحدث والمسواك في فمه. وتقول عايدة الخير: المسواك بالنسبة لي عادي جداً ولا اشمئز منه، وبعدين ده رمضان والناس شكلها اتعودت تحرك فمها، وما دام مافي اكل خليها تحرك المسواك. ولعل اجمل ما قيل عن مسواك الأراك ما قاله سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه لزوجته السيدة فاطمة الزهراء عندما دخل عليها ووجدها تستاك بمسواك من أراك فأنشد قائلاً: حظيت يا عود الاراك بثغرها ٭٭ أما خفت يا عود الإراك أراك لو كنت من أهل القتال قتلتك ما فاز مني يا سواك سواك الصحافة