المطرب اللبناني المعتزل يحلق ذقنه ويظهر في مقابلة نادرة بهندام عصري، ويصرح ان علاقته سيئة برجل الدين المتشدد احمد الاسير . ميدل ايست أونلاين يتمنى العودة الى حياته الطبيعية بيروت - ظهر المطرب اللبناني فضل شاكر في قناة فضائية لبنانية حليق الذقن وفي هندام عصري عقب تجربة مثيرة هجر خلالها الفن ليرتمي في حضن التشدد الديني. واعرب الفنان المعتزل عن رغبته في العودة الى حياته الطبيعية وكشف عن تدهور علاقته برجل الدين السني المتشدد احمد الاسير في تلميح واضح الى ندمه على الايمان بأفكاره واتباع منهجه المتطرف. واعتبر نقاد ان فضل شاكر يسلك طريق التوبة من التطرف الديني بعد ان اكتشف انها تجر الى دوامة العنف والطائفية والمحاكم. في حين راى البعض الاخر ان تنصله من ماضيه القريب وخلع رداء التشدد عنه لن يجعله يفر من قبضة القضاء اذا ثبت ارتكابه لجرائم في حق الجيش اللبناني. وكان فضل شاكر المغني اللبناني الذي حاز نجاحا عربيا واسعا تحول بين ليلة وضحاها الى فار من وجه العدالة مع قائده وملهمه منذ سنتين احمد الاسير. وكانت تسجيلات مصورة للفنان فضل شاكر الذي كان اعتزل الغناء والحياة المدنية عام 2012 تظهر انه انضم إلى جماعة متشددة متبنيا أفكارها ومواقفها، بل وحمل السلاح مع أفرادها. وبعد غياب، ظهر فضل شاكر في مقابلة أجرتها "أل بي سي أي" معه، وبدا لافتاً أنّ شاكر حلق اللحية التي كان قد أطلقها سابقاً. وأجريت المقابلة في منزل شاكر بعين الحلوة في مدينة صيدا، حيث ظهر عوده في مكانه، وبدت صورة حفيده فضل محفوظة في مكانها. وأعلن شاكر في المقابلة، انه لم يشارك في معارك عبرا، قائلاً: "أتمنى أن أعود الى الحياة الطبيعية". كما نفى أنه حرّض على الجيش، مطالباً القضاء اللبناني ب"معرفة من ينتحل صفته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك". ولفت الفنان التائب كما وصفته وسائل الاعلام سابقا إلى ان "علاقته كانت سيئة جداً بالشيخ أحمد الأسير قبل حوادث عبرا"، غير أنه لم يكشف ما اذا سيعود الى حياته الفنية. وعرف شاكر لأعوام طويلة نجاحا واسعا في العالم العربي، مدفوعا بصوت دافىء واغان رومنسية سرقت قلوب النساء. ومنذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا منتصف آذار/مارس 2011، تقارب شاكر بشكل كبير الى رجل الدين السلفي أحمد الاسير المناهض لسوريا وحزب الله الشيعي حليف دمشق، والذي يقاتل منذ اشهر الى جانب القوات السورية في المعارك ضد مقاتلي المعارضة. وبعد فترة من ذلك، ابتعد شاكر عن الساحة الفنية، واطلق لحيته وبات من اقرب المقربين الى الاسير، وحاضر دائم في اللقاءات التي عقدها الاخير دعما للاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وأدى شاكر اناشيد دينية واخرى داعمة "للثورة السورية" خلال هذه اللقاءات. واطلق المغني اللبناني السابق فضل شاكر في وقت سابق انشودة عن السيد المسيح نشرت على مواقع الكترونية. وعلى اثر المعارك العنيفة التي اندلعت بين الجيش اللبناني وانصار الاسير في مدينة صيدا بجنوب لبنان في حزيران/يونيو، وادت الى مقتل 18 عسكريا و11 مسلحا وسيطرة الجيش على "المربع الامني" للاسير، أصدر القضاء مذكرات بحث وتحر بحق اكثر من 120 شخصا ابرزهم الاسير وشاكر المتواريين عن الانظار منذ ذلك الحين. وكان شاكر حتى قبل ثلاث سنوات خلت فنانا معروفا غنى الحب بكل الوانه واحيا حفلات غنائية لا تحصى في بلدان عدة. لكن مغوي القلوب اغواه الشيخ احمد الاسير، صاحب الخطاب المذهبي المتطرف والداعي الى "نصرة اهل السنة"، فترك كل شيء وتبعه. وحاول شقيقه الضغط عليه مرارا ليترك الفن، لكن احمد الاسير هو الذي اقنعه بان الغناء حرام ومحرم في الاسلام. ويطلق فضل شاكر على الاسير لقب "اسد السنة". وبسرعة، تحول فضل شاكر الى ابرز الوجوه بين مجموعة الاسير. وصارت له لحية، وبات كل لقاء عام مناسبة له للدعوة الى "الجهاد" والدفاع عن الدين، وشتم النظام السوري. ووصف فضل شاكر، واسمه الأصلي فضل عبدالرحمن شمندر في مقابلته الاخيرة والنادرة على الفضائية اللبنانية ارتباطه بجماعة أحمد الأسير المتشددة، بأنها مجرد تعاطف، والعلاقات بينه وبين قائدها، الشيخ الذي كان أحد مريديه، بالسيئة جدا قبل أحداث "عبرا" الدامية. وكانت بلدة "عبرا" القريبة من مدينة صيدا شهدت اشتباكات عنيفة في يونيو/تموز عام 2013 بين أنصار الأسير المسلحين وقوات الجيش. وفي سياق متصل، أعرب فضل عن تمنيه بعودة الجنود اللبنانيين المختطفين على يد الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، مستنكراً هذه التصرفات. وجاء تصريح الفنان العلني برغبته الى العودة الى حياته الطبيعية وتذمره من "قائد الروحي" السابق الفار من وجه العدالة بعد فترة من إصدار المحكمة العسكرية في لبنان حكما غيابيا بالإعدام ضده وضد أحمد الأسير.