قال خبير قانوني ومحلل سياسى سوداني ان طلب نيجيريا بسحب اغلب قواتها المشاركة في حفظ السلام في دارفور قد يؤثر سلبا على الاوضاع في دارفور وربما يشجع دول اخرى بطلب سحب قواتها في حال شعرت بإنعدام الامن بالإقليم وعدم قدرة بعثة اليوناميد في حماية افرادها. وكانت قد طالبت دولة نيجيريا من الاممالمتحدة بسحب 1200 من قواتها المشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية من اقليم دارفور ودولة مالي. واكد الناطق باسم عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة كيران دويار بحسب وكالة رويترز للأنباء بان نيجيريا ابلغت رسميا الاممالمتحدة نيتها بسحب بعض من قواتها تصل لكتيبتين من البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور دون ان تحدد العدد المتوقع سحبه. ولكن بحسب معايير الاممالمتحدة يتكون الحجم القياسي لكتيبة حفظ السلام 850 جندي. وقال الخبير صالح محمود لسودان راديو سيرفس يوم الجمعة من الخرطوم ان سحب القوات النيجيرية سيكون له اثر سلبى في اضعاف البعثة المشتركة والغرض من تواجدها. وقال "القوة النيجيرية في اعتقادي هي مجموعة كبيرة ، يعني اكبر دولة مساهمة في القوات مع دول اخرى ولكن المهم في الامر انه اذا بدأت بسحب قواتها بالتأكيد سيتأثر الوضع في دارفور وبالتالي سيتم ليس فقط اضعاف القوات بتقليص العدد وبل سيتم اضعاف الفكرة من حيث المبدأ" واضاف محمود ان على مسئولية الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي اعادة تقييم وجود البعثة ومراجعة مهمتها ودعمها اللوجستي. واضاف "تظل هناك مسئولية من قبل مجلس الامن الدولي ومجلس السلم والامن الافريقي في مراجعة وتقييم الوضع في دارفور من جديد ومراجعة مسالة التفويض الممنوح للقوات المشتركة" وتابع " ولكن الاهم من ذلك هو تركيبة هذه القوات بمعني تأتي قوات من خارج الدول الافريقية وان تتوفر عتاد حربي لهذه القوات لان وجودها بالأعداد الكبيرة بدون عتاد حربي وامكانات ومعينات تقنية عالية اعتقد انه لا يخدم وجود هذه القوات هناك" وقال دبلوماسي مقيم في نيجيريا انه يعتقد بان قرار السحب جاء لان هناك حوجه لهذه القوات في بلدهم. ومما يذكر أن قوات حفظ السلام بدارفور قد تعرضت لهجوم عنيف خارج نيالا مما أودي بحياة سبعة من أفراد البعثة من اصل تنزانى، وجرح 17 آخرون، ولاقي الحادث إدانات دولية واسعة حيث تبادلت الحكومة والحركات المعارضة الاتهامات فيما بينهم بشان مسئولية الهجوم. ويذكر انه بحسب الأممالمتحدة أن عدد قوات بعثة حفظ السلام المشتركة الموجودة فى دارفور(اليوناميد) يفوق 19 ألف جندى.