1 تفتقد الخرطوم الى الحراك الثقافي والفني لذا أصاب نوع من الكسل غالبية المبدعين (شعراء ..فنانين ..ممثلين) لأن المواعين التي تساعد على نقل إبداعاتهم على اختلافها؛ بدايةً ضاقت الى أن أصبحت معدومة تماماً؛ فالشاعر يكتب أغنية ويقدمها لمطرب ما؛ فتبقى حبيسة الأضابير لسنوات؛ وقبل أن يدفع بها الى مكتبته؛ يغطي الوسيط الذي وُضعت عليه الغبار؛ طاف بها على عدد من الاذاعات العاملة على موجة الإف إم أو فضائية ما؛ ولكن للأسف بعض منها يستغل حوجة الفنان الى بث إبداعاته ولايمانعون في بثها في حال استغنائه عن حقه المادي. 2 عندما كان السموأل خلف الله وزيراً للثقافة؛ استطاع أن ينعش ليالي الخرطوم بفعاليات شعرية، وغنائية، ومسرحية؛ وكان وقتها لايحتاج أحدنا أن يسأل نفسه "أين أسهر هذا المساء؟"؛ فالرجل قدم أماسي الخرطوم، وأم درمان؛ وكرَّم الشعراء والفنانين إلخ؛ أما الآن فحال ليالي الخرطوم يغني عن سؤالها؛ فلم تعد هنالك مهرجانات ولا فعاليات بعد أن أعيد دمج وزارة الثقافة مع الاعلام من جديد؛ وحتى وزارة الثقافة الولائية لاحس ولاخبر؛ وحتى مواسم الخرطوم المسرحية عجزت عن جذب الجمهور اليها؛ ولازال الجمهور يتدفق الى مسرح قاعة الصداقة؛ ويهجر المسرح القومي. 3 لا أدري لماذا صمت المسرحيون الشباب الذين قادوا قبل فترة ثورة ضد المواسم المسرحية التي رعتها وزارة الثقافة الولائية؛ وقالوا يومها عبر المؤتمر الصحفي الذي عقدوه قبل عدة أشهر بمركز طيبة برس وخرجو منه بعدة توصيات حتى هذه اللحظة لم نرَ إحداها عانقت أرض الواقع رغم أن هؤلاء الشباب تقدمهم أمين صديق، وربيع يوسف الكاتبان والمخرجان؛ ولكن على ما يبدو إن حماسهم وبقية المجموعة قد فتر؛ وعزيمتهم على كشف فساد لجنة المواسم المسرحية على حد تعبيرهم التي لم تنفذ شروط الاشتراك في المواسم؛ ومن ثم ارتكبت عدة تجاوزات؛ ونبعث اليهم اليوم برسالة مفادها "لا أسكت الله لكم حساً". [email protected]