قبل فترة كتبت مقال بعنوان (نداء المغتربين) طالبت فيه اخواننا المغتربين في دول المهجر بأرسال مافاض عن حوجتهم من ملابس لتدفئة المساكين والمحتاجين في السودان ، وطالبت ان يتم التنسيق مع سفاراتنا في الخارج وخاصة سفارتنا وقنصليتنا في السعودية بأعتبار ان عدد السودانيين في السعودية هم الاكثر مقارنة بالدول الاخري. وكانت الاستجابة سريعة وقوية من المغتربين وخاصة اخواننا في السعودية والذين ابدوا حماسا كبيرا للمساهمة في تدفئة اهل السودان ولكنهم اعترضوا جميعا علي مبدأ التعاون مع السفارة او القنصلية لدرجة ان واحدة من النساء كتبت تعليقا في موقع الراكوبة يقول (مادام دخلتي فيها السفير اهلك في السودان اتدفوا تب) مغترب آخر كتب يقول ان السفارة تبعد عن منزله حوالي (200) متر ولكنه علي استعداد ان يذهب الي اي مركز تجمع آخر حتي ولو كان يبعد( 200) كيلو ، تعليق آخر جاء من احد المغتربين قال فيه ان (دارهم) في السعودية والتي تمثلهم هي الملتقي الثقافي الاجتماعي الرياضي بمنطقة الرياض ، وليست السفارة . وحقيقة لم اتفاجأ كليا بوجود فجوة بين المغتربين والسفارة فقد شاهدت في دول كثيرة كيف ان اخواننا هناك في دول المهجر حانقين علي سفاراتنا ، ولكني ايضا لم اتوقع ان تكون الهوة بهذا الاتساع للدرجة التي يرفضون فيها حتي مجرد فكرة تجميع الملابس بها. ولا اعتقد ان الجميع يسيئون الظن بسفاراتنا من دون سبب، كما انه لا مبرر ابدا لكل هذا السخط والتبرم من قبل المغتربين لو كانت سفاراتنا قائمة بواجباتاتها علي اكمل وجه. ابسط مثال وفي كل العالم سفارة بلدك هي عنوانك وملجئك وملاذك وبيتك وفي كل العالم تهتم السفارات برعاياها وتطلق لهم توجيهات وارشادات بتجنب اماكن النازعات او بتحذيرهم من التحرك في مناطق الحروب والاوبئة ، ولكننا لم نشاهد او نسمع اي من سفاراتنا تهتم بسلامة جاليتها ، وكأنهم يقولون لهم (نزاعات ايه واوبئة ايه) حيكون اسوأ من الحال في السودان اقعدوا اتخمدوا وانتوا ساكتين ، واحمدوا ربكم انكم مغتربين. ايضا وفي كل يوم تخرج علينا وسائط التواصل الاجتماعي بمأساة توضح ان بعض سفاراتنا بالخارج هي عبارة عن خيال مآتة يهش الطير عن الزرع في اوان الحصاد وبقية العام يظل كما هو عصا غليظة عليها خرقة بالية، بمعني انها تنشط عند زيارة مسؤول حكومي يروج لبضاعته الانتخابية او عند وصول بعثة تبيع اراضي وعقارات بأسعار فلكية وبقية العام تظل كماهي لاتسمع ولاتري ولا تتكلم والشواهد كثيرة لسودانييين ماتوا وتجمدت جثثهم في الثلاجات وآخرين تعفنوا في المستشفيات من غير لاحبيب ولاقريب ، اما حين يذهب احدهم لتجديد جوازه او استخراج رقم وطني مثلما حدث للمواطن (اسعد التاي) فأن نصيبه يكون علقة ساخنة وشتائم واساءات. وبغض النظر عن حقيقة الرواية من عدمها فعلي الاقل ليس هناك دخان من غير نار وليس هناك مبرر لأن يختلق احدهم قصة من العدم من دون ان يكون لها ظل علي الارض. آخر الانباء اكدت ان وزارة الخارجية ستكون لجنة تحقيق في الواقعة ،اننا نتمني فقط ان تعلن نتائج لجان التحقيق تلك والتي غالبا لا نسمع لها صوتا الاعند تكوينها. كما انه وعلي مايبدو ان العلاقات سيئة جدا بين بعض موظفي السفارة والمغتربين وان هذه الواقعة ستظل حجر عثرة في التعامل بينهم لذلك علي وزاراة الخارجية تغيير كل طاقم السفا رة علي ان يتم تعيين موظفين من المغتربين انفسهم فهم اقدر علي تيسير معاملات بعضهم البعض بعيدا عن الاستخفاف والسخرية والاستهزاء بأخوة لهم في النهاية هم ضحايا وطن محترق *نقلا عن السوداني