بسم الله الرحمن الرحيم 18/2/2017م عزيزي القارئ وصلتني هذه المعلومات عبر شبكة من الأصدقاء المستنيرين والمثقفين جدا، وأغلبهم يعيش في المهجر، أردت أن اشرككم فيها حتى نتعرف على أراء الأجناس الأخرى في الطريقة التي نعيش بها وأسلوبنا في الحياة، وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، ولماذا نحن في رايهم محلك سر والأخرون ينطلقون بسرعة الصاروخ. هذا الموضوع يتعلق بالعرب. أي الثقافة العربية بكل الدول التي تقع داخل خريطة ما يطلق عليه مصطلح العالم العربي ، بما فيه من قبائل كثيرة جدا غير عربية، كما هو الحال في السودان، أصبحنا كلنا عربا من ناحية التفكير والسلوكيات . وهذا ما يقصده كاتب الكتاب الياباني. بالمناسبة، من النادر أن يصدر من اليابانيين افرادا كانوا أم حكومات، مثل هذه التصريحات. فهم حريصون جدا على أن يحتفظوا بآرائهم لأنفسهم لسبب أو لأخر، كما لا يلجئون الى جرح أحاسيس ومشاعر الآخرين افرادا كانوا أم مجتمعات أو دول ..الخ. والمعتاد أن نسمع عن اليابان من أفواه العرب، وعادة ما يكون اعجابا أو استغرابا، لكن هذه المرة ما حدث هو العكس تماما وبعنف وقسوة غير مسبوقة. الموضوع: بروفيسور "نوبواكي نوتوهارا" - كاتب و مترجم و أستاذ جامعي ياباني، درس الأدب العربي في جامعة طوكيو، ثم مدرسا فيها للآدب العربي المعاصر. عايش العرب حوالي 40 عاما. وفي عام 2003، كتب كتابا كاملا إسمه "العرب من وجهة نظر يابانية" يتحدث فيه عن انطباعاته عن العرب و التي تلخص كثيرا من الواقع العربي، وما يلي أهمها: لكن ارجو أن تقرأها بكل حيادية وعقلانية مع مقارنة ما جاء بها بحالتك في السودان أو أي من الدول العربية والاسلامية أيضا. انطباعاته هي: العرب (متدينون) جدا، و(فاسدون) جدا. الحكومة لا تعامل الناس (بجديه)، بل (تسخر) منهم و(تضحك) عليهم. في مجتمع كمجتمعنا -المجتمع الياباني- (نضيف) حقائق (جديدة)، بينما يكتفي العربي (باستعادة) الحقائق التي اكتشفها في (الماضي البعيد). (الدين) أهم ما يتم تعليمه، لكنه (لم يمنع) الفساد وتدني قيمة الاحترام. مشكلة العرب أنهم يعتقدون أن (الدين أعطاهم كل العلم) ! عرفت شخصا لمدة عشرين عاما، ولم يكن يقرأ الا القرآن. (بقي هو) ذاته، ولم يتغير. المجتمع العربي مشغول بفكرة (النمط الواحد)، على غرار الحاكم الواحد، لذلك يحاول الناس أن (يوحدوا) أفكارهم وملابسهم. لكي نفهم (سلوك) الانسان العربي العادي، علينا أن ننتبه دوما لمفهومي (الحلال والحرام.( من المهم ان نقبل قيم المجتمعات الاخرى كما هي دون ان نشوهها او نخفض من قيمتها (على ضوء قيمنا نحن) .. وعلينا اذا ان نرى المجتمعات الاخرى كما هي .. وان (نقبلها) كما هي . عقولنا في اليابان عاجزة عن فهم أن (يمدح الكاتب السلطة). نحن نستغرب ظاهرة مديح الحاكم، كما نستغرب رفع (صوره) في أوضاع مختلفة كأنه نجم سينمائي. في الدول العربية (التوتر) يغطي الشارع .. هذا التوتر يجعل الناس يتبادلون (نظرات عدوانية) ويزيد توتر المدينة نفسها اكثر فاكثر. اول ما اكتشفت في المجتمع العربي هو (غياب العدالة الاجتماعية) وهذا يعني غياب ا(لمبدأ الاساسي) الذي يعتمد عليه الناس .. مما يؤدي الى (الفوضى) . الرجل العربي له (قيمتان) واحدة في (البيت) واخرى في (الحياة العامة) .. الرجل العربي في البيت يلح على (تعظيم نفسه) ورفع قيمتها إلى السيطرة والزعامة٬ اما في الحياة العامة فهو يتصرف (وفق قدراته وميزاته ونوع عمله) وهذان الوجهان المتناقضان غالباً ينتج عنهما اشكال لا حصر لها من (الرياء والخداع و القمع( . على العرب أن يفهموا التجربة اليابانية، (فسيطرة العسكر على الشعب) هي سبب دخول البلاد في (حروب مجنونة.( المجتمع العربي (عامة) ليس عنده استعداد (ليربي المواهب ويقويها( . (السجناء السياسيون) في البلاد العربية ضحوا من أجل الشعب، ولكن الشعب نفسه يضحي بأولئك الشجعان. (انعدام حس المسؤولية) طاغ في مجتمعاتهم. حين يدمر العرب (الممتلكات العامة)، فهم يعتقدون أنهم يدمرون ممتلكات (الحكومة)، لا ممتلكاته! و لازال العرب يستخدمون القمع والتهديد والضرب (خلال التعليم)، ويسألون متى بدأ القمع؟ أستغرب لماذا تستعمل كلمة (ديمقراطية) كثيرا في العالم العربي! مفهوم (الشرف والعار) يسيطر على مفهوم (الثقة) في مجالات واسعة من الحياة العربية. العرب (مورست عليهم) العنصرية، ومع هذا فقد شعرت عميقا أنهم (يمارسونها) ضد بعضهم البعض. الأن ما رأيكم ، دام فضلكم؟ هل نستطيع أن نغالطه في ما خلص اليه؟ حقيقة فقد أعجبت اعجابا شديدا بملاحظاته الدقيقة والذكية وتحليله المنطقي وتفسيره العلمي، وسأناقش كل منها بالتفصيل مع ضرب الأمثلة لعل وعسى!!! لكن قبل ما يقارب الأف عام لخص ابن سينا (980 -1037م) المولود في بخارى (اوزبكستان) وتوفي في همدان (ايران) كل ما جاء بهذا الكتاب منذ زمن بعيد حين قال ''بلينا بقوم يظنون أن الله لم يهدي إلا سواهم'' . هذا كان منذ ما يقرب الأف عام. هل كان ابن سينا عربيا!!!! بالتأكيد لم يكن يقصد ناس الانقاذ أو داعش و القاعدة أو انصار السنة أو الأخوان المسلمين بصفة شخصية بقولته هذه !!!! نتابع في الجزء الثاني ونقول اللهم نسألك اللطف (آمين). جامعة الجزيرة