أدان وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا (الإيقاد) المعارك الدائرة بين جيش جنوب السودان والحركة الشعبية في المعارضة، بقيادة النائب السابق للرئيس الدكتور رياك مشار، في مناطق عدة بولاية أعالي النيل، ودعوا الطرفين لضبط النفس، وتنفيذ مسودة اتفاق وقف العدائيات، الذي جرى توقيعه في 25 من أغسطس (آب) الماضي، في وقت اتهم فيه جيش جنوب السودان الخرطوم بتقديمها دعما كبيرا من الأسلحة، وفتح معسكرات التدريب في عدد من المناطق داخل الأراضي السودانية لقوات التمرد، بزعامة رياك مشار. ونفى المتحدث باسم الجيش بشدة سيطرة المتمردين على مدينتي ملكال والرتك في ولاية أعالي النيل، وقال السفير الإثيوبي السابق سيوم مسفن، المبعوث الخاص من دول «الإيقاد» لمفاوضات طرفي النزاع في جنوب السودان، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن وسطاء «الإيقاد» أدانوا بشدة المعارك الدائرة بين جيش جنوب السودان والحركة الشعبية المعارضة بقيادة رياك مشار، حول بلدة (الرنك) في ولاية أعالي النيل ومناطق أخرى جنوبملكال عاصمة الولاية في الأيام الثلاثة الماضية، مشيرا إلى أن التطورات العسكرية تدور، رغم توقيع الطرفين مسودة اتفاق وقف الأعمال العدائية بينهما في 25 من أغسطس الماضي في أديس أبابا، كما أعرب عن أسفه لهذه الأحداث، داعيا الأطراف كافة إلى وقف فوري لكل الأعمال العدائية وممارسة ضبط النفس، وقال في هذا الخصوص: «إن مثل هذه المعارك العسكرية ستقود إلى انهيار عملية السلام في هذه الجولة السادسة التي بدأت الأسبوع الماضي، وعلى الطرفين تنفيذ اتفاقيات وقف الأعمال العدائية، والالتزام بكل الاتفاقيات السابقة». كما أشار مسفن إلى أن هناك تحقيقات قد بدأها مراقبون من «الإيقاد» حول هذه الاشتباكات، قائلا إن فريق المراقبين سيقدم تقريرا شاملا حول الأحداث، وحث أطراف النزاع على إعطاء عملية السلام فرصة، وذلك بممارسة الهدوء ووقف الأعمال العسكرية. من جانبه، قال فيليب أقوير، المتحدث باسم جنوب السودان، ل«الشرق الأوسط»، إن الأنباء التي تتحدث عن سيطرة قوات المتمردين بزعامة رياك مشار على مدينة ملكال، عاصمة ولاية أعالي النيل وثاني كبرى مدن جنوب السودان، غير صحيحة إطلاقا، وأضاف: «لم يحدث هجوم من المتمردين في الأصل على ملكال، وما حدث هو وقوع هجوم شهدته مناطق جنوب الولاية قبل يومين.. وقد جرت هزيمة المتمردين في معارك اليومين الماضيين جنوب أعالي النيل، وقد خلفوا وراءهم 48 قتيلا، وعددا من الجرحى، قبل أن يفروا إلى الحدود السودانية»، مشيرا إلى أن قوات مشار حاولت دخول مدينة الرنك من جهتي شمال شرقي المدينةوجنوبها الغربي، التي تضم مواقع المشاريع الزراعية، وقال في هذا الخصوص: «لقد كانت قواتنا مستعدة لقوات التمرد، حيث أحدثت خسائر كبيرة في أوساط المتمردين الذين فقدوا أكثر من 50 قتيلا، كما استولينا على معدات عسكرية وأسلحة». كما شدد أقوير على أن الجيش الشعبي يسيطر سيطرة كاملة على كل مناطق العمليات، ونفى وجود معارك حول منطقة فلوج، التي تضم أكبر حقول النفط بجنوب السودان، وتنتج نحو 200 ألف برميل يوميا، وقال في هذا الصدد: «حركة مشار تكذب، عبر وسائل الإعلام في الخرطوم، بقولها إنها سيطرت على ملكال ومناطق النفط». وقال أقوير إن المعلومات المتوافرة لقيادة قواته تفيد بأن الحكومة السودانية تقدم دعما عسكريا، وتوفر معسكرات التدريب في عدد من المناطق، وأضاف: «نحن متأكدون من هذه المعلومات بنسبة مائة في المائة، والقوات التي هاجمت مدينة الرنك قدمت من ولاية سنار السودانية، وأخرى قدمت من بوط في ولاية النيل الأزرق»، وزاد موضحا أنه «جرى استدعاء جيمس كوانق شول، قائد قوات مشار التي تعسكر في مدينة سنار، قبل يومين بعد هجوم قواته على رعاة من قبيلة الفلاتة السودانية ونهب أبقارهم»، وأضاف: «هناك عدد من القادة العسكريين يتجولون في شوارع الخرطوم ويمكن رؤيتهم بالعين المجردة». وشدد أقوير على وجود تحركات واسعة لقوات مشار عبر الحدود السودانية مع جنوب السودان، خاصة في ولاية سنار، وقال في هذا الخصوص: «الآن جرى توفير معسكر في بلدات هجليج والخرصانة والميرم، إلى جانب معسكر ولاية سنار»، مضيفا أنه يجري إعداد هذه القوات لشن هجوم على ولايتي غرب الاستوائية وغرب بحر الغزال، وأن خطة مشار تتمثل في «نقل المعارك إلى تلك المناطق»، كما وصف عملية المراقبة من قبل دول «الإيقاد»، حيث جرى نشر عدد من الضباط بأنها «الصفر الكبير»، وختم أقوير حديثة بالقول: «مشار غير ملتزم باتفاق وقف الأعمال العدائية، ووجود مراقبي (الإيقاد) كعدمه لأنهم لا يحركون ساكنا». الشرق الاوسط