أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون عن الإفراج وترحيل عضو تنظيم القاعدة السابق المعتقل السوداني نور عثمان الذي عمل مدربا على الأسلحة وأقر بتهمة التآمر مع تنظيم القاعدة، بعدما أنهى عقوبته في معتقل جوانتانامو اليوم الثلاثاء، إلا أنها لم تحدد توقيت عودته إلى السودان، مكتفية بالتأكيد على أنه : سيعود إلى بلاده في أقرب وقت ممكن . والمعروف أن عودة المعتقلين السابقين من جوانتانامو والمنضمين إلى تنظيم القاعدة على وجه الخصوص، إلى بلدانهم، لا يتعلق بعملية عودة سجين سابق إلى بلاده كالمعتاد، لكنه يرتبط باتفاقات على أعلى مستوى بين الوزارات الأمنية في البلدين، لأنه يرتكز على عمليات ما بعد الإفراج، وليس بمسببات العقوبة وقضائها، مع ضمانات عدم عودته إلى التآمر مجددا، والتي يجب أن تفيها بلاده. ويأتي ذلك في وقت لطالما نفت حكومة البشير، بعدم وجود أي علاقة بينها والولاياتالمتحدةالأمريكية لا من قريب ولا من بعيد، ناهيك عن التنسيق الأمني الواضح في الفترة السابقة والأخيرة. وسيغادر نور على الأرجح القاعدة البحرية الأمريكية بخليج جوانتانامو في كوبا قبل عشرات المعتقلين الآخرين الذين لم توجه لهم رسميا اتهامات بارتكاب جرائم. وبرأت قبل سنوات ساحة نحو نصف المعتقلين الباقين من اجل الإفراج عنهم أو نقلهم لكن المسئولين الأمريكيين يسيرون ببطء في إجراءات ترحيلهم أو إعادة توطينهم في دول أخرى. وقال مسئول البنتاجون المشرف على محاكمة جرائم الحرب في جوانتانامو في مذكرة وقعت الشهر الماضي وحصلت رويترز على نسخة منها اليوم أن السجين نور التزم ببنود اتفاق إقرار التهم عام 2011 والذي خففت بمقتضاه عقوبة السجن من 14 عاما إلى 34 شهرا مقابل تعاونه مع ممثلي الادعاء. وكتب بول اوستبيرج سانز المسؤول عن انعقاد المحاكم العسكرية في جوانتانامو في المذكرة ان عقوبة نور تنتهي في الثالث من ديسمبر كانون الاول. وقال اللفتنانت كولونيل تود بريسيل المتحدث باسم البنتاجون اليوم انه سيتم ترحيل عثمان. وأضاف بريسيل رغم إننا لن ناقش تواريخ أو مواعيد محددة بشأن الترحيل لأسباب أمنية ودبلوماسية متعلقة بالأمر فان الولاياتالمتحدة تنوي ترحيله في اقرب وقت ممكن بعد إتمام عقوبة السجن. وبترحيل نور ستقترب الولاياتالمتحدة خطوة صغيرة نحو تحقيق هدف أوباما بإخلاء معتقل جوانتانامو الذي يضم 164 شخصا اعتقلوا في عمليات ضد الإرهاب نفذت في دول خارجية منذ 11 سبتمبر ايلول 2001. وتجرى جلسات تمهيدية لستة آخرين استعدادا لمحاكمتهم بتهم تتعلق بهجمات 11 سبتمبر التي نفذت بطائرات مخطوفة وبتفجير سفينة حربية أمريكية. ويقول ممثلو الادعاء انه لن توجه اي اتهامات لمعظم المعتقلين الباقين لعدم وجود أدلة ضدهم يمكن استخدامها في المحكمة. واحتجز نور /46 عاما/ بالفعل في جوانتانامو لما يقرب من تسعة أعوام عندما اقر في فبراير 2011 بتهمة التأمر مع القاعدة وتقديم الدعم المادي للإرهاب. وأقر نور بانه عمل مدربا على استخدام الاسلحة في احد معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان من عام 1996 الى عام 2000. وقال انه لم ينضم قط للقاعدة أو يخطط لاي هجمات لكنه أقر بانه كان عليه ان يعرف ان بعض المتدربين في المعسكر سيصبحون نشطاء للقاعدة.