نقلت صحيفة السياسة الكويتية السبت عن أوساط خليجية مطلعة قولها إن المصالحة بين السعودية والإمارات والبحرين وبين قطر تمر حتماً عبر إبعاد الشيخ يوسف القرضاوي، الداعية الإسلامي، من الدوحة، وإلزامه الكف عن التدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي وتوجيه الاتهامات الباطلة إليها. وقالت الأوساط إن غياب "القرضاوي" عن إلقاء خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب في الدوحة، ليس بسبب "نزلة البرد" التي يعزو إليها غيابه عن الخطب منذ أسابيع عدة، وإنما يأتي في إطار الإجراءات التي يفترض على الدوحة أن تتخذها قبل إتمام المصالحة الخليجية، التي كثر الحديث عنها في الأيام القليلة الماضية. ورجحت الصحيفة أن تلي ما سمته ب "إسكات القرضاوي" عملية "إبعاده" طوعاً من قطر إلى دولة أخرى، يرجح أن تكون تركيا أو السودان أو تونس، علماً أن الأخيرة نفت، الجمعة، عزمها استقباله. وأوضحت الأوساط الخليجية، بحسب الصحيفة، أن من بين الخطوات المفترض أن تتخذها قطر إلزام "القرضاوي" التوقف عن كيل الاتهامات العشوائية الباطلة لدول خليجية، في مقدمها الإمارات، بغض النظر عن الدولة التي سينتقل للإقامة فيها سيما أن هذه الدولة أياً كانت مضطرة لمراجعة حساباتها بدقة قبل أن تسمح ل "القرضاوي" باتخاذ أراضيها منصة للتهجم على دول خليجية. بدورها، قالت صحيفة العرب اللندنية، السبت، إن الوضع الصحي ليوسف القرضاوي، الداعية الإسلامي، "الذي يقدّم كتبرير لغيابه الطويل عن المنابر الدينية والإعلامية القطرية لم يعد مقنعا حسب مراقبين يتوقعون أن السبب الحقيقي للغياب سياسي ويتنزل ضمن سعى الدوحة للتهدئة تمهيدا للتصالح مع الدول الخليجية المستاءة من السياسات القطرية". وأضافت الصحيفة أنه "لوحظ الجمعة تواصل غياب رجل الدين المصري العامل لحساب قطر يوسف القرضاوي للأسبوع السابع على التوالي، عن إلقاء خطبة الجمعة على منبر مسجد عمر بن الخطاب في الدوحة، الأمر الذي اعتبره مراقبون نتيجة حظر غير معلن عليه من قبل السلطات القطرية، تجنّبا لمزيد من التوتر مع دول خليجية دأب القرضاوي على الإساءة إليها والتدخل في شؤونها من خلال خطبه". وأشارت الصحيفة إلى أنه "تزامن هذا الغياب مع رواج أنباء عن قرب التوصل إلى مصالحة بين قطر وكل من الإمارات والسعودية والبحرين التي سبق أن سحبت سفراءها من الدوحة احتجاجا على سياسات قطرية وصفت بالمضادة لأمن واستقرار دول المنطقة، الأمر الذي يرجّح أن يكون تغييب القرضاوي جزءا من خطوات قطرية لإثبات حسن النية، كما تزامن الغياب أيضا مع رواج أنباء عن توجه قطري نحو التخلّص من القرضاوي بتحويل إقامته إلى تونس بالاتفاق مع حركة النهضة الإسلامية، وهو الأمر الذي صدر أمس بشأنه نفى رسمى تونسي". وعلى غرار ما حدث في الأسابيع الماضية تم تبرير غياب "القرضاوي"، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بعارض صحي يتمثل في "نزلة برد".