في مقال سابق لي نشر هنا في الراكوبة الغراء بعنوان لعنة التحالفات السياسبة السودانية المعارضة كنت قد ذكرت فشل تلك التحالفات على مر تاريخ المعارضة السودانية المعاصرة و في هذا المقال سوف اتحدث عن شروط نجاح التحالف إن كان لابد منها. لقد أتسمت الائتلافات و التحالفات السياسية في السودان الحديث ( معارضة و حكومات ديمقراطية) بالتناكف و المشاكسة الغير مبررة اصلا مما أدي الى انهيار تلكم الائتلافات و التحالفات . على سبيل المثال نأخذ فترة الديمقراطية الثالثة ( الاخيرة) في عهد رئيس الوزراء الصادق المهدي 1986-1989 م في هذه الفترة شهدنا أكثر من ثلاث تشكيلات حكومة و كلها فشلت في تحقيق برنامجها الانتخابي نسبة لان الاحزاب المأتلفة ( الامة ؛ الاتحادي الديمقراطي و الجبهة الاسلامية القومية ) كانت سعيهم الوحيد هي الاستحواذ على اكبر قدر ممكن من الوزارات و المناصب الدستورية ومن ثم جعلها حاكورة خاصة بالحزب و السيد دون ان ترمش لهم جفن حول معاش الناس اليومي. و لكي نأكد لكم صراع الاحزاب وهمهم في تلك الفترة فقد شهدنا اتفاقية الميرغني- قرنق 1988م و كانت الاتفاقية جديرة و قادرة أنذاك لتحقيق السلام في بلادنا لولا غيرة حزب الامة و رئيسها.و المثال الاخر هو ما جري في التجمع الوطني الديمقراطي في أسمرا و الذي ضم كل الوان الطيف السياسي السوداني المعارض انذاك و كما ذكرت سابقا تشرزمت الى نداء الوطن في جيبوتي و اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا و اتفاقية اسمرا و ابوجا و هذا ان دل أنما يدل على انك تحسبهم جميعا و لكن قلوبهم شتي ؛ كما يؤكد نجاح الكيزان في تشتيت المعارضة و ما زالت الساقية مدورة. الان نقرأ بان هناك مركز موحد للمعارضة السودانية كما طالعنا بيانا بهذا الخصوص في ( الراكوبة والحريات و مواقع التواصل الاجتماعي) الحق يجب ان يسود و يقال دائما ان اردنا اصلاحا و ان تكون هناك معارضة موحدة بأي شكل كان على الاقل في برنامج الحد الادني و هي تغيير النظام لاننا لا نقبل بغير ذلك ثم تأتي بعد ذلك الي الاحتكام الى الشعب السوداني . المشكلة التي تعاني منها الساحة السياسية السودانية الان هي كثرة التنظيمات و الاحزاب و الحركات و لكننا اذا نظرنا الى تلك الكثرة بأعين مجردة من الغرض السياسي سنجد ان أيادي النظام هي الفاعلة و الصانعة عملا بسياسة فرق تسد امعانا في اضعاف الاخر و مزيدا من السيطرة من اجل البقاء في السلطة. آنني اعتقد بل اجزم بأنه لا يمكن جمع كل تلك المجمموعات التي تدعي معارضة النظام في تحالف واحد و نأمل أن يكتب له النجاح في اسقاط النظام ؛ أن الادعاء وحده لا يكفي . أن الامل معقود على بعض التنظيمات ( سياسية و سياسية عسكرية) في تغيير النظام و ليتم ذلك يجب عليهم التخلي عن بعض الممارسات السالبة التي تؤثر في عمل التحالف المنشود و في هذا الصدد البعض يتحدث عن ميثاق شرف يلتزم به الجميع و لكنني شاهدت عدة تحالفات ذهبت في ادراج الريح و لذلك نحن بحاجة الي عقد جديد للعمل معا.و فيها يكون الالتزام الصارم بما يتفق عليه ونبذ و ترك خلق اللوبيات داخل التحالف الواحد و أن تكون المنافسة شريفة و التخلي عن الانانية والعمل بروح الجماعية واخيرا الايمان بحتمية حكم الشعب و بالتالي الاستعداد للاحتكام اليه عبر صناديق الاقتراع. المركز الموحد الذي يدعي البعض بأنهم بالفعل أسأسوه ؛ ما هي الا تنظيم سياسي واحد أو شلة ذات أجندة واحدة. ان الاحزاب السياسية خرطومية النشأة و التربية تحمل في مخيلتها أنها صاحبة الحق الشرعي تاريخيا و بالتالي كل المستقبل في قيادة العمل السياسي في بلادنا و صاحبة الحق في توزيع و احتكار السلطة المركزية و على الاخرين الذين نشأوا و أسسوا تنطيمات من الهامش السوداني الاكتفاء و التحدث فقط في شأن مناطقهم ( الهامش أو الاقاليم ) ؛ و سوف لن تستقيم اوضاع بلادنا حتي يتخلي عجائز المركز عن الوهم الذي هم فيه خالدون. [email protected]