تكلم الكثير من الفلاسفة، والعلماء، والمفكرين في وصف وفهم طبيعة المرأة، فقالوا: إنها عاطفية أي أنها تسير وتقرر وفق العاطفة لا العقل، بينما الرجل عقلاني يرد أموره إلى العقل الذي مؤداه التحليل والاستدلال وصولاً إلى النتيجة الصحيحة، ولا يتأثر بالمظاهر السطحية في أغلب الأحيان. ومعلوم أن العقل والعاطفة هما الضدان المتكاملان، وكمال الإنسان في أن يعرف كيف يوازن بينهما في الوقت والمكان المناسبين، فلا يزيد من دور العاطفة وينقص دور العقل، ولا يزيد دور العقل على حساب العاطفة. فالعقل يتسم بالصلابة والقوة والتحليل المنطقي، إذ يعتمد دائمًا على أساس المنطق والاستدلال، ويحكم في مختلف القضايا وفق معايير وحسابات صحيحة، وتتسم العاطفة بالرقة والليونة والأحاسيس النبيلة، ويكون هدفها بلوغ النتيجة المرجوة سواء أتت مطابقة للمنطق والمصلحة، أم منافية لها. وقديماً قيل: خاطب في الرجل عقله، و في المرأة قلبها, و في الأحمق أذنه. ومن هنا يرى الكثيرون أن بوابة المرأة هي قلبها كما قال سقراط "عبقرية المرأة تكمن في قلبها، وقلبها نقطة ضعفها". وقال الفيلسوف والأديب المصري أنيس منصور: "المرأة قلعه كبيرة إذا سقط قلبها سقطت معه". ويرى البعض أن قوة المرأة وفهمها يتمركز في امتلاك عقلها والتحايل فيه. ولكن الرأي الغالب يميل دائماً إلى أن امتلاك المرأة يبدأ بامتلاك قلبها فهو أسرع طريق إليها. فالمرأة كما كانت سبباً للحياة تكون أحياناً سبباً للموت, فهي منبع الخير والشر معاً،ً ورمز الوفاء والغدر، فكم من حروب وقعت عبر التاريخ لأجلها وبسببها؟ وكم من رجال ماتوا صوناً لكرامتها؟. قرأنا عن الإلياذا، والأوديسا عند اليونان، وحرب البسوس عند العرب، التي وقعت بين بكر وتغلب بني وائل التي استمرت أربعين عاما،ً وكلا الحربين وقعتا بسبب النساء ودامتا سنوات طوال. وكذا حرب طروادة، وهي من أشرس الحروب التي قامت بسبب لجميلة "هيلين ". [email protected]