تزايدت حصيلة قتلى الصراع المسلح بين قبيلتي الزيادية والبرتي، وبلغ عدد القتلى اكثر من 130 قتيل، ومئات الجرحى، وفقاً لأحدث الاحصائيات منذ تفجر الصراع بين القبيلتين. وفي الوقت الذي يطوف فيه البشير انحاء البلاد من اجل تدشين حملته في الانتخابات المعزولة التي ينافسه فيها "شعيب" وفاطمة عبد المحمود، تتساقط ارواح المواطنين سمبلة، ويخطف القتال القبلي ارواح الشباب والشيوخ والنساء. بل ان البشير لا يأبه لكل ذلك ولا يهتم له، ويرقص طربا فوق جثث القتلى واشلاء الموتى، ويهز عصاه وقفاه، وكأنما هؤلاء القتلى في دولة اخرى. وقالت مصادر بالمنطقة ل (الراكوبة) إن القبيلتين تبادلتا الاتهمات وحرب البيانات خلال الايام الماضية قبل، ان يتحول الصراع الكلامي الى قتال عنيف بلغته حصيلته اكثر من 130 قتيل، ومئات الجرحى والمصابين. وقالت المصادر إن القتال العنيف بين الطرفين تجدد يوم الجمعة، بعدما توقف ليومين، الأمر الذي ادى لوقوع اكثر من مائة قتيل من الجانبين. واشارت المصادر الى احداث الجمعة سبقها قتال عنيف في صباح الثلاثاء الماضي بين قبيلة الزيادية المدعومة من مليشيا الدعم السريع, وقبيلة البرتي التي ينتمي اليها والي شمال دارفور محمد يوسف كبر، والمدعومة من مليشيا أبوطيرة. وذكرت المصادر أن هناك قوات من الجيش الحكومي تحركت من مليط في اتجاه "كلكليات" التي تقع على بعد 5 كيلومترات جنوب مليط, وحاولت القوات الحكومية فض الاشتباك بين القبيلتين، مما أسفر عن مقتل ضابط برتبة رائد. واكدت المصادر أن الاحصائيات تقول إن عدد القتلى في احداث يوم الثلاثاء الماضي زاد عن الثلاثين قتيل، وان عدد الجرحى كبير وبعضهم في حالة حرجة. وفي ما يلي البيانان المنسوبان الى قبيلتي الزيادية والبرتي بيان قبيلة الزيادية ( بسم الله الرحمن الرحيم) (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) صدق الله العظيم إلى الشعب السوداني: ظلت قبيلة الزيادية منذ آماد سحيقة مثالا يحتذي به في التسامح والشجاعة والكرم وحسن الجوار بين كل المجموعات السكانية المجاورة في كل أراضي السودان، كانت وما زالت خير راع لتراب الوطن وإقتصاده وثقافته ونسيجه الإجتماعي، تقف حادبة على مصلحة البلاد من شرور التمزق والفتن، عارضة عن كل صغائر تطالها من هنا وهناك رغم كيد الخائنين. إلى من تهمه مصلحه البلاد من إبناء شعبنا: لقد تابعتم قبل أيام قليلة الجريمة الشنعاء التى قتل فيها ستة من خيرة أبناءنا بالفؤوس وتم حرقهم وهم نيام في الساعة الواحدة صباحا في منطقة حجر ساري شمال شرق محلية الكومة، وثبت لنا بما لا يدع مجالا للشك أن المجموعة نفسها من قبيلة البرتي بزعامة والى شمال دار فور عثمان كبر ، ظلوا يعملون بدأب على محاربة قبيلة الزيادية بكل الوسائل، السياسية والعسكرية ولم يتركوا ملجئا لبث الحقد والكراهية إلا طرقوه، وفي الأونة الأخيرة قام كبر بتسليح ملايش وعصابات بأسم الدفاع الشعبي والإدارة الأهلية من قبيلة البرتي لتقنين الحرب على الزيادية وأستهداف الرعاه في مراعيهم وحواكيرهم. أما ما حدث أمس من تكرار لنفس الجريمة دليل واضح على دقة تنظيم الجريمة وبيات النية، ويوم أمس الساعة الواحدة صباحا في منطقة العكيرشة شمال مليط هجمت مجموعة من مليشيا كبر على رعاه وهم نائمون وأطلقت عليهم الرصاص و أردت الأول شهيد وأثنين جرحي حالتهم خطيرة و بنفس المنهج والسلوك الجبان الخائن الغادر الذي درج عليه هؤلاء الغادرين الذي يضاف إلى طباعهم الخسيسة. إن أطلاق أيدي المجرمين ومدهم بالسلاح والعتاد لتقتيل الأبرياء من أبناء قبيلتنا سوف يؤدي إلى إشتعال حرب ضروس تأكل الأخضر واليابس وتوئد الزرع والضرع. (إن ينصركم الله فلا غالب لكم) تجمع أبناء الزيادية """""""""" بيان قبيلة البرتي بسم الله الرحمن الرحيم (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ( 39 ) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ( 40 ) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ(41)) . بيان مهم من شباب وطلاب قبيلة البرتى ظلت قبيلة البرتى بتعدد مكوناتها وثقلها السكانى مثالاً للوطنية وعنواناً للتعايش السلمى ورتق النسيج الإجتماعى بالسودان كافة ودافور عامة وشمالها خاصة ، والتاريخ القديم والحديث يشهد لها قيادة ومجتمعاً بذلك ، وقد ظلت هذه المكونات تتجنب بإستمرار الدخول فى مزالق الصراع القبلى والهوى النفسى لأصحاب القلوب المريضة والأطوار الغريبة والأجندة الخفية والأدوار الملتوية والتى لا تعرف إلا الإصطياد فى الماء العكر . لقد ظلت (قبيلة البرتى) تتابع الإعتداءات المتكررة على قرى وأفراد من رعاياها من قبل مجموعات لقبيلة الزيادية التى تسكن داخل (دار البرتى) ويقودها المتمرد المعروف على سلطان الدولة السودانية وتساندها مجموعة موسى هلال ، وكان آخرها الهجوم المسلح الكبير والمنظم والمخطط له بعناية وقصد سوء النية ، أمس الثلاثاء على (ماكسى التابعة لوحدة الصياح الإدارية بمحلية مليط) ، إستخدمت فيه أكثر من (24) عربة دفع رباعى مزودة بكامل عتادها الحربى والتى تتبع بعضها للقوات المسلحة فى العملية لأكثر من ساعة ، مما أدى لإستشهاد (9) أشخاص وعدد من الجرحى وحرق المساكن والممتلكات ، وقد سبق بأن تعرضت ذات المنطقة والتى تبعد (87) كيلومتر شرق مليط و(146) كيلومتر شمال شرق الفاشر ، تعرضت لهجوم مماثل فى (27) فبراير الماضى من قبل ذات المليشيات مما أدى لإستشهاد (4) أشخاص وإصابة أربعة آخرين وخطف احد عشر شخصاً . تؤكد (قبيلة البرتى) سيادتها على المنطقة بالمواثيق والمعاهدات والحجج والبراهين دون مزايدة ولا مغالطة ، وقد ظلت طيلة الفترة الماضية تمد حبال الصبر وتكف الأذى إزاء كافة تلك الإستفزازات والتحركات الإخطبوطية المريبة لتلك الجماعات التى تدعى نقاءها العرقى وسيادتها على المنطقة مستخدمة آليات وأسلحة الحكومة وعلى مسمع ومرئى من قيادات الحكومة والمجتمع ، ونؤكد للأمة السودانية جمعاء أننا لسنا دعاة حرب وقد ظللنا نصمت أمام كافة الحملات الإعلامية المشوهة والتى قصدت بها تلك الجهات تغطية جرائمها ، تارة بإتهام أن القبيلة تمتلك جيشاً يديره كبر والى شمال دارفور وأخرى تحالفات مع الحركات الدارفورية المسلحة وهذا مجاف للحقيقة . إلا أن صبرنا قد نفد ونؤكد للأمة السودانية بأن جميع أفراد ومكونات قبيلة البرتى مستعدون دفاعاً عن أرضنا وأعراضنا بالمال والنفس ، ومن هنا نعلن قدرتنا لمواجهة العدوان الغاشم ورده .