صرّح وزير خارجية روسيا في لقائه الصحفي يوم الأربعاء 12/04/2017م بما مفاده أن : (البشير وافق علي انفصال جنوب السودان مقابل "الجنائية") وحتى الآن لم ترُد حكومة البشير على (الكذب) الروسي بكذبة معتبرة ليلوكها السابلة وتنفخ بالوناتها أشداقهم - المكعوجة - ريثما يتم ترقيع فرية أخرى لحدث آخر أعظم منه لينسخه، ولِمَ لم تطالب حكومة السودان بكل شجاعة الأسلاف بأدلة رسمية من الوزير الروسي للوقوف على حقيقة التصريح لتشرع في محاكمة المجرم بالخيانة العظمى أو تفنّد افتراءات الوزير وحكومته وفق القنوات الدبلوماسية الرسمية. هل يا ترى ركّزت الأمة السودانية فقط في توقيت هذا التصريح على أنه لا يعدو كونه فقاعة سياسية ذات ملابسات والصراع الدائر بين الدب الروسي وصواريخ ترمب اليانكيّة على سوريّة في استخدام الكيميائي على مواطنيها لذا لزمت الصمت على ذمة (بعيد عن بيتنا) الجِحويّة واتشحت بفضيلة التريث فاقد الحس الوطني الجبان ريثما تمر العاصفة، أم استقت هذه الأمة ما مفاده أن روسيا منذ أن - دنا عذابها - لا تريد للسودان من خير وحان أن توظّف ما تعرفه من سرٍ كورقة ضغط سياسية لتجد لها موقعًا في استثمار كنوز السودان التي عرف دربها حتى التلاميذ الخليجيين الذين أمدهم السودان غافلاً بالمدرسين والمهندسين الذين سبروا لهم كنه الحرف العربي وخططوا لهم مدنهم الرملية . لماذا يذهب ثلث الوطن من أجل شخص فرد لم يستفد السودان منه منذ مولده شيئًا يذكر. لماذا صمت المفكرون الانتقائيون وأصحاب الأقلام المُداسة كرامتها التي تملأ الأفق في صرف الناس عن أم القضايا التي تهم الوطن. لماذا صمت إمام الإنصار وإمام الميرغنية (اللصان التاريخيان المترمّمان على الوطن) وأحزاب الفكة (السبعة وسبعون) والشعبي الترابسمي والمكفّرون الأميبيون من الجهاديين الغفلة ومجمع الفقه الطفيلي القبلي اللا إسلامي وبيوتات الصوفية التي بلغت فطرياتها أكثر من أربعين ونيف طريقة والصحفيون الجهويون الفاقد التربوي الذين توالدوا كما الناموس في عصر الرق والبرلمان المشكّل نوابه من أبناء السبيل والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين عن قولة (بغم واحدة) وثلث الوطن يُفدى به رقبة مجرم واحد لم يسبق له أن نفع هذا التراب ولو بإماطة أذى الطريق ولا فائدة واحدة مرجوة في وجوده أو تحنيطه؟ سيستمر السكوت على هذه الحادثة الجلل حتى فناء الثلث الأخير من الوطن ولن يدرك أحد من الدراويش الدرس. ليس هذا فحسب وإنما العديد من الشواهد تقول: إن البشير عندما يبيع ثلث الوطن من أجل (رِويحتو التي لا تبلى ) فإنه لا يستحضر هذا التصرف بمحض قوميته الشاملة كأي سوداني طبيعي لأنه لا يتصرف ساعتئذن من مكنون قيمة الوطن وتراب الوطن! ألا إن من فدى نفسه بذرة تراب من حوض الوطن فقد خان وطنه بالأنانية، وعندما يذبح خاله الرئاسي ثورًا أسحمًا تتويجًا لمشروع الكراهية وذهاب الثلث فإنه يؤكد على أنه رضع خيانة اللا انتماء لكل الوطن من ثدي تالد تربّى ونما على مر أكثر من ثلاثة قرون ليؤكد على أن سيطرة عقل (الكاشف) النفعي راسخة. الكاشف هم من المرتزقة غير السود الذين لا أصل لهم فمنهم من هو شركسي وألباني وتركماني وروسي وسلجوقي ونمساوي وغيرهم من المجهولين الذين يتاجرون بزناد أصابعم لمن يدفع أكثر حول العالم في ذلك الزمان بدليل ، أن العديد من الحكام الإدرايين الذين ولّاهم الأتراك على السودان من جنسات أخرى غير تركية، فسلاطين باشا نمساوي والفرانكفورتي صمويل بيكر إنجليزي وغردون باشا إنجليزي وعلى ذلك فقس، وقد هرب الكاشف جنوبًا طمعًا في تأسيس إمبراطوريته الخاصة ونأيًا عن يد السلطنة العثمانية (الغاشمة) ثم تقرّب إليها بالهدايا على ما كل ما وقعت عليه يداه في الجنوب من المستعبدين وما هو ثمين حتى يتقي شرها ويأمن ولاءها. إن الكاشف لم يرسل أبناء السودان الغر كباقة هدايا للسلطان العثماني فحسب بل أرسل حتى أبنائه من صلبه الذين ولّدهم حسب النزوة من تلك السودانية السوداء لذا أفرغ البقاع التي استغلها من البشر وحقن سكانها بكراهية أنفسهم السوداء وزرع خطابه في ممارسة ثقافة الكاشف العنصرية ، إنه في سبيل بقاء نفسه باع التراب لأنه لم يولد فيه ولا يحس تجاهه بقيمة تذكر، لذا إن درج القول على أن (التركي ولا المتورك) مقولة حقة وخيانة وطنية بائنة ظل يحملها الكاشف ويرمي بدائها بقية أبناء الوطن، لبرهان وتبيان على أن الخطاب هو نفس الخطاب الكاشفي وذات المنفعة الحدية الأنانية التي تبيع الوطن كله من أجل نفسها. إنه الشعور باللا انتماء في أنصع معانيه، فعندما يحس المرء أن التراب الذي ولد فيه ليس جذره وأصله ومنبته وأن الناس الأصليين فيه ما هم إلا وسائل منفعة ذاتية وحشرة شعبية سيبيعه برخص الفلوس ولا تنتابه وخذة ضمير ولا حكة أذن ليزدرد خيانته كما الماء القراح وفق سيرة الكاشف الأول الذي وهب كل الوطن من أجل بقائه الذاتي. [email protected]