الخرطوم : هويدا المكي : قبل ان يستقر وضع المتضررين من السيول والامطار بمناطق شرق النيل ، ارتفع منسوب النيل الازرق ووصل المنسوب الي «16.86» مترا و تعذر التصريف الطبيعي واصبح ارتفاع النيل اعلي من المصارف مما استدعي الجهات المعنية تحذير مواطني المناطق المحاذية للنيل وتعزيز مناطق «بري والمنشية وقاردن سيتي » حيث ابدي سكانها القلق والخوف من الارتفاع الذي فاق المعدل المتوقع له من خلال الاعوام السابقة.. التقت «الصحافة » مجموعة من مواطني المناطق المجاورة للنيل الذين ابدوا خوفهم من اندفاع النيل خاصة لم تتبق غير بضعة امتار حتي يصل منازلهم وابتدر الحديث احد سكان منطقة بري المواطن عادل أحمد وابدي تخوفه وقلقه لارتفاع مناسيب النيل وقال ان جميع الذين يقطنون علي الشريط النيلي يعيشون حالة من الارهاب والتوتر خوفا من اندفاع النيل واجتياحه المنازل، وقال منذ ان سكن في تلك المنطقة لم يشهد ارتفاعا لمنسوب النيل مثل هذه المرة ، حيث بات النيل علي مرمي حجر من المنازل ويتوقع دخوله المنازل بين ليل وضحاه ، مبينا انه لم يذق طعم النوم منذ خروجه من مصبه الطبيعي . ومن جانبه قال المواطن سيف الدين على الرغم من تحوطات الجهات المعنية الا ان الخوف يسيطر علي اهالي المنطقة خاصة ان النيل يزداد يوميا واذا ازدادت نسبة فيضانه خلال الايام القادمة لاتستطيع الجهات ذات الصلة مجابهته والسيطرة عليه ، موضحا انه يسكن قرابة العشرين عاما لم تتعرض المنطقة الي فيضان كهذا العام لذلك ابدي تخوفه وانزعاجه ، وقال من الاشياء التي باتت مزعجة تخوف الاسر علي الاطفال من الغرق خاصة ان النيل علي ابواب المنازل مؤكدا ان جميع اهالي المنطقة الكبار لم يخرجوا من منازلهم خوفا من حدوث اي مكروه لاسرهم ، اما الحاجة علوية التي وجدناها تنظر الي النيل بعمق وكأنها تحسب المسافة التي تبقت بين النيل ومنزلها وتناجيه سرا ان يتراجع الي مجراه الطبيعي لان اهالي المنطقة ليس بمقدورهم ان يتحملوا مايصيبهم من فيضانه، وقالت ان مواطني المنطقة يعيشون حالة من الرعب خاصة ان فيضان النيل يختلف كثيرا عن السيول والامطار ، وقارنت ماحدث لمناطق شرق النيل بسبب السيول والامطار وما سيحدث لهم من فيضان خاصة ان النيل منسوبه يفوق السيول والامطار ولاتستطيع الجهات المختصة حمايتنا ، وعلي الشريط النيلي بمنطقة «ابروف » وجدنا مجموعة من الصيادين وقال الصياد فضل الله له انه قرابة العشرين عاما يمارس مهنة الصيد علي النيل ولم يشهد ارتفاعا لمنسوب النيل مثل هذا العام ، مؤكدا ان ارتفاع النيل يزداد يوميا بحكم من تواجده علي النيل بصورة دائمة . حيث وجه وزير التخطيط والبنى التحتية المهندس الرشيد عثمان فقيري العاملين في طلمبات مصبات النيل بالعمل علي مدار الساعة لمراقبة المصارف التي اغلقت تحوطا من دخول النيل من خلالها الي اليابسة بعد الارتفاع الكبير في منسوب النيل الازرق امس وامر باستمرار عمل طلمبات المصبات لرفع مياه المصارف الي النيل . ومن جانبه كشفت الادارة العامة للدفاع المدني عن ارتفاع مناسيب النيل في معظم الاحباس وحذرت من السكن في الجزر ومناطق الهشاشة علي شواطئ النيل، وعزا مدير ادارة الدفاع المدني ارتفاع مناسيب النيل لهطول امطار غزيرة في الهضبة الاثيوبية التي ادت الي ارتفاع المناسيب في الاحباس العليا حيث وجه المواطنين القاطنين في الجزر ومناطق الهشاشة بضرورة اخذ الحيطة والحذر لضمان سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم من اي مخاطر محتملة من فيضان النيل . كما اعلنت اللجنة العليا للفيضان بوزارة الموارد المائية والكهرباء عن مواصلة مناسيب النيل في معظم الاحباس العليا للاستقرار بينما يشهد الحبس خزان مروي الدبة دنقلا والحبس خزان خشم القربةعطبرة ارتفاعا في المناسيب بعد ان شهدا انخفاضا واستقرارا في مناسيب الامس . واوضحت اللجنة في بيانها اليومي للمناسيب ان الحبس الدمازين سنار والحبس سنار الخرطوم والحبس الخرطومعطبرة خزان مروي سيشهد استقرارا في المناسيب، مشيرة الي تواصل وجود السحب الممطرة في الهضبة الاثيوبية، مجددا دعواتهم للمواطنين والجهات المختصة لاتخاذ التحوطات اللازمة لحماية الارواح والممتلكات. وفي السياق ذاته توقعت ولاية سنار موجة مدمرة من النيل الازرق علي القطاع البستاني بالولاية، وقال مدير عام وزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة علي مدني ان موجة مدمرة للقطاع البستاني بالولاية ربما تصل للقطاع خلال «48» ساعة وفقا للزيادة المهولة في محطة الديم ، ودعا المواطنين الي اخذ الحيطة والحذر حفاظا علي ارواحهم وممتلكاتهم ، كما دعا المتعاملين مع المواعين النهرية الي ضرورة مراعاة الحمولة الزائدة وتوخي العبور في الظروف المناسبة ونبه الي ان النيل مازال في قمة فيضانه .