مرة أخرى ، غادر (12) طالباً وطالبة بلادنا للإلتحاق بتنظيم (داعش) الإرهابي .. وبهذا ارتفع عدد الطلاب الذين يمثلوننا هناك إلى (23) طالباً وطالبة .. ما يؤهلنا للمطالبة ب"أمانة الطلاب" في التنظيم الإرهابي .. (23) من طلاب الطب هجروا مشاعل النور ورموا مباضع الجراحة أرضاً وذهبوا - مُضللين – إلى أنفاق الظلام وحمل معاول الهدم والتدمير – ويا للمأساة .. وليس صدفة ان جميع الطلاب - السابقون واللاحقون - الذين ينضمون ل "داعش" يدرسون بالجامعة التي يمتلكها "مأمون حميدة " القيادي "الإنقاذي الإسلامي" - جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا ! وشخصياً أطالب بضم اسمه وجامعته إلى القائمة السوداء للمنظمات التي تدعم الإرهاب حول العالم .. جنباً إلى جنب مع "القاعدة" و"بوكو حرام" و"الشباب الصومالي" و"داعش" .. وهلم إرهابا.. لا أود نكأ الجراح .. وأتفهم مشاعر أسر الضحايا وأتضامن معهم .. فالفقد كبير والمصاب جلل والمآل أكبر من الإحتمال .. ولكن وكما في الحلق غُصة كذلك في النفس أسئلة بحاجة إلى إجابات ناجعة وعاجلة : فما هو الشيئ الذي يجعل طلاب وطالبات من أسر متعلمة وثرية يتلقون تعليمهم في كليات علمية و"دولارية" إلى كره الحياة والرغبة في الإنتحار بهذه الطريقة البشعة والمتوحشة ؟ ولماذا يتخرج كل الطلاب "الدواعش" من هذه الجامعة تحديداً ؟ ولماذا يرسل الأهل أبنائهم وبناتهم للدراسة في جامعة ظل صاحبها يحث ويحرض طلابه أيام عمله بجامعة الخرطوم "طوال تسعينيات القرن الماضي" على ترك مقاعد الدراسة والتوجه إلى ساحات "الجهاد" لقتال إخوتهم في "جنوب السودان" نصرة ل "لإسلام والمسلمين"؟ ليس لدي ما أقوله أكثر من ان (داعش) لم تغب يوماً عن بلادنا .. فهي تعيش معنا منذ ان هجمت العاصفة (الترابية) "الإنقاذية"علينا .. واقتلعت أوتاد الأخلاق والدين والعلم من مجتمعنا .. وعاثت فينا تدميراً أفقياً ورأسياً .. ولم يسلم من هذا التدمير المُمنهج حتى تلاميذ وتلميذات المدارس .. الذين اقتلعت العاصفة الشيطانية عقولهم وأدمغتهم وزرعت مكانها عقلا داعشياً لا يعرف سوى مفردات الجهاد والنحر والوطء والنكاح .. وكان من الطبيعي ان ينشأ هذا الجيل على الكراهية .. كراهية الحياة كما النفس .. لأن الاسلام في "نسخته الأخيرة" صار محفزاً على الإنتحار بعد ان أصبح منفراً وكريهاً ومقرفاً .. لدرجة انه لا يمكنك الإقتراب منه دون أن تضع يدك على أنفك .. من فرط رائحة الدم والمني والصديد والدود .. ولغاية الأسف لن يتوقف هذا الزلزال الذي ضرب مجتمعنا بقوة كاسحة تفوق كل مؤشرات "ريختر" لقياس الزلازل .. لأن أرض بلادنا أصبحت بيئة صالحة للزلازل والبراكين والأعاصير بعد ان إختلت قشرة الأرض بسبب التعرية الممنهجة التي تتعرض لها .. وليس هناك تعرية ل الأرض والسماء والحجر والبشر أكبر من ان يصبح أئمة "السلفية الحربية" ، من أمثال : "عبدالحي يوسف" و"محمد عبدالكريم" أساتذة بالجامعات ! ويصبح "داعشي" نزَق ك "محمد الجزولي" أحد أهم روافد "الثقافة" في البلاد .. لدرجة ان تستعين به "جامعة مأمون حميدة" لنشر (الثقافة والحضارة الإسلامية) .. ثقافة التكفير وحضارة التحقير والذبح والتفجير .. لذا هرب "أب قراط " من الجامعة .. وبرّز "أبوجهل".. لأنها جامعة "أبولهب" .. تبت يداه وتب. [email protected]