شهد النادي الوطني (نادي جهاز الأمن) بالخرطوم حتى ساعة متأخرة من مساء أمس 17 سبتمبر، شهد جلسة "جودية" بين الوسيط العقاري عبدالجليل علاء الدين وعلي محمود عبدالرسول وزير المالية السابق، وضمت الجلسة شخصيات أمنية وسياسية وبعض المسؤولين من وزارة الصناعة منهم اللواء "مفضل".. وتمسك السمسار بحقه فى نيل نسبة ال5% من إجمالي قيمة القصر الذى اشتراه الوزير من الدكتور عصام أحمد البشير إمام وخطيب مسجد النور بكافوري بمبلغ 2مليون دولار (ولم تتأكد للراكوبة صحة نسَب القصر للدكتور عصام رغم إفادة المصدر بذلك). وتعود تفاصيل الحكاية إلى أن محمد أحمد وأيوب الأول مدير مكتب علي محمود والثاني حرسه الخاص حضرا إلى مكتب يملكه السمسار عبدالجليل وطلبا منه البحث عن منزل بمواصفات معينة للوزير واتصل الوسيط بدكتور عصام البشير الذي تصادف أنه يعرض قصره للبيع وعندما جمع الوسيط الطرفان قال لهما (سوف أسافر الى دبى لثلاث أسابيع وقد جمعتكما فاحفظا لي حقوقي)..وبعد انقضاء الأسابيع عاد الوسيط ليجد مبلغ "19" ألف جنيه فى مكتبه قيل له أن علي محمود تركها (عيدية) لتزامنها مع عيد الفطر وقتها.. قام الوسيط باحضار شهود ليثبتوا الواقعة لاحقاً، وواصل الإلحاح مطالباً بمبلغ السمسرة مما قاد الى إحضار مبلغ 200 ألف جنيه كعمولة، ومرة أخرى أشهد عليها عدداً من الحضور، ثم حرر بلاغاً بواسطة المحامي معاوية خضر الأمين، واتخذت النيابة اجراءاتها. وعندما خرج الأمر عبر (الراكوبة) وبعض الصحف تحرك بعض أقرباء واصدقاء علي محمود سعياً لاطفاء الموضوع حتى لايؤثر في عملية ترشيحه لمنصب العضو المنتدب لشركة سكر كنانة (بعد أسبوعين)، وهو ما قال به قيادي كبير بوزارة الصناعة حضر لقاء الجودية فى النادى الوطني إذ طلب من أسرة الوسيط (مباركة الموضوع) حتى لا يؤثر فى حظوظ الوزير السابق الذى قدمه وزير الصناعة السميح الصديق كمرشح لمنصب العضو المنتدب ويطمح فى اقناع الشركاء العرب فى كنانة للقبول به كمدير للشركة فى اجتماع مجلس الإدارة المحدد له يوم 28 سبتمبرالجارى.. وقبل انفضاض جلسة "الجودية" بالأمس تدخلت جهات عليا فى الدولة غاضبة جداً وطلبت من الوسيط وأسرته مباشرة الاجراءات القانونية ضد الوزير الذى مازال مصراً على انكار عملية البيع وهدد برفع دعاوى ضد الصحف لنشرها الخبر، وذهب بالفعل ل(المستقلة) و(الأهرام اليوم) وهدد بمقاضاة الصحيفتين. وتبلغ عمولة الوسيط 950 ألف جنيه حسب إفادة مصدر. وتفيد متابعات الراكوبة بأن علي محمود يملك عدداً من القصور فالقصر مثار الخلاف يقع فى حي الرياض من طابقين مجاور لمحلات "دودي" المعروفة.. اضافة لمنازل فخيمة أخرى تتوزع كالآتي: (المعمورة الطائف الراقي منزلين، ومثلهما في حي المجاهدين). وعلمت الراكوبة أن الوسيط طمْأنَ مقربين منه خافوا عليه من غدر الوزير بالقول أنه لاعلاقة له بالسياسة، فقط يريد حقه.. وتدخل علي حمدان مالك صحيفة (المستقلة) بوساطة جديدة بعد انفضاض جلسة النادي الوطني، وطلب مهلة حتى نهار اليوم الخميس لحل الأزمة.. يذكر أن السمسار الذي أثار العاصفة من أبناء مدينة ربك وعمل والده "شيخ علاء الدين" بشركة سكر كنانة، وقد تعرض هذا السمسار للتهديد من أتباع علي محمود إن استمر فى المطالبة بحقوقه حسب مصدر مقرّب.
