تصريحات عقار .. هذا الضفدع من ذاك الورل    طموح خليجي لزيادة مداخيل السياحة عبر «التأشيرة الموحدة»    السعودية تتجه لجمع نحو 13 مليار دولار من بيع جديد لأسهم في أرامكو    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    عزمي عبد الرازق يكتب: قاعدة روسية على الساحل السوداني.. حقيقة أم مناورة سياسية؟    الحلو والمؤتمر السوداني: التأكيد على التزام الطرفين بمبدأ ثورة ديسمبر المجيدة    هلالاب جدة قلة قليلة..لا يقرعوا الطبل خلف فنان واحد !!    مذكرة تفاهم بين النيل الازرق والشركة السودانية للمناطق والاسواق الحرة    عقار يلتقي وفد المحليات الشرقية بولاية جنوب كردفان    سنار.. إبادة كريمات وحبوب زيادة الوزن وشباك صيد الأسماك وكميات من الصمغ العربي    (شن جاب لي جاب وشن بلم القمري مع السنبر)    شائعة وفاة كسلا انطلقت من اسمرا    اكتمال الترتيبات لبدء امتحانات الشهادة الابتدائية بنهر النيل بالسبت    كيف جمع محمد صلاح ثروته؟    اختيار سبعة لاعبين من الدوريات الخارجية لمنتخب الشباب – من هم؟    حكم بالسجن وحرمان من النشاط الكروي بحق لاعب الأهلي المصري حسين الشحات    شاهد بالفيديو.. القائد الميداني لقوات الدعم السريع ياجوج وماجوج يفجر المفاجأت: (نحنا بعد دا عرفنا أي حاجة.. الجيش ما بنتهي وقوات الشعب المسلحة ستظل كما هي)    المريخ السوداني يوافق على المشاركة في الدوري الموريتاني    شاهد بالفيديو.. مستشار حميدتي يبكي ويذرف الدموع على الهواء مباشرة: (يجب أن ندعم ونساند قواتنا المسلحة والمؤتمرات دي كلها كلام فارغ ولن تجلب لنا السلام) وساخرون: (تبكي بس)    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني أبو رهف يلتقي بحسناء "دعامية" فائقة الجمال ويطلب منها الزواج والحسناء تتجاوب معه بالضحكات وتوافق على طلبه: (العرس بعد خالي حميدتي يجيب الديمقراطية)    شاهد بالفيديو.. بصوت جميل وطروب وفي استراحة محارب.. أفراد من القوات المشتركة بمدينة الفاشر يغنون رائعة الفنان الكبير أبو عركي البخيت (بوعدك يا ذاتي يا أقرب قريبة) مستخدمين آلة الربابة    مصر ترفع سعر الخبز المدعوم لأول مرة منذ 30 عاما    السلطات السعودية تحذر من نقل أو ايواء مخالفي انظمة الحج    هكذا قتلت قاسم سليماني    الكعبي يقود أولمبياكوس لقتل فيورنتينا وحصد لقب دوري المؤتمر    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي ليوم الأربعاء    خبير سوداني يحاضر في وكالة الأنباء الليبية عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    الموساد هدد المدعية السابقة للجنائية الدولية لتتخلى عن التحقيق في جرائم حرب    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    السعودية: وفاة الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود بن فيصل آل سعود    والي ولاية البحر الأحمر يشهد حملة النظافة الكبرى لسوق مدينة بورتسودان بمشاركة القوات المشتركة    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يترأس اجتماع هيئة قيادة شرطة الولاية    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    بيومي فؤاد يخسر الرهان    نجل نتانياهو ينشر فيديو تهديد بانقلاب عسكري    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    بالنسبة ل (الفتى المدهش) جعفر فالأمر يختلف لانه ما زال يتلمس خطواته في درب العمالة    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين حسن عمر : إذا هوجمت مواقع للشرطة بالرصاص الحي، وبما يهدد حياة الأشخاص، هناك قواعد معينة للتصرف باستخدام السلاح
نشر في الراكوبة يوم 29 - 10 - 2013

يتابع الناس هذه الأيام باهتمام ما يدور من حراك داخل حزب المؤتمر الوطني بين التنظيم وتيار الإصلاحيين بقيادة "غازي صلاح الدين"، الذي وصل مرحلة فصل بعض متبني الإصلاح بحجة تجاوز مؤسسات الحزب. ولم تكن القواعد بعيدة من هذا الحراك الكثيف حيث ظلت ترصد المجالس نقاشات مستفيضة بين مؤيدين ومعارضين لما تم طرحه من قبل تيار الإصلاحيين. المراقبون كذلك أصبحوا يطرحون توقعاتهم لمستقبل مآلات هذا الحراك ، فمنهم من رأى أن ما يدور يعيد سيناريو مفاصلة الإسلاميين الأول، بينما يرى آخرون أن الحزب قد يعيد من اختلفوا معه في الرؤية الإصلاحية. ولمعرفة رأي قيادات ومفكري المؤتمر الوطني التقت (المجهر) بالدكتور "أمين حسن عمر" في حوار تناول قضايا الإصلاح وموقف حزبه منها فإلى التفاصيل.
} المشهد السياسي يشهد حراكاً واسعاً ومن بين هذا الحراك هناك تباينات داخل المؤتمر الوطني، فكيف تنظر وتفهم ما يدور في حزبكم ...؟
- إذا بدأنا بالمؤتمر الوطني فكرته أساسا تقوم على تعدد المنابر ،سمي مؤتمراً ولم يسمَّ حزباً،لأن عند التصور الأولي له كان التفكير أن هذا حزب واسع. ولو تذكرون ورث نظام ما يسمى بنظام المؤتمرات، وكانت فكرة المؤتمر أن تتحول المؤتمرات إلى منابر داخل الحزب العريض، ويحصل حوار بينها سواء أكانت هذه المنابر أسبابها جغرافية مثل منبر الجنوب أو أي منابر أخرى أو أسبابها فكرية، لأنك تريد جمع الناس على المستوى الوطني ،وهذا يعني أنه لابد من اتساع الدائرة إلى أشكال وأنماط، القاعدة الوحيدة أن الجميع متفاهمون، والمؤسسون أسسوا هذا على أساس تركيبة وطنية إسلامية، حتى الذين دخلوا من الوطنيين كانوا يفهمون ذلك.
} يفهمون ماذا؟
- يفهمون أن المرجعية الفكرية للتيار الغالب هي المرجعية الإسلامية لكنها متسع، ليس فقط للمخالف للمرجعية الفكرية بل كذلك للمخالف للدين نفسه. ولهذا السبب قبل المؤتمر الوطني في المكتب القيادي قيادات من غير المسلمين، ففكرة أنه متسع لتعدد الآراء والمجموعات، فكرة مسلم بها لا خلاف عليها.
} لكن ربما غير واضحة للناس ؟
- صحيح أنها غريبة على الثقافة السودانية السياسية، لأن الناس يفتكرون أن للحزب رؤية واحدة ومركزية، فهناك رؤية عمومية متفق عليها، ولكن هناك اتفاق متضمن هو أن يقبل التنوع داخل هذا الإطار العريض.
} .إذا كان الأمر كذلك لماذا ضاق المؤتمر الوطني ذرعاً بوجود تيار إصلاحي داخله...؟
- من قال إنه ضاق ذرعاً هذا تحليل ،في كل يوم ترفع مذكرات يعلن عن بعضها ولا يعلن عن الآخر، وهناك من يطلبون مقابلة القيادات ،كل يوم تكون هناك آراء مختلفة أحيانا تتبلور في هذا الشكل، بعض شباب سائحين عندما قابلوني قالوا لديهم مبادرة للإصلاح، وعندما قرأت ورقتهم أعطيتهم ورقة كان قد أجازها المكتب القيادي والمؤتمر العام، على أساس أنها أفق للتحرك نحو الإصلاح أطلق عليها اسم (ورقة أفق جديد)
قلت لهم ابحثوا هل هناك اختلاف كبير عن ورقتكم.
} ما بدر من تعامل مع الإصلاحيين فسر بأنه أزمة طالت الأفكار في المؤتمر الوطني ....؟
- لا يوجد ضيق في الأفكار أحيانا هناك نوع من استبطاء بعض الناس للإصلاح ،بعض الناس أحيانا موقفهم تجاه الإصلاحات سلبي وبعضهم موقفه تجاه الإصلاحات متعجل وبعضهم موقفه تجاه الإصلاحات خاطئ،وأضرب لكم مثالاً فيما يسمى بالمذكرة المفتوحة التي تظل خطأ فادحاً لمجموعة من إخوان نحن نحترمهم ونقدرهم، ونشعر أنهم أصحاب أفكار ونوايا حسنة لكن كان هناك خطأ فادح.
} فيم تمثل هذا الخطأ ؟
- تمثل في توقيتها وتجاهلها لمؤسسات الحزب.
} متبنوها برروا هذا الأمر بأن التوقيت توافق مع ما تناولوه من أحداث ؟
- أي حدث، هم أعضاء في الحزب وشاركوا بصورة أو بأخرى في اتخاذ القرارات داخله.
} هم قالوا منذ فترة طويلة لم يشاركوا في اجتماعات الحزب ؟
- ليس بالضرورة أن يشارك كل شخص في الاجتماعات ،ألم ينتخبوا المؤسسات القيادية التي قامت باتخاذ القرار.
} كذلك من بين أسبابهم ووفقاً لما ذكروه أن 90% من عضوية المؤتمر الوطني كانوا ضد القرارات الاقتصادية الأخيرة، رغم ذلك طبقت ألم يكن فيه تجاوز للأغلبية ؟
- هذا كلام مجاني، أنا أفهم قد يكون هناك استياء واسع لدى القواعد من هذه القرارات، لكن هذا لم يكن دليلاً على رفضهم لهذه السياسات.
} .دليل على ماذا إذن ..؟
- كان بعضهم إما يشعر أنها قاسية وهذا شعور عام حتى عند الذين اتخذوا القرار أنفسهم، أو كان لديهم شعور بأن التوقيت غير مناسب ويمكن أن يستمر الناس في السياسات السابقة لبعض الوقت، حتى في المكتب القيادي كان هناك اختلاف في التقديرات ثم اتخذ القرار ،وبعد اتخاذه لا يجوز لأحد الاعتراض، لأن هذا رأي المؤسسة.
} حتى إذا كان رأي الأغلبية ضده؟
- الأغلبية تفهم في الإطار المؤسسي الذي يتخذ القرار هي التي يعتز بها، أحيانا المزاج العام يكون ضد سياسة ناجعة لمجرد تخوفات أو أي أسباب أخرى، والقيادة هي التي تقدر التقديرات وهى قيادة منتخبة وليست مفروضة، والمكتب القيادي اجتمع واتخذ القرار وقد يختلف معه بعضهم وقد يختلف البعض مع تفاصيله، لكن كان الجميع موجودين وكان يمكن أن يعبروا خاصة أن عدداً منهم أعضاء في المكتب القيادي.
} قد يكونوا قد عبروا ؟
- قد يكونوا عبروا ولم يتخذ برأيهم هذا أمر مشروع، لكن بعد أن اتخذ القرار من المؤسسات لم يعجبني حديث بعضهم عن أن هذه مؤسسات كرتونية وشكلية لا يعتد بها، هذا كلام غير مسؤول إذا كنت جزءاً من حزب لابد أن تحترم مؤسساته وتصلحها من الداخل ليس هناك سبب للحديث عن إضعافها.
} قالوا إنهم ظلوا منذ فترة طويلة يدعون للإصلاح وخرجوا للعامة عندما باءت مجهوداتهم بالفشل داخل التنظيم ؟
- من قال إن الإصلاح مربوط بزمن؟ أول ما أسس الحزب كانت هناك حاجة للإصلاح ،هل ضمنا لما أسسنا الحزب أنه كامل؟ ،ليس كاملاً وهذا يعني أن هناك حاجة مستمرة للإصلاح.
} ربما كانت الاستجابة ضعيفة ؟
- قد يكون مستوى الاستجابة ضعيفاً ومخيباً للآمال، لكن هل هذا استبداد فرد، أم أن هذا كان مستوى استجابة المؤسسة نفسها للإصلاح. (سيبوا المؤسسة والحزب) المجتمع نفسه هناك أشياء خاطئة فيه، واستجابته لإصلاحها ضعيفة وليس هناك شك في ذلك.
} مثل ماذا؟
- هل هناك شك أن قضية مثل ختان الإناث حاجة سيئة ومضرة من الناحية الصحية والنفسية، والمجتمع مدرك أن هذه عادة سيئة فهل استجابة المجتمع للإصلاح فعالة. هذا أمر طبيعي في أي كيان ليس بالضرورة أن ترتقي رغبة الإصلاح لدى كل الناس، والسرعة في إنفاذه بذات المستوى.
} لماذا حدث تجاوز للنظام الأساسي عندما أراد المؤتمر الوطني محاسبة عضويته ؟
- لا أريد الخوض في هذه التفاصيل أنا لا أتحدث عن المحاسبة أو اللوائح، وإنما أتحدث عن الخروج بمذكرة مفتوحة في هذا التوقيت ببعض المعلومات الخاطئة التي لم يكن بعضها دقيقا، ولم يتحقق منها فهذا مقصود منه إصلاح أم تسجيل موقف.
} حسب قولهم المقصود إصلاح ؟
- حتى إذا كان المقصود إصلاحاً فالتوقيت خاطيء، ربما دفع لذلك شعورهم بمحاولة مضاغطة الحزب حتى يتراجع عن سياساته، وهذا خطأ أيضاً لأن محاولة ضغط الحزب من الخارج ليس صحيحاً.
} .لكن الإعلام نظر إليهم بوصفهم حركة تصحيحية؟
- أعتقد أن القضية تم تضخيمها بسبب البعد الإعلامي لها، هناك جهات كثيرة أرادت القول إن قيادات في مؤتمر الوطني غير مقتنعة بهذه السياسة.
} أليس صحيحاً هذا القول ؟
- هذا لا يحتاج لدليل أي سياسة عندما تتخذ سيكون هناك تحفظ لبعض القيادات عليها، وقد تكون بعضها رافضة لهذه السياسات لكن عندما يتخذ القرار السلوك الصحيح يجب أن تلتزم إما بتأييد هذه السياسة أو بالالتزام بها ،بعض الناس كان لديهم آراء نشرت تجاه سياسات محددة لكن عندما أجازت المؤسسات السياسة التزموا بالصمت، وهذا يعبر عن المؤسسية وإذا أنا لا أريد الالتزام بسياسات الحزب لماذا انتميت له (يعني ألتزم فقط عندما يتوافق معي) كأن مطلوباً من الآخرين أن يتبعوني.
} عدم الالتزام كان بسبب تجاوزات قانونية كثيرة من بينها ما حدث من قبل لجنة المحاسبة ؟
- لا أريد الحديث عن هذا الأمر،هذه اللجنة لجنة دائمة للمحاسبة يرأسها "أحمد إبراهيم الطاهر"، صحيح أن من حق أي إنسان مقدم للمحاسبة أن يعترض على بعض أعضاء اللجنة، كما يجوز لبعض أعضاء اللجنة الذين يعتقدون وجود حرج بسبب مواقف مسبقة أن يخرجوا استشعاراً للحرج
} ..هم قدموا المذكرة للرئيس كمواطنين وليس أعضاء بالحزب حسب ما ذكروا فلماذا يحاسبوا .؟
- القول إن المذكرة للرئيس ونحن مواطنون هذا عذر غير مقبول، لأنهم أعضاء في الحزب وفي المذكرة انتقدوا الحزب وسياساته، إذن الأمر متعلق بالحزب (بعدين تجمع كل الكلام مع بعضه )هناك شعور بعدم مقبولية لكلمة الحزب ومؤسساته وتجاوزه للرئيس.
} باعتبار الرئيس مؤسسة؟
- الرئيس وحده ليس مؤسسة في الحزب هو جزء من مؤسسة قيادية، لذلك حتى إذا اقتنع بسياسة ،أقصى ما يمكن أن يفعله هو أن يأتي بهذه السياسة للمؤسسة القيادية لاتخاذ القرار.
} بعض الناس يحسبك من المناصرين للتيار الإصلاحي؟
- أنا لدي تعاطف كثير مع قلق بعض إخواننا من بطء عملية الإصلاح، ومتفهم لذلك لكن غير متفهم لطريقة التحدي لمؤسسات الحزب.
} هل هناك إصلاح داخل الحزب؟
- هناك إصلاح مستمر إلا أنه أبطأ مما يتوق إليه البعض، لكن بعض الناس قد يرون هناك تسارع.
} كيف؟
- أذكر في عام 1998 عندما كان الناس يتحدثون عن التعددية لم يكن هناك من يتحدث عن أنها سيئة، وإنما كان هناك تياران ، تيار كان يرى ضرورة تطبيقها الآن والتيار الآخر كان يرى أن الوقت غير مناسب بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية، فالناس يتفاوتون هناك من يحبون التحرك السريع بطبعهم وهناك من هو حذ، وأعتقد وجودهم في مكان واحد مفيد.
} مفيد في ماذا؟
- المتسارعون يمكن أن يدفعوا المتباطئين والمتباطئون يمكن أن يوقفوا تعجل المتسارعين.
} .لكن مواجهة من دعوا للإصلاح بهذه الصورة أعطى انطباعاً بعدم السماح بطرح مثل هذه الرؤى .؟
- ليس هناك مشكلة في القضايا المثارة، معظم الناس يرون نفس هذه الآراء وهناك وثيقة للإصلاح جاءت بمبادرة من المكتب القيادي وأجازها المؤتمر العام، والآن هي الموجه للسياسات. المشكلة ليست في مقاصد الإصلاح وإنما في مستوى الإنفاذ والقول بأن ال(31) هم الإصلاحيون والبقية غير إصلاحية قول خطأ ومضر بقضية الإصلاح نفسها، هناك تيار واسع يريد الإصلاح ويستبطئون خطواته، لكن انحصر الأمر في عدد محدود من فهذه ظواهر احتجاجية
} لماذا تصفهم بذلك وكنت قبل ذلك ضمن مذكرة العشرة ؟
- لعلمك أنا كنت واحدا ضمن من اشتركوا في مذكرة ال(10) وجزءاً أساسياً في من وضعوها ،لكن لم أوقع عليها، لأنني اختلفت معهم في أسلوب تقديم المذكرة بأن لا تقدم للأمين العام إنما لرئيس مجلس الشورى، لأنها ستكون كانها شكوى وليست دعوة، لذلك اختلفنا والآن أفتكر مذكرة ما سميت بالإصلاح أخطأت في التوقيت وطريقة نشر المعلومات الواردة فيها.
} لكن في النهاية أعضاؤها مع الإصلاح؟
- لا أستطيع أن أقول إن هؤلاء ضد الإصلاح، وأنا ذهبت إلى"غازي" في منزله وقلت له إن السلوك المتمثل في الاحتجاجات سلوك خاطيء، لأنهم يصبحون وكأنهم يعطون شرعية للاحتجاجات والسلوك الخاطيء، والحكومة تعلم أن هنالك استياء حتى من ضمن عضويتها ولابد من تنفيس هذا الاستياء، لكن بعض الأطراف استغلت الاستياء والتخريب لإسقاط النظام، وجاء البيان وكأنه يحمل الحكومة مسؤولية الإفراط في استخدام العنف لمجرد انطباعات وليس حقائق.
"أمين حسن عمر" في حوار تناول قضايا الإصلاح وموقف حزبه منها. كما أن الحوار تطرق للتظاهرات الأخيرة، وطرحت على الدكتور أمين التساؤلات التي تتردد عن نتائجها فكانت إفاداته واضحة وصريحة فيها وفي غيرها من القضايا فإلى التفاصيل:
} معروف عن الدكتور "أمين ميله نحو الإصلاح، لماذا لم تنضم لمجموعة الإصلاح؟
-أنا لم أرَ في المؤتمر الوطني أشخاصاً استطيع أن أقول إنهم ضد الإصلاح، صحيح هناك تفاوت في شعور البعض بالحاجة العاجلة للإصلاح، وأعتقد أن هناك مشكلة بطء في إجراء إصلاحات ضرورية بما يهدد بعض الإنجازات، فمن الأفضل أن يتم ذلك داخل مؤسسات الحزب، وليس من خارجه باستخدام أسلوب المضاغطة.
} قبل ذلك كنت ضمن المشاركين في مذكرة العشرة المشهورة، ألم تكن وسيلة من وسائل الضغط؟
-لعلمك أنا كنت واحداً ضمن من وقعوا على مذكرة ال(10)، وجزءاً أساسياً في من وضعوها، ولكن لم أوقع عليها، فرغم اشتراكي معهم اختلفت معهم في أسلوب تقديم المذكرة، وأن تقديمها ليس للأمين العام إنما لرئيس مجلس الشورى؛ لذلك كأنها شكوى وليست دعوة، لذلك اختلفنا ولذلك أنا بفتكر نموذج الحالة الأخيرة في هذا التوقيت ورفع مذكرة سميت الإصلاح أنا أفهم أنها خطأ، والخطأ في التوقيت وطريقة نشر المعلومات الواردة فيها.
} معروف أن المجموعة الإصلاحية تضم شخصيات عرفت بتميزها الفكري والسياسي فهل تخشون أصحاب الفكر الثاقب؟
-نحن ندرك أنهم أصحاب فكر ثاقب، ونواياهم غير متهمة، ولكن ليس معنى هذا أن لا نقول لهم إنكم أخطأتم، وإلا ليس من حقهم أن يقولوا لحزبهم أنه أخطأ. جزء من السجال الديمقراطي داخل الحزب أن نقول لهم أخطأتم، ونحن لم نجاملهم وتحدثنا مع بعضهم، ولا أعتقد أن مواقفهم جميعاً متشابهة. صحيح أن اتجاههم نحو الإصلاح واحد، لكن بعضهم في تصريحاته أقرب للمتمردين والخوارج وبعضهم لديه تصريحات متزنة، وهذا طبيعي لأنهم ليسوا حزباً. أنا شخصياً لا استطيع أن أقول إن هؤلاء ضد الإصلاح، وقد ذهبت إلى "غازي" في منزله، وقلت له إن هذا السلوك هو سلوك خاطئ والتوقيت خاطئ أيضاً.
} أن تنادي بالإصلاح هو سلوك خاطئ؟
-الحكومة كانت تعلم بوجود استياء من الإجراءات الاقتصادية ضمن قواعدها، وأي إصلاح ليس عصا "موسى". على أي حال أنا أعتقد أن القضية أعطيت حجماً أكبر من حجمها، وأن قضية الإصلاح مهمة وقضية مستمرة وليست إصلاحاً للمؤتمر الوطني، وإنما إصلاح الحياة السياسية في السودان كلها، فالحياة السياسية في السودان كلها (معطوبة) وتحتاج إلى إصلاح جوهري، وأنا أتحدث عن نظام سياسي تفاعلي ولابد أن يكون فيه قدر من الاختلاف، وفيه قدر من التشابه لبناء النظام والاختلاف حتى يحدث تنافس.
} ربما المسألة محتاجة لقدر من الحرية؟
-الآن الحرية السياسية داخل الأحزاب السياسية أفضل من السابق، زمان ما كان في حرية كان في (سيد واحد) حتى في الأحزاب الأيديولوجية "عبد الخالق" و"الترابي" أي حاجة، الآن الحرية داخل الأحزاب السياسية أفضل من السابق، ولكن تدهورت جوانب أخرى داخل الحياة السياسية.
} قيل أن مجموعة الإصلاحيين مسنودة بقاعدة عريضة داخل الحزب؟
-القول إن هناك مجموعات متعاطفة مع اتجاهات رأي لهذه المجموعة مقبول، لكن القول إن هؤلاء المتعاطفين يقرون هذا الأسلوب غير صحيح، وفي رأيي أن التوقيت الذي خرجت فيه المجموعة بالمطالبة بالإصلاح كان خاطئاً.
} لماذا كان التوقيت خاطئاً ؟
-لأن هناك احتجاجات وتخريب ومظاهرات، وكأنهم يعطون شرعية لهذا السلوك، الاحتجاجات على سياسة بطريقة سليمة ليس مشكلة، والحكومة تعلم أن هنالك استياءً حتى من ضمن عضويتها، وأنه لابد من تنفيس هذا الاستياء، لكن بعض الأطراف، وأنا لا أقول إن كل من عارض سياسة كان جزءاً من مؤامرة ضد البلد، لكن بعض الجهات استغلت الاستياء للتخريب، وفي محاولة إسقاط النظام نشأت حالة من الفوضى. في هذا الظرف كان نوعاً من الخذلان أن تعلن تلك المجموعة معارضتها لسياسة الحزب، خاصة كما حمّلت الحكومة مسؤولية الإفراط في استخدام العنف، دون أن يمتلكوا المعلومات والتحقيقات، وإنما لمجرد الانطباع فقط، صحيح أننا لا نقبل أي إفراط في استخدام العنف لأنها مسؤولية دينية قبل أن تكون قانونية، كيف يجوز لإنسان أن يقتل إنساناً لمجرد اختلاف الرأي.
} ولكن تم قتل مواطنين؟
-كون هذا حدث فهذا ما ستثبته الإجراءات القضائية، وليس انطباعات الأشخاص، هناك إجراءات متفق عليها عندما يحدث أي إجراء لديه طابع جنائي، سواءً كان من جانب المواطنين أو من جانب جهة مطبقة للقانون تحولت من تطبيق القانون لفعل جنائي، هذا ما ستحدده الترتيبات الجنائية والقضائية المتعارف عليها، وستظهره نتائج التحقيقات.
} التحقيقات في مثل هذه القضايا لا تكتمل ولا تظهر لها نتائج؟
-من قال ذلك؟. فهي قضايا مرفوعة ومقدمة من قبل أُسر معينة وأشخاص معينين أمام القضاء، كيف لا تظهر نتائجها؟. إذا تقدمت أسرة معينة بفتح بلاغ بأن ابنها قُتل في المنطقة المعينة، وأنها متهمة الجهة المعينة، وكل من يتحدث بغير ذلك فهو حديث غير مسؤول. مجرد ما تم نقل شخص مصاب بطلق ناري إلى مستشفى يستخرج له أورنيك (8) مباشرة. أما أن هناك أشخاصاً يتشككون في إمكانية حدوث ذلك، فنحن نثق في مؤسساتنا العدلية، في السودان هناك حالات كثيرة لمحاكمة ضباط وإعدامهم وهو شيء لا يحدث في الدول المجاورة .
} البعض يقول إن الحكومة تحدثت عن أنها كانت تتوقع معارضة الشارع لسياساتها الاقتصادية الجديدة، وعلى الرغم من ذلك تعاملت بعنف ضد كل من أظهر معارضته لتلك السياسات؟
-لا أعتقد أن الحكومة تعاملت بالعنف إلاّ مع العنف، وبالطريقة القانونية، وهذا مشروع.
} هل مشروع قانونياً استخدام الرصاص الحي؟
-نعم إذا هوجمت مواقع للشرطة بالرصاص الحي، وبما يهدد حياة الأشخاص، فهناك قواعد معينة للتصرف باستخدام السلاح. وفي قمع التظاهرات هناك إجراءات وضوابط محددة لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى إلاّ وفق ضوابط معينة.
} هناك مواطنون عُزَّل قُتلوا أثناء خروجهم في احتجاجات سلمية؟
-أنا لن أقول في الحالة المعينة ماذا حدث، لأن هذه مهمة القضاء، وممكن أن يكون حدث ذلك، لكن هناك من يدعي ذلك وليس له أساس من الظن، هذا الأمر تحسمه النيابة العامة والإجراءات القانونية وفق ما هو متفق عليه في البلد، وإلا ستكون القضية مجرد وجهات نظر، وهي أكبر من أن تكون كذلك، المهم أن تدار القضية بطريقة موضوعية تكون هناك قضية وشهود. وإذا ثبت أن هناك من قتل شخصاً أعزل سيحاسب، فليس من مصلحة الحكومة أن تأمر عساكرها بقتل المواطنين العُزَّل؛ لأن هذا سيضرها أكثر من أن ينفعها. وإذا حدث تصرف من أفراد نظاميين فهذا مسؤولية الإفراد، وليس مسؤولية الدولة لأن الدولة هي المتضرر الأول.
} هل الأفراد النظاميون تلقوا أوامر من قياداتهم؟
-ستثبت التحقيقات أي قيادات أعطت مثل تلك الأوامر؛ لأن إصدار أوامر بقتل شخص برييء يُعد جريمة.
} الحكومة أعلنت استمرارها في تطبيق السياسات الاقتصادية الجديدة، وهناك استياء كبير وسط المواطنين، ألا تخشون من نقص شعبية الحزب؟
-نحن نعلم أن هناك استياءً واسعاً من هذه السياسيات حتى وسط قواعدنا، ولكن نحن مقتنعون كقيادة أن هذه السياسة أهون الشرَّين، إما أن ندعم بأموال غير موجودة ونصل إلى مرحلة التضخم؛ وبالتالي انهيار الاقتصاد، أو نتخذ قرارات صعبة بوقف الدعم، ونحن أيضاً متضررون من وقف الدعم، نحن لم نفقد شعبيتنا وإذا حدث فهذا طبيعي وفق حراك طبيعي، فليس هناك ولاء أعمى للحزب، جزء من العضوية قد ينحسروا من الحزب بسبب سياساته وجزء آخر قد يرجعوا. وفي تقديري أن السياسات الصحيحة إذا تمسكنا بها وشرحناها للناس سيكون أثرها أكبر على زيادة شعبيتنا، مشكلة كثير من شعبنا انعدام الروح القيادية، وهي أن تتصور الأمور بالشكل الصحيح وتنفذها بحزم وعزم، وأنا أعتقد أن المؤتمر الوطني في مقدمة الأحزاب السودانية في هذا الأمر، وهو حزب يستطيع تقديم رؤى وسياسات وتنفيذها. نحن لسنا قلقين من فقدان شعبيتنا، صحيح أننا للمحافظة عليها لابد أن نقدم مبادرات وأفكاراً جديدة لكسب الناس.
} هل أمام الحكومة متَّسعٌ من الوقت لإعادة كسب تأييد المواطنين مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي؟
-نحن إذا نزلنا انتخابات اليوم إن لم نحظَ بالأغلبية سنحظى بالأكثرية، لأن التنافس يتم بين أشخاص موجودين في الساحة، والمواطنون عقلاء يقدرون إذا لم يقولوا هذا أحسن من هذا، سيقولون هذا أقلَّ سوءً من هذا.
} هناك حديث عن رفض الحزب الاتحادي (الأصل) للمشاركة في التشكيلة الحكومية المقبلة؟
-منذ البداية كان الحزب الاتحادي (الأصل) تيارَيْن، أحدهما ضد المشاركة، والآخر مع المشاركة في الحكومة بما يضمن الاستقرار للأوضاع السياسية، وهو بقيادة رئيس الحزب نفسه وفي ظروف عادية، حتى إذا وجدت خلافات يجب أن تكون داخل الحزب، ولكن في ظروف الحزب الاتحادي يتم طرحها عبر وسائل الإعلام.
المجهر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.