ما ان يهم شهر الصيام بالرحيل إلا وتتناسى الأسر ايامه المتبقية ويتحول جل اهتماماتها الى الاستعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك، حيث تنشط الاسواق. وفي السودان ورغم الاوضاع الاقتصادية الضاغطة التي يعاني منها المواطن الا ان الحركة التجارية في الأسواق خلال الأسبوع الماضي كانت محيّرة للعيان، إذ لحظ المتجول في الاسواق السودانية الكثير من الاسر وهي تصطحب اطفالها الى محلات الملابس، وكذا الحال بالنسبة للافران التي شهدت هي الاخرى توافد النسوة والصبية وهم يحملون صوان الكعك، او الخبيز كما يحلو تسميته هنا . وشهدت «البيان» خلال جولة قامت بها في اسواق العاصمة السودانية الخرطوم حركة شرائية واسعة للسودانيين رغم موجات الغلاء الطاحنة التي يعيشها السودان والشكوى من ارتفاع الأسعار، واكتظت الأسواق بالباعة على أرصفة الطرق بكل ماهو جديد بجانب توافد الاسر برغم ما خلفته مياه الامطار التي هطلت خلال الايام الماضية من برك، غير ان الكثير ممن التقيناهم شكوا من الارتفاع الجنوني في الاسعار . يقول الصادق، الذي التقته «البيان» في السوق، إنّه أتى لكي يكسو ابنته فقط ولا ينوي شراء ملابس جديدة له او لزوجته لان ظروفه الاقتصادية لا تسمح. واضاف الصادق: «لولا فرحة طفلتي هذه لما دخلت السوق لانه لا يطاق». في المقابل، يرجع المواطن السوداني عبدالقادر ما تشهده اسعار الملبوسات من ارتفاع الى جشع التجار الذين يغتنمون فرصة العيد وتزاحم المواطنين على محالهم لاستغلالهم ورفع الاسعار دون ان يكون هناك مبرر في ظل انعدام رقابة السلطات والضمير . أسعار في المتناول ويشير منير، وهو صاحب محل للملبوسات الجاهزة بالسوق العربي وسط الخرطوم، إلى أنّ الاسعار في متناول الجميع. ويشدّد على انّ كل مواطن باستطاعته الشراء حسب مقدرته المالية حيث تتفاوت الاسعار بحسب اللبسة.. فيما عزا التاجر محمد احمد ارتفاع اسعار الملبوسات إلى الرسوم الجمركية التي زادتها الدولة خلال الايام الماضية. بدوره، قال معاذ وهو ايضا صاحب محل للملبوسات الجاهزة ان الحركة التجارية بدأت في الانتعاش بعد حالة الركود التي استمرت طوال ايام شهر رمضان. وأرجع معاذ ارتفاع الاسعار الي الانخفاض الحاد الذي شهده الجنيه السوداني مقابل العملات الصعبة سيما الدولار غير انه قال بان ذلك ليس مبررا كافيا للارتفاع حيث ان معظم الملبوسات المعروضة في السوق تم جلبها قبل انخفاض الجنيه السوداني. فرحة البيوت تشهد البيوت السودانية في ال 72 ساعة التي تسبق العيد حراكاً من نوع اخر وهو التجهيز للعيد بإعداد الخبائز الفطائر حيث تكتظ الافران بصينية الخبيز وبأشكال مختلفة. تقول نعمات التي التقتها «البيان» وهي تحمل "صينية تتجه بها الى الفرن ان اسرتها لا تستطيع الاستغناء عن الخبيز رغم تكاليف اعداده المرتفعة وضيق ذات اليد بسبب اصرار اطفالها عليه. البيان