مدخل : يطلب مرار بن هباش الطائي ممن يحمل جنازته، أن ينزلوه في وطنه، ويدفنوه تحت ثراه فيقول : سقى الله أطلالاً بأخيلةِ الحِمَى و إنْ كنَّ قد أبدَيْنَ للناسِ ما بِيَا منازلُ لوْ مرّتْ بهنَّ جِنازتي لقال صدايَ: حامليَّ انْزِلا بِيَا العنوان أعلاه ، ُمقتبٌس من فيلم وثائقي ، انتجته فضائية الجزيرة ، وعرضته قناتها الوثائقية في العام 2014م ، وأعادت الجزيرة ، عرضه في الأيام القليلة الفائتة – بعد زيارة الشيخة القطرية ( موزا المسند ) للسودان وما ترتب عليها ، وكأنما تحاول الجزيرة أن تذّكرنا ، بواحدة من أعظم مأسي التاريخ ، ان لم تكن اعظمها ، ومن هو المتسبب الأصيل فيها !!! وحسنا فعلت _ لأننا كأمة سودانية – نُدمن الجلوس علي اطراف الذاكرة وهامشها ولا نغوص فيها بحثا واستقصاء ودراسة وتحليلاً للأحداث ، ولذلك تتعاقب علينا المصائب ، تعاقب الليل والنهار – ليس لسذاجتنا وطيبتنا ، كما يدعي بعضنا ، ولكن لأننا لا نخضع كل امورنا ومنها التاريخ والاحداث للبحث والتحليل – ولو كنا نفعل ذلك لما تجرأ من استلبَ عقولنا ومازال يفعل ...الي أن يُغيّب وعينا ويرسم لنا طُرق التهلكة ونحن نهرول فيها كما الانعام .. أو أشدّ ضلالاً .. لست هنا بصدد مناقشة قصة تفاصيل التهجير. ولكن.. تداعياتها المؤلمة واعظمها اغراق أعظم حضارة عرفتها الإنسانية وأجمل بلاد الله في أرضه !!! وذلك لأن التفاصيل لهذه المأساة وثق لها الكثيرون من أبناء النوبة وغير النوبة الُخلّص لأوطانهم وارضهم ، والذين عايشوا الم ذلك الرحيل ووجعه – وحتي لا ننسي – من أراد استعادة تفاصيل تلك القصة فعليه بمؤلفات ، مثل كتاب المؤلف الراحل– حسن دفع الله – هجرة النوبيين – قصة تهجير أهالي حلفا ، والذي ترجمه عبد الله حميدة – وصار الي وثيقة تاريخية بامتياز .. وكذلك كتاب الأستاذ الراحل / مصطفي محمد طاهر – قصة تهجير أهالي وادي حلفا – السد العالي ومأساة النوبيين – وغيرهما كثيرون .. وعوداً علي بدء، من يتعمق في قصة التهجير وإغراق حضارة النوبة، ويعمل الفكر.. في ربط الاحداث القديمة ، أسبابها وتداعياتها .. مع مستجدات الاحداث ألان ، بعد ما يزيد عن الخمسين سنة ، والتي مرت بصمت .. علي المأساة.، ، يلاحظ جيدا أن المؤامرة لم تنتهي وما زالت تعمل بقوة من قبل العقل الُمستلِب ( بكسر اللام ) ، علي العقول الُمسَتلَبة ( بفتح اللام ) ولا بأس .. من الإشارة سريعا لبعض الحقائق المرة بطعم العلقم – قبل أن نناقش ما نحن بصدده من نقاط – لانعاش ذاكرتنا الخربة – عسي أن ننتبه .. تجنبا لمزيد من المؤامرات ... موافقة حكومة عبد الله خليل السريعة علي التهجير وسببها الرئس التافه ( إزالة الجفوة مع مصر ) .. !! ربط التعويضات الكاذبة ، بالهجرة من حلفا وبوهين ، وخبث هذا الأسلوب لعلمهم ، بارتباط النوبة بارضهم – لاحقا بعد التهجير – القلة الذين رفضوا التهجير – رفضت حكومة عبود الاعتراف بهم ، حتي جاءت حكومة ما بعد 1964م ، فاعترفت بهم ... خصوصية المكان الذي خطط لإغراقه وتهجير النوبيون منه..( 20 ) قرية شرق وغرب وادي حلفا ، نتو حلفا ، وتحديداً قري مثل بوهين وأشكيت – ذات الارتباط بالحضارة المسيحية القديمة ...!1 مأساة أهل حلفا القديمة وتعرضهم الدائم للضغوط من قبل الحكومات من الجنوب والشمال ، مما أدي لمقايضة موروث وتاريخ لا يقدر بثمن ، بسرابٍ بيّنٍ .. كل الحكومات السودانية المتعاقبة – حتي هذه القائمة الان – لم يكن لها تصور واضح لما يمكن فعله للمناطق وأهلها في الشمال السوداني ، خاصة مناطق الشريط الحدودي ، مما مهد بقوة – الطريق – امام العقل الطامع في تنفيذ اجندته الاستعمارية – وتمريرها – حتي ألان.... https://youtu.be/ZZSrHZBVrp8 نواصل .... حسين المتكسي – الرياض [email protected]