هذا المقال يرجع الفضل في إثارته للكاتب فاروق عثمان في الرد على د. حيدر إبراهيم. ألا إن أول مفكر سوداني في العصر الحديث أثاب السودانيين من أقاصي الجنوب لمرجعيتهم الحق في كوش هو جون قرنق - الزراعي العسكري- كُثر من المتخصصين غير المتخصصين في الشأن (...)
في مثل هذا التوقيت من كل عام تتكرر بصورة مستدامة (نكيبة) صحية في أرجاء البلاد . تحتشد بجيوش عرمرم جنودها من الأكثر فتكًا بالإنسان القدري بالخصوص. إنها أفظع من الحروب الأهلية التي يتساقط فيها الجنود بالعشرات والمئات ثم ينتصر التعب على الفريقين فتخمد (...)
صرّح وزير خارجية روسيا في لقائه الصحفي يوم الأربعاء 12/04/2017م بما مفاده أن : (البشير وافق علي انفصال جنوب السودان مقابل "الجنائية") وحتى الآن لم ترُد حكومة البشير على (الكذب) الروسي بكذبة معتبرة ليلوكها السابلة وتنفخ بالوناتها أشداقهم - المكعوجة - (...)
تكرُّ أيام المناسبات وتدور في أيقونة أعياد عبر دولاب الزمان لدرجة أن أصبح المرء من كثرة روتينها لا يقف أمام محرابها ولو بمقدار وقفته لتحية العلَم . إلا أنه وبالنظر فيما هو حولنا نجد أن مصدر وجودنا الذي من رحمه أتينا قد تم تجاهل تكريمه اليومي بكل (...)
مما لا يمكن إغفال ملاحظته هو أن في يوم 19 ديسمبر 2016م شُوهدت صفوف من المجندين وهم يجوبون شوارع الخرطوم شبه الفارغة ويعبرون من نفق عفراء. هذا المشهد المرسوم بفرشاة استعراضية لإبراز القوة لترهيب المعتصمين المدنيين القابعين في بيوتهم وليس لتواجدهم في (...)
بلغ بمؤرخي التاريخ الإسلامي الأوائل حدُ التطابق في إطلاقهم على حقبة الخلفاء الأربعة، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي بالخلفاء الراشدين، فإذا كانت هذه الحقبة هي الحقبة الإسلامية الراشدة، فبلا أدنى شك أن حقب الملك العضوض لا ينطبق عليها هذا الوصف ولو تجييرًا. (...)
على افتراضٍ أن فكر ومبادئ ونتاج (الإسلامويين) منذ النشأة قامت على جذور جاهلية صلبة ترجع إلى ما قبل المائة والخمسين عامًا لظهور الإسلام، وبطرح الأدلة العقلية والنقلية على ذلك يتأتى إثباتها. وبعرض نماذج من تاريخها الطويل يإن الوقوف على الكثير من فساد (...)
نقلت الأخبار أن العديد من أعضاء المؤتمر الوطني الحاكم تقدموا للترشيح بصفة مستقلة في الانتخابات المزمع قيامها في أبريل القادم، وهذا مؤشر على أن أعضاء من داخل المؤتمر الوطني لا يرتضون هذه الانتخابات ليس لعدم شرعيتها وجدواها، وإنما لاستغنائهم من جنة (...)
بالنسبة لمواطني السودان عامّة، فإنه لم يكن عام 2014 عامًا تنسّموا فيه مقدار خردلة من فرح حتى ليقارنوه بسرمد أحزانهم التالدة، بل ولم تكن هذي السنة الآيلة للأفول ترسم علامة اختلاف فارقة عن سابقاتها ليتوقف المرء عندها لعقد المقارنة!
فعلى المستوى (...)
لم يتفق بعد علماء الإنسانيات على تعريف واحدٍ جامعٍ للثقافة ولكنهم لم يختلفوا كثيرًا على المصادر المكوّنة للثقافة الإنسانية، ومع عدم إغفال أهمية التوصل لتعريف مشترك إلا أن تحديد المصادر الأساسية للثقافة وجذورها له أهمية بالغة لكونه لا ينأى بعيدًا عن (...)
تزامنت فترة ما قبل استقلال السودان الصُّوَري وما بعدها مع أن الكثير من الدول الغربية غسلت أياديها المخضبة بالدماء من حقبة الحروب (العالمية) الساخنة لتغمسها في جرّة استراحة المحاربين التي عُرفت بعصر الحروب الباردة، فخرج ذاك العالم من حروبه الطاحنة (...)
لحرص مصر الاستراتيجي للتحكّم في مياه النيل إكسير حياتها كما قال هيرودوت: (مصر هِبة النيل) وإيمانًا منها بمقولة (من يتحكّم في السودان يستطع التحكم بمصر) وبعد أن أدركت مصر أن الطائفة الميرغنية ومن والاها في السودان لا يمكن الركون إليها في التمسك (...)
السودان المَغُولي أو الخراب المستدام "9 "
إبان حكم الإنجليز الذي تجاوز نصف قرن فقد مرّ كرسي الحكم في السودان لحدٍ ما بحالة من الاستقرار السياسي التي افتُقِدت زمنًا ترجع لعصور كوش، وكأنما تنطفئ صراعات كرسي الحكم فيما بين السودانيين متى ما تحكّم فيهم (...)
إن عام 1919م سودانيًا هو عام واحدٌ ولكنه بمقدار عامين: عام (سِفر الولاء) وعام بوادر الوعي الوطني الحقيقي: فهو العام الذي استخبث فيه الإنجليز فكرة (سِفر الولاء) التقسيمية بانتقاء وفدٍ من زعماء بعض القبائل والطوائف الدينية وإرسالهم برًا ثم بحرًا إلى (...)
يستنكِر كثير من المؤرخين أن تُطلق كلمة (استعمار) على الغزو الخارجي مثل غزو الإنجليز للسودان عام 1899م، فإن كان ليُسوَّغ لهم من باب الحس الوطني الطاغ كون كلمة استعمار تنطوي على غزوٍ غاشمٍ واستلاب سيادة وهو خلاف ما يظهر من تعمير وبناء، إلاّ أننا إذا (...)
اُستُعيض السودانيون من جور استيطان الحكام المتناحرين الانصرافيين الفنج والعنج والهمج بحكم الأتراك الذي تركّزت جل اهتماماته في الجمع بغلظة للذهب والمال والعبيد من السودان لتأسيس إمبراطورية في مصر تحاكي دول أوروبا المتقدمة في صيتها. فقد تم استبدال (...)
الآن نحن في عام (1323م) أمام هجوم الملك عيزانا ملك أكسوم الحبشية على مملكة المقرة ليضع اللمسات الأخيرة لإزالتها من الوجود بعد أن هدّت شكيمتها القبائل الغازية من الشمال بالهجمات المتتالية، فيفر حكامها غربًا حتى قيل إنهم بلغوا أرض قبيلة اليوروبا في (...)
قبل أكثر من أربعة آلاف سنة وذهب جمهور آخر من علماء الآثار بالقول قبل ستة آلاف سنة أي "4000 ق. م." قامت حضارة سودانية باسم كوش وعاصمتها كرمة قُدِّرت تخومها شمالاً إلى منطقة طيبة في مصر وشرقًا بالبحر الأحمر وغربًا بجبال تبيستي وجنوبًا بمملكة الشلك. (...)
إن تسليط الضُّوء على ملامح من تاريخ الإمبراطورية المغولية سيُعطي صورة قريبة للمقارنة ويكشف عن مدى التقارب ما بين الأمّتين "السودانية والمنغولية" من لدن ظهورهما وحتى المحصلات المأساوية التي انتهيا إليها، كما وأنه سيعزّز فكرة أن أية بدايات نشوء (...)
ولسوق الأدلة على أن مجتمع السودان مُنتشٍ بالبداوة الماحلة بدءًا من عصر الفونج وتاليه وأنه رعوي محض ومأخوذ جراء ذلك بالتفرّق المُفضي إلى الاحتراب والتقهقر ومنح ثغرات للعدو وحتى لا يُترك هذا الافتراض على عواهنه جُزافًا لتتناهبه الأهواء وأغراض الناس (...)
هذا المبحث مقارن ذو ممتح تاريخي، سياسي و نفس اجتماعي في متلازمة إنتاج الحرب المتأصّلة " الخراب المستيسَر مقابل التعمير المستصعب" في ثقافة السودان قُبيل قيام مملكة الفونج السنارية وحتى الوقت المعاصر من جهة وإمبراطورية المغول التي أسسها جنكيز خان (...)