الحلقة الثانية : فى الحلقة السابقة قدمنا لكتاب " صراع مع الموج لمؤلفه الكابتن سباح ممدوح مصطفى وأبنا فى المقدمة أنه عشق السباحة منذ يفاعته من حلفا القديمة وحتى عند قدومه إلى الخرطوم مع الأسرة ليجد التدريب والرعاية من المدرسة وإتحاد السباحة بالإضافة إلى الإصرار والعزيمة , وتعرضنا كذلك إلى تلك الديباجة الأنيقة التى قدم بها الأستاذ والشاعر والدبوماسى والصحافى صلاح أحمد إبراهيم لكتاب صراع مع الأمواج التى جاء فيها : ( البطولة مغالبة النفس فى وجه الضعف والتخاذل والإستسلام وهى الصمود فى وجه اليأس ) فى هذه الحلقة : قصة كفاح مع الماء : فيما يبدو دغدغ النيل ولجة مياهه المتلالئة , خيال السباح ممدوح مصطفى , حيث أمتد ذلك من حلفا القديمة موطن كابتن ممدوح وتبعه ذلك حتى الخرطوم , حيث تدله حبا بالمياه منذ سنوات باكرة وهو إبن الثامنة بالكلية القبطية وبعد فترة وجيزة أصبح لفريق السباحة بالكلية القبطية رغم تخوف الأسرة من أن ينصرف يافعهم عن الدراسة ناحية السباحة , لكنه لم يتنازل كابتن ممدوح من فرط عشقه للمياه والنيل فمثلما كان يتحدى أمواج النيل كان أيضا يتحمل العقوبة المزدوجة فى البيت والمدرسة , فهو حب الموهبة الذى الذى يجعلنا نتحدى ونركب كل الصعاب حتى نشبع رغباتنا دون خوف أو وجل , على الرغم من ذلك كان كابتن ممدوح يعمل بدأب وصبر للمؤامة ما بين الدراسة وما بين إشباع رغبته فى السباحة . من السباحة إلى الثلاث خشبات : غريبة هى هذه النقلة , نحن نعرف أن الواحد ينتقل من الدفاع إلى قلب الهجوم كلاعب إرتكاز , بعد أن يتلقى تدريبات وتوجيهات طفيفة من الجهاز الفنى , لقرب البيئة الرياضية للعبة , أما أن ينتقل اللاعب من على صدر الموج بتلاطماتها إلى حراسة الثلاث خشبات فهو أمر مدهش لأنه فى الحقيقة صعبة , وإن كان ربما هناك تلازم فيما بينهما فالسباحة تعطى المرونة والرشاقة واليقظة وهذا ما يتطلبه حراسة المرمى , إلا أنه يتطلب جهدا مضنيا وقدرا كبيرا من قوة التحمل والإرادة الفولاذية وكان هذا ما يتمتع به به السباح الكابتن ممدوح مصطفى وكنت قد قابلته منذ أسبوعين فى منزل الأستاذ محمود خضر السكرتير السابق لإتحاد السباحة فهو لايزال والحمد لله يتمتع بقدر عال من الرشاقة وسرعة البديهة والتركيز العالى رغم تقدم العمر مد الله فى أيامه ومتعه الله بالصحة والعافية بقدرما ما عانى وعانت معه الأمواج وهذا ما جعله حينها أن يتحول من سباح ماهر إلى حارس مرمى يشار إليه بالبنان أيضا كما فى السباحة , الشاهد بعد حصول كابتن ممدوح على الشهادة الإعدادية ودخوله مدرسة جمال عبد الناصر الثانوي بالخرطوم , فى تلك الفترة مارس هواية كرة القدم كحارس مرمى , وإنتهت تلك المرحلة بحصوله على الشهادة الثانوية المصرية بنجاح . كان واضحا من خلال سرد المؤلف فى كتابه أنه كان حارس مرمى لايشق له " دبار" , مما جعل أندية الخرطوم المتقدمة إذاك تسعى لضمه إلى صفوفها مثل نادى النيل والأهلى الخرطوميين , ثم نادى الهلال العصمى بعد ملاحقات كابتن سبت دودو له , حارس مرمى الهلال الدولى حينها . كما ان أستاذ التربية بمدرسة جمال عبد الناصر الثانوطية كان يسعى من ورائه لكى ينتقل كابتن ممدوح مؤلف كتاب " صراع مع الأمواج " إلى مصر الشقيقة , وشرطه أن يلتحق كابتن ممدوح بمعهد الهرم للتربية الرياضية وأن يوقع فى كشوفات نادى الزمالك المصرى , إلا أن إعتراضات الأسرة لاحقت كابتن ممدوح ومنعته من السفر إلى جمهورية مصر العربية وقتذاك الهرم الرياضى ومن الإلاق بنادى الزمالك كحارس مرمى , وذلك بعد أن إتصل والده بالقنصلية المصرية معترضا على سفر كابتن ممدوح بطل السودان فى السباحة إلى مصر وزج به فى كلية القانون بجامعة القاهرة فرع الخرطوم على غير رغبته , ومن هنا – كما ذكر فى كتابه - بدأت الهجرة العكسية " إلى حبيبتى السباحة من جديد " فى الحلقة القادمة : من كرة القدم إلى كرة الماء : " حرلسة برمائية " [email protected]