منذ أن شيد طريق مدني الخرطوم وإلي يومنا هذا فهو يمر عبر تلك القرية الوادعة التي تسمي المسعودية،وقد قال لي صديقي سيف الدين وهو من مواطنيها أنه لو جري حذف الميم من المسعودية لكانوا اليوم يتمتعون بمزايا النفط ومن ضمنه العلاج المجاني والتعليم بدون رسوم وربما لبسوا العقالات في مقبل الأيام . لم تحذف الميم من المسعودية مشاء حظ أهلها العاثر أن يعيشوا زمن الإنقاذ حيث الفساد علي رؤوس الأشهاد . أما لماذا جاء ذكر المسعودية وأهاليها فمناسبته تلك الحواجز الخمسة التي أقيمت علي شارع مدني المار بالمسعودية وبين كل حاجز وآخر بضعة أمتار لا غير ، والحواجز مصنوعة بصورة عشوائية وجراء هذه الحواجز أو المطبات ظلت صفوف المركبات العابرة بين مدني والخرطوم تمتد وتتلوي وهي تحاول عبور الحواجز بسرعة زيرو،مما يؤدي لتعطيل زمن المسافرين ولإهدار الوقود فيما لا طائل تحته . ولا ندري مخترع الحواجز العبقري هل هو شرطة المرور السريع أم أهالي المنطقة بمن فيهم صديقي سيف الدين،أم ناس الطرق والجسور أم بتاعين التهريب والضرائب الذين فكروا في تعطيل السير لزوم المراقبة،أم الفكرة نبعت من ناس الأمن والدعم السريع لكنها علي كل فكرة (خايبة). أما الفكرة الأجدي والتي تريح مواطني المسعودية من البصات وحوادثها فهي صنع شارع علي نصف دائرة يمر من الناحية الغربية خارج المسعودية ثم يرجع للشارع الأساسي بعد أن يتخطي المسعودية،أو أن تتوقف البصات قبل الدخول للمسعودية وينزل الركاب جميعهم ويعبرون المسعودية علي حمير تتهادي تجنباً للحوادث المرورية . ولا يقول لي أحدكم أن الطريق الدائري سيكون علي حساب أرض مشروع الجزيرة فالمشروع شبع موت بفعل الإنقاذ،ولا تقول إحداكن كيف سيجد الركاب الحمير،فالسماسرة يوجدون بكثرة والطفيلية الذين سيؤسسون شركة ( جهنم والسعير لتربية البغال والحمير) وسيجنون المليارات من الركاب المغلوبين علي أمرهم . هذا ما كان من أمر مطبات المسعودية أما مطبات السياسة التي دخلت فيها الإنقاذ فلا تنفع معها الحمير ولو استوردوها من صندوق النقد الدولي،وإلا فقولوا لي كيف تنسجم دعوات الحوار مع الاعتقال والتعذيب وكيف يستشري الفساد والتجنيب . ومن هو الذي يشكل خطراً علي الأمن الوطني إن لم يكن الفساد واستغلال النفوذ والسرقة بكافة مسمياتها،أم أن إبراهيم الشيخ ومحمد صلاح وغيرهم من المعتقلين هم الذين حطموا الاقتصاد وسرقوا أراضي الشعب وفرطوا في حلايب !! قال لي المرحوم الدكتور عوض دكام بعد أن زار سوريا أيام حافظ الأسد بسخرية – تدخل جنينة الحيوانات وعينك في الأسد تقول دا فيل - . الآن الجهات المختصة عينها في الفيل وتقول دي المعارضة،ويا أهالي المسعودية هنيئاً بمطباتكم التي تتواري خجلاً أمام مطبات السدنة والتنابلة الذين يجهزون حالهم للإنتخابات ولهف الدولارات ومعاهم زوبة التي في طرفها(عدسات) . [email protected]