حسم حزب الأمة السوداني الذي يتزعمه الصادق المهدي، المعتقل لدى السلطات في الخرطوم، موقفه من طريقة الرد على اعتقال زعيمه، ودعا أنصاره إلى الاستنفار، انتظاراً ل «ساعة الصفر» والاحتجاج في الشارع، ضمن «انتفاضة» عامة، وهو ما ردت عليه قوات الأمن بتفريق الحشود التي احتجت أمس، مستخدمة العنف. في وقت صعّدت الولاياتالمتحدة لهجتها ضد الخرطوم، ونددت باعتقال المهدي، كما اتهمتها بارتكاب أعمال عنف بحق المدنيين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عبر «الغارات الجوية والهجمات البرية». وفرقت أجهزة الأمن السودانية عقب صلاة الجمعة أمس، مسيرة لأنصار حزب الأمة المعارض الذين خرجوا للاحتجاج على استمرار اعتقال زعيم الحزب الصادق المهدي من قبل حكومة الرئيس عمر البشير. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وأغلقت الطرق المؤدية إلى دار الحزب، وأمرت المارة ومركبات المواصلات بسلوك الطرق الجانية. واستنفر حزب الأمة كافة قواعده بالعاصمة والولايات، منتظراً «ساعة الصفر»، بحسب الأمين العام للحزب سارة نقد الله، التي دعت جموع «طائفة الأنصار» إلى انتظارها والاستعداد للخروج للشارع في أول تحول لموقف الحزب الذي دائماً ما يدعو للاعتصام في الميادين والعصيان المدني. حشود معارضة وخرجت حشود غفيرة من أنصار المهدي تتقدمهم الأمين العام لحزب الأمة والقيادية بالحزب، نجلة المهدي، مريم، من مسجد الإمام عبد الرحمن المهدي بضاحية ود نوباوي بأم درمان عقب أداء صلاة الجمعة لحضور خطبة سياسية بدار الحزب أعلن عنها خطيب المسجد. غير أن قوات الشرطة التي كانت ترابط بالقرب من المسجد أرسلت عليهم وابلاً من الغاز المسيل للدموع وأغلقت الطرق الرئيسة في وجه المحتجين الذين كانوا يرفعون شعارات تطالب بإطلاق سراح المهدي وإتاحة الحريات. بدورها، أعلنت الأمين العام لحزب الأمة سارة نقد الله التي خاطبت المحتجين بدار حزبها بأم درمان حالة الاستنفار العامة لعضوية الحزب بالخرطوموالولايات، وأكدت أن الحزب «وجه جميع عضويته بالاستنفار وانتظار ساعة الصفر»، كما دعت كل أنصار المهدي «للخروج وملء الشوارع»، وأكدت أن «الانتفاضة ستنطلق من جميع قري ومدن السودان». واشنطن قلقة في السياق، طالبت الولاياتالمتحدة الحكومة السودانية باحترام الحق الأساسي في حرية التعبير لكافة السودانيين، وفقاً للدستور السوداني، وأعربت عن قلقها العميق لاعتقال الصادق المهدي، ودعت سفارة واشنطنبالخرطوم في بيان لها الرئيس السوداني إلى «احترام تعهده حين نادى بالحوار الوطني برفع سقف حرية التعبير في البلاد». ووسعت واشنطن من دائرة الاتهامات للخرطوم، حيث اتهم المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث الحكومة السودانية بارتكاب أعمال عنف «غير مقبولة»، بينها شن غارات جوية ضد سكان مدنيين في العديد من المناطق.. وقال بوث خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف شارك فيه صحافيون في الخرطوم، إن «الغارات الجوية والهجمات البرية ضد سكان مدنيين والهجمات ضد مستشفيات ومدارس هي أمور تثير قلقاً بالغاً لدى الولاياتالمتحدة». البيان